بالصور : الشاب أبو عميرة إرادة قوية وعزيمة على النجاح بنصف جسدٍ

بي دي ان |

14 يناير 2021 الساعة 09:33م

بنصف جسد يتدحرج بخفة ككرة الثلج وصولاً لهدفه إنه الشاب يوسف أبو عميرة 24 عاماً ولد دون أطراف لكنه تخطى مراحل عدة كما الجميع .

وُلد يوسف دون أطراف، لكنه يقوم بأكثر من 90% من المهام اليومية التي يؤديها الأشخاص العاديون، ولا يجد كثيراً من العناء في ذلك.

تخطى يوسف كل الصعوبات والمعيقات التي واجهته طوال حياته، بإصراره على النجاح الذي جعله يمضي قدماً حتى كان له ما أراد،  حصل على شهادته الجامعية بكالوريوس شريعة وقانون من الجامعة الإسلامية بغزة.

"بي دي ان" التقت أبو عميرة لتتعرف عليه وعلى حياته وممارسته للرياضة خاصة أنه يمارس لعبة الكاراتيه والسباحة.

بدايته والتحاقه بمقاعد الدراسة

قال يوسف لـ"بي دي ان " "أنه لم يدرس في رياض الأطفال بسبب وضعه الخاص الذي ولد به، لكنه أصر على الدراسة والعلم قابله ترحيب من قبل والديه اللذان ساعداه في الالتحاق بالمدرسة وهو ما تحقق له وتمكن بالدراسة في إحدى مدارس التابعة للأونروا في معسكر الشاطئ غرب مدينة غزة ".

وأضاف يوسف "أنه عندما التحق بالمدرسة ووجد زملائه يكتبون ويقرؤون وهو عاجز عن ذلك عاد إلى البيت يبكي بحرقة، قائلا لوالدته أريد أن أكتب مثل باقي الطلاب، فبكت والدته واحتضنته وكان هذا دافعا قويا له نتيجة دعم عائلته له فأكمل تعليمه الابتدائي والاعدادي والثانوي حتى التحق بالجامعة وكان له ما أراد حتى نال شهادة البكالوريوس بالشريعة والقانون.

معيقات وتحديات

وأبرز المعيقات والصعوبات التي واجهت يوسف أثناء الدراسة هو السير نحو المدرسة، حيث كان يتغلب في الوصول إليها نتيجة عدم تعاون السائقين معه ويرفضون الوقوف له نتيجة وضعه، ما كان يضطر الانتظار لساعات حتى يجد من يساعده بالوصول إلى المدرسة، مضيفاً أن الكرسي الكهربائي الذي كان يستخدمه بسبب انقطاع التيار الكهربائي بإستمرار بغزة تكون البطارية فارغة وغير مشحون وهو ما سبب له الكثير.

طموحات يوسف لم تتوقف على إنهاء مسيرته الجامعية بل إصراره على الحياة وحبه لها جعله يمارس الرياضة منها السباحة، إضافة إلى لعبة الكاراتيه فأتقن السباحة والكاراتيه رغم صعوبتهما عليه لعدم وجود أطراف لديه خاصة أن هاتين الرياضتين تعتمدان على الأطراف لكنه أبدع بفضل الله أولاً ثم بإصراره وعزيمته.

التحق أبو عميرة بأحد الأندية لممارسة لعبة الكاراتيه رغم صعوبتها وخطورتها إلا أنه حقق نجاحات كثيرة بها وشارك في بطولة الكويت العربية "أون لاين" محققاً المركز الثاني في البطولة طامحاً إلى الوصول للعالمية وتحقيق العديد من البطولات والإنجازات، وان يشارك في بطولات دولية ويمثل فلسطين ويرفع علم بلاده في المحافل الدولية.

كما يطمح يوسف إلى إكمال دراسته الجامعية الحصول على درجة الدكتوراه وان يكون محاضرا في أحد الجامعات.

طموحات يوسف كثيرة وهواياته وشغفه كبير أيضاً حتى وواكب التكنولوجيا بطريقته الخاصة ووظفها أيضاً بطريقة مميزة فأنشئ قناة عبر اليوتيوب يركز في المحتوى على إيصال رسائل تحدي وحب لكل من يتابعه ويشاهده  معرباً عن امنياته بأن يصل المشتركين فيها إلى 20 مليون. 

لم تمنع إعاقة يوسف الذي صاحبته منذ ولادته في أن يرسم قصة تحدي وتميز فريدة مواصلاً حياته بكل حيوية ونشاط مصراً على النجاح والتفوق في كل المجالات رغم صعوبة ومشقة الحياة.

إذن هي إرادة تتجاوز العجر والاستسلام لواقعٍ أضحى أسلوب حياةٍ فطوعه يوسف بما يُلائم محيطه ويشكل حالة استثنائية وملهمة لكل من ساروه اليأس في قدرته على مواجهة الحياة.