أحمدي نجاد: أعلى مسؤول إيراني لـ"مكافحة التجسس الإسرائيلي" كان جاسوسًا لـ"إسرائيل"

بي دي ان |

13 يونيو 2021 الساعة 03:29ص

قال محمود أحمدي نجاد الرئيس الإيراني السابق، اليوم السبت، إن النفوذ الاستخباري الإسرائيلي وتأثيره في جهاز المخابرات والأمن والمستويات العليا في النظام الإيراني، هو سبب قيام إسرائيل بعمليات كبيرة في إيران، والاستيلاء على أهم الوثائق النووية والفضائية من مراكز حساسة.

 وأكد نجاد، في تصريحات له، "أن أعلى مسؤول تولى مكافحة التجسس الإسرائيلي في وزارة المخابرات الإيرانية هو نفسه كان جاسوسًا لإسرائيل".

وجاءت تصريحات أحمدي نجاد، بعد أن تحدث رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين، يوم الخميس، عن نفوذ المخابرات الإسرائيلية في البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك قوله إن الموساد كان يراقب فخري زاده لسنوات، وقبل مقتله في ديسمبر (كانون الأول) 2020، كان الموساد قريبًا جسديًا من فخري زاده.

وبشأن عملية الموساد في 31 يناير (كانون الثاني) 2018 وسرقة عدد كبير من الوثائق النووية الإيرانية من مستودع في ضواحي طهران، قال كوهين "إن العملية، التي كان من المفترض أن تنتهي في سبع ساعات، كان فيها 20 شخصًا من عملاء الموساد حاضرين في موقع العملية ولم يكن أحد منهم إسرائيليًا، وكل هؤلاء العملاء على قيد الحياة وبعضهم غادر إيران".

وفي مقابلة بالفيديو، نشرت يوم الجمعة، أشار محمود أحمدي نجاد إلى تفاصيل ما سماه "عملية إسرائيل المكثفة" داخل إيران.

ولفت إلى وجود "عصابة أمنية" رفيعة المستوى في إيران، قائلًا: "هذه العصابة الأمنية الفاسدة عليها أن تشرح دورها في اغتيال العلماء النوويين والتفجيرات في نطنز، لقد سرقوا وثائق مهمة للغاية في تورقوز آباد وفي منظمة الفضاء، هذه ليست مزحة، هذه وثائق أمن البلاد، لقد جاؤوا وأخذوها".

وأكد الرئيس الإيراني السابق أن "هذه العصابة الأمنية يجب أن توضح".

وأضاف الرئيس الإيراني : "لقد جاؤوا إلى تورقوز آباد ونفذوا تلك العملية المكثفة، وأخذوا بضع شاحنات من الوثائق وسلموها إلى إسرائيل".

وتابع: "هل كانت ورقة واحدة ليضعوها في جيوبهم، كانت بضع شاحنات من الوثائق. في هذا البلد، مع كل نقاط التفتيش الموجودة، كيف غادرت العديد من شاحنات الوثائق البلاد؟".

وأردف: "تم إخفاء هذا الخبر عن الناس، وعندما وصلت الوثائق [النووية] إلى العدو وتم الكشف عنها، عند ذلك علمنا بالأمر، إن وثائق منظمة الفضاء كانت في خزانة مكتب رئيس هذه المنظمة. فتحوا السقف ودخلوا وفتحوا الخزنة وأخذوا الوثائق".

وذكر أحمدي نجاد: "لاحقًا، قامت العصابة الأمنية بإخفاء هذه السرقة، وقدمت معلومات كاذبة للوزير المختص، قائلة إن سرقة وثائق الفضاء كانت سرقة عادية، وإن اللصوص دخلوا من نافذة الجار في الطابق الخامس واعتقلتهم الشرطة؛ بينما جاؤوا من السطح، ولا يوجد شيء على الإطلاق في غرفة رئيس وكالة الفضاء للسرقة العادية".

وفي جزء من المقابلة، أشار محمود أحمدي نجاد إلى أن المسؤولين اضطروا للرد على مقتل العلماء النوويين، خلافًا لقضية سرقة الوثائق النووية والفضائية.

ولفت نجاد إلى اعتقال مازيار إبراهيمي وعدد من الأشخاص الآخرين وإجبارهم على الإدلاء باعترافات قسرية في ملف مقتل العلماء النوويين في فترة حكومته.

وبين أحمدي نجاد "إنه بعد مقتل "العلماء النوويين" توجهت العصابة الأمنية رفيعة المستوى في إيران إلى عدة سجناء لإخفاء خط التسلل ومنع المواطنين أو المسؤولين الكبار من إدراك أن شبكة تسلل كانت تقوم بذلك. لقد أجبروا عددًا من السجناء على الحضور أمام الكاميرا، لكنني على الفور أخبرت الوزير المختص [حيدر مصلحي، وزير مخابرات حكومة أحمدي نجاد] أن هذه كانت كذبة".

وأضاف رئيس الحكومتين التاسعة والعاشرة في إيران "أنه في القضية نفسها الخاصة بـ "سرقة وثائق منظمة الفضاء" كتبوا سيناريو لتطبيع السرقة وليقولوا إن الخزنة لم تفتح ولم تخرج أي وثيقة. وذلك لحماية الجواسيس والحفاظ على خط النفوذ."

وتابع أحمدي نجاد أن "المسؤول الأول عن مراقبة الجواسيس الإسرائيليين والتعامل معهم في وزارة المخابرات هو نفسه جاسوس إسرائيلي"، مضيفًا: "هل أصبح هذا الشخص وحده جاسوسًا إسرائيليًا في وزارة المخابرات وليس له صلات وقام بدعم العديد من العمليات في إيران، وفعل كل ذلك بمفرده؟".

وأردف أن أي شخص مطّلع قليلًا على العمل يعرف أنه "إذا ادّعى شخص ما هذا الادعاء، فهذه كذبة كبيرة" ومن الواضح أنها شبكة، يجب أن نقضي على هذه الشبكة في جميع أنحاء البلاد، ولكن لم يتم القضاء عليها، تمت إدانة شخص واحد فقط، أين ذهب الباقون وأين هم الآن؟.

وأوضح أن مقتل محسن فخري زاده، الذي يوصف بأنه شخصية رئيسية في القطاع العسكري للأنشطة النووية الإيرانية، هو حالة أخرى ألقى فيها أحمدي نجاد باللوم على أعمال "العصابة الأمنية" التي تنشط على أعلى المستويات في إيران.

وتساءل "ماذا حدث لاغتيال فخري زاده؟ لا سيما بهذه المواقف المتناقضة التي اتخذتها السلطات، حيث قال وزير المخابرات [محمود علوي] إننا كنا نعرف بزمان ومكان الحادث، لكنه لم يذكر من هو المقصر ومن هو المتعاون".

وردًا على سؤال عما إذا كان أي شخص قد تمت محاسبته في قضايا سرقة وثائق نووية وفضائية وقتل علماء نوويين وانفجارين كبيرين في موقع التخصيب، قال أحمدي نجاد: "لا أحد يتابع على الإطلاق، وأجهزة الاستخبارات الإيرانية التي يجب أن تمنع هذه الحالات قبل حدوثها، تتوجه أمام الكاميرا وتقول إننا اكتشفناها في وقت مبكر جدًا، ويعلنون اسمًا مزيفًا أو غير معروف ويقولون قتلناه أو غادر البلاد ويغلقون القضية".