ما ورد في مطلع الايجاز

بي دي ان |

01 ابريل 2023 الساعة 04:49ص

الكاتب
أمام ما نشره الخبير الإسرائيلي روني بن يشاي حول التعديلات القانونية في إسرائيل، أنها مما تتضمن، ضم الأراضي الفلسطينية من النهر إلى البحر، دون إعطاء الجنسية للفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية، وهناك خطة وضعها سموتريتش، قبل خمس سنوات، وفيها ما يشير إلى تحويل دولة إسرائيل، إلى دولة فصل عنصري، وهناك تفصيلات كثيرة حول نظام قضائي جديد. 

وما أنا مهتم به في هذا الايجاز، هو أين نحن الفلسطينيين ؟ وماذا هيأوا لنا؟وكيف يفكرون بمصيرنا! فوضعوا لنا خيارات ثلاثة؛ اولها: البقاء في الضفة تحت الحكم الإسرائيلي، في جيوب كالخليل وبيت لحم ورام الله ونابلس وجنين، بحيث لا يكون الفلسطينيون مواطنين اسرائيليين، ولكن لديهم تصاريح اقامة (كما حال المقدسيين)، شريطة عدم مقاومة  الاحتلال. الثاني: الذين يرفضون العيش تحت السيادة الاسرائيلية ،يهجرون طواعية إلى الخارج، واسرائيل تشجع وتساعد وتقدم منحا مالية. وثالثا: حسب خطة سموتريتش، بأن من يرفض الخيارين السابقين، سيواجه القتل على يد الجيش أو قتل من يجب قثلهم إلى جانب جمع الأسلحة، وانهاء كل مظاهر الرفض.

باختصار ، هذا ما يعد لنا من مصير، وقد اتفق ائتلاف حكومة نتنياهو عليه، وها نحن نواجه مظاهره على الأرض منذ تسلمت هذه الحكومة ناصية الحكم. وعودا على بدء؛ أمام هذا الذي اعد لنا، ماذا نحن فاعلون؟ أنا لا اريد الخوض  في ما يعاني شعبنا من مصائب وسلبيات مدمرة، نتكلم عنها حينا بلا مبالاة وحينا نغض عنها البصر والبصيرة، ونمارس من الأفعال ما هو ارتجالي، ينحدر إلى ادنى درجات الجهل أو التجاهل لحالنا، اما الأقوال، فاليك من الوان التشدق مما يختلط فيه الجد بالهزل، فالحال عموما فيه من الغفلة والتغافل  والاستغفال، ما جعلنا وسيجعلنا سائرين فيما اعد أو يعد لنا، لذلك لا ارغب في التشخيص ولا في الاقتراح لحلول، بل ساضرب مثلا من أدب الحكاية؛ قال العارفون: سعى اب إلى تاديب ابنه، بأن حكى له حكاية وحش اضناه الجوع، وهو يسعى باحثا عن مأكل يقيم اوده، وبعد أن أخذ منه الجوع مأخذا افقده حسن التفكير وسلامة التدبير، عثر بعظمة متحجرة،  
لفرط جوعه راح يعالجها حتى هشمها، فجرّحت شدقيه، ليسيل دمه على هشيم العظمة، فراح يلعق الدم بنهم، على أنه من العظمة، دون أن يدري أن الدم من دمه. 

وهكذا الحكاية، فهل لنا فيها اعتبار وعبرة، لذي حصافة وفهم؟ يا رعانا الله.