"كلاكيت" ثالث مرة .. الانتخابات الفلسطينية

بي دي ان |

16 يناير 2021 الساعة 11:35م

بعد أكثر من عشر سنوات عجاف من انتظار الفلسطينين صدور قرار رئاسي بإجراء الانتخابات، علها تتبدل أحوالهم ويطوي الفلسطينيون صفحة سوداء لواقع لا يسر الناظرين، ولا يقوى عليه سوى بعض الناس ألهمهم الله صبرا لم يلهمه لغيرهم فتاهوا وضاعوا، ومنهم استسلم والبعض غادر بلا رغبة منه ولا محبة.

إصدار الرئيس لمراسيم الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني على التوالي بعد هذا الانتظار المرير، فتح بابا جديدا للأمل، وفتح أفق سياسية أمام الواقفين على بوابات اليأس، بعد ضربات مؤلمة متتالية، تلقاها المواطنين جراء انقسام بغيض قتل أحلامهم وفرق شملهم وأفقد النسيج المجتمعي قيمه مع غياب واضح للعدالة والقانون. المواطنون الذين مل الصبر منهم، وخجل الحزن من عيونهم، ينظرون بعين الرضا والقبول الْيَوْمَ لهذا القرار، فلربما ستبعث الانتخابات فيهم الحياة من جديد، فبعد إصدار المرسوم، ومباركة جميع الفصائل، تبقى على شعبنا أولا : النظر بعين المسؤولية تجاه نفسه. وأن يحسّن الاختيار فيمن يمثله ويحفظ كرامته وكرامة الوطن، ويمارس حقه الديمقراطي بكل شفافية، ودون أي ضغوطات. 

ما نتمناه من هذه الانتخابات، أن تنهي حالة الانقسام المزرية، وتكون بوابة حقيقية وليس "دعائية " لإعادة اللحمة الوطنية وانهاء كل أشكال الفوضى والفساد، والعمل على سيادة القانون وخلق عدالة اجتماعية، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، لا نريد رفع سقف تطلعاتنا كثيرا، لكنها الحد الأدنى من مطالب شعب عانى قمع الحريات وعانى كل أنواع العذابات، ومن حقه أن يحظى بحياة كريمة بعيداً عن الحزبية المقيتة وتأليه الحكام وعن وسائل القمع والترهيب.

شعبنا يتأمل أن تكون هناك، شخصيات مختلفة، غير مكررة وغير نمطية، بحاجة لطاقات ودماء جديدة، قادرة على المساهمة بخلق واقع مختلف، قادرة على العطاء بكل أمانة ومسؤولية، الشباب الْيَوْمَ يتطلع أن يأخذه دوره، رغم أن الحق في الغالب ينتزع، مطلوب وبشدة مشاركة نسائية فاعلة، تليق بدورها النضالي عبر سنوات النضال الفلسطيني. الحالة الفلسطينية برمتها بحاجة إلى تغيير، سيبقى الفلسطينيون المتلهفون بانتظار يوم الاقتراع، فلربما مرسوم الانتخابات يبقى بالنسبة لهم حلم، ما بين الحقيقة والخيال.