رؤية نحو تشكيل حركة مجتمع مدني في فلسطين

بي دي ان |

15 يناير 2021 الساعة 04:04ص

في ظل الواقع الذي تعيشه الساحة الفلسطينية ، و المتسم باحتقان سياسي واجتماعي و اقتصادي وثقافي وتمييز وغياب للمساواة والعدالة بين أفراد المجتمع ، لا بد من مخاض فكري و ديمقراطي ووطني يؤسس لتشكيل حركة مجتمع مدني، تضم مجموعة من الفاعلين والفاعلات والنشطاء والنشيطات المستقلين أو المنتمون للعديد من التعبيرات المدنية و الاجتماعية و الديمقراطية بهدف المساهمة في بناء مجتمع ديمقراطي و دولة مدنية ضامنة للعدالة الاجتماعية و تقاسم الادوار و الإنصاف الاجتماعي و الثقافي و المساواة و حقوق الإنسان.

إن تشكيل حركة مجتمع مدني في فلسطين، والتي دعا لها نخبة من المثقفين وأصحاب الرأي والفكر والفاعلين والنشطاء في الساحة الفلسطينية مؤخرا ، لا تشكل بديلا عن الانتظامات السياسية و المدنية و الاجتماعية القائمة، إنما سعياً لإعادة الاعتبار لأدوار المثقفين والكتاب وأصحاب الفكر و الفاعلين والنشطاء المدنيين و مجموع التعبيرات المجتمعية كأساس في صيرورة بناء بدائل سياسية اقتصادية و اجتماعية و ثقافية .

إن تشكيل حركة مجتمع مدني ، هو فضاء لبناء جماعي يهدف لتقوية القيم المجتمعية الديمقراطية و مناهضة التمييز و رفع الاستغلال والمشاركة الفاعلة في بناء المجتمع ومؤسسات الدولة الفلسطينية .

كما أن تشكيل حركة مجتمع مدني، يأتي في سياق تكثيف الجهود ومد الجسور بين مختلف الإبداعات النضالية و التنظيمية والوطنية .

لذلك فإن المبادرون و المبادرات إلى تشكيل حركة مجتمع مدني في فلسطين ، ومن منطلق أهمية الإبداع في صيغ جديدة لنظام دولة مدنية تؤمن بحرية المبادرة و تطلق العنان لمجموع المواطنين والمواطنات للمشاركة في صياغة السياسات التي تنتهجها مختلف مؤسسات الدولة مركزيا و محليا ، ومدي الاستشعار لحجم المسؤولية الوطنية والاجتماعية التي يجب أن يتحمل عبئها الجميع ، ولذلك فإن تشكيل حركة مجتمع مدني يجب أن يهدف إلي التالي :

1. النضال من أجل تسييد منظومة القيم داخل المجتمع تنتصر لقضايا حقوق الإنسان في شموليتها ,عدم قابليتها للتجزيء
2. الدفاع عن قيم المساواة بين النساء و الرجال و الإنصاف و العدالة الاجتماعية.
3. مناصرة و دعم الحركات الاجتماعية و الاحتجاجات السلمية.
4. فك حالة المصادرة و الإحتكار للقرار السياسي عبر دعم الحركات الإجتماعية و الإحتجاجية و صهرها في مشروع التغيير الديمقراطي كبديل يستجيب لتطلعات ضحايا التفقير و التمييز والتهميش.
5. إغناء المشهد المدني و السياسي بإضافة مبدعة و مبادرة و منفتحة على كل القوى السياسية و المدنية التي تخدم المشروع الوطني الفلسطيني .
6.خلق فضاءات لإغناء النقاش المعرفي و الثقافي داخل المجتمع ورد الإعتبار للمثقف في مصاحبة صيرورة التغيير الديمقراطي.
7.الإنتصار لقيم التعددية والتنوع بما يخدم البناء الديمقراطي.
8.تعزيز مشاركة الشباب/ات في بناء الدولة المدنية ولعب أدوار فاعلة وقيادية في مؤسساتها .
 
وهنا لابد أن يتعاقد مِؤسسي الحركة على التالي :

- إعتماد الديمقراطية جوهرا في التفكير و الممارسة بدفع مشاركة الأفراد و المجموعات إلى أبعد مدى و تحصين التجربة من مخاطر الإنزياح والإحتواء و النمطية.
- تكريس قيم التطوع و المسؤولية بما يضمن إستقلالية الحركة و فعاليتها.
- العمل على بناء مشروع مجتمع مدني ديمقراطي من داخل نضالات الحركة الوطنية و الحركات الإجتماعية و المدنية بهدف بناء دولة فلسطينية مدنية تضمن الكرامة و المساواة و العدالة الإجتماعية لكل مواطنيها .
و تأسيسا على هذا لابد من عموم المناضلات و المناضلين في الداخل و الخارج الإلتفاف حول هذه الحركة و المساهمة في بنائها والدفع بها نحو طريق التقدم والنجاح .

وللحديث بقية ،،