هل لديك أقوال اخرى؟

بي دي ان |

11 مارس 2023 الساعة 01:20ص

الكاتب
- ماذا يدبر القوم؟ دون جلبة ولا ضوضاء، اتخذ مكانه، هبات نسمة الهواء البارد، فزرر الجاكت واعتدل في جلسته، يتسلَّى بالنظر إلى السماء الصافية، مطرَّزةٌ بنجومها الفِضية، أوينفرد بالقراءة، وهي خير من إتعاب الرأس بلا فائدة، ويُريح النفس المكدودة؛ عظيم الثقة بنفسه جريئا إلى أقصى حد؛ تحولت كتاباته الى مايشبه الصراخ بصوت عال في داخل جب عميق مكتوم الصدى؛ "وكنتُ الرجل القادم من أقصى المدينة، أُلقي بين أيديكم عَصَاي، والأقنعة السبعة لوجه الحقيقة، لتختاروا من بينها، أنتم المُخيرَّون الأحرار أيَّ الوجوه هو الأكذب، كنتم مثل فيالق جيش مُتعَب تحتارون بين كل الوجوه ، وأيّ قناع لوجوهكم أنسب"؟!

- و إنه لمن حسن الحظ أن يبقى ويكتب في زمن مؤلفي النزوة والصدفة؟! الهواء البارد في غير قسوة، لاعبًا بالأوراق امامه، نجوم تومض ضوء بتواضع، والليل راسخ كالأيام، وعمرٌ يَنقضي؛ تيَّار الهواء والحوار يتلاطم بلا انقطاع؛ بمقهى مُطِلَّة على البحر، مُشتبِكين في أحاديث شتَّى وربما علَت أصواتهم فبلَغَت الشاطئ؛ لو ينطق هذا البحر، بأحزان الماضي المنعقدة امامه لانتشرت علاماته كاللعنة؟!

- شعر صاحبه برغبة لا تقاوم في استدراجه إلى الحديث، و جاءه صوتٌ يقول في لطف: مساء الخير يا أستاذنا، إنَّك لست معنا، ولا أنت في الدنيا كلها، بل في استسلام قهري؟! فقال: بصوته المتهدِّج: لا تفتِّشوا عن أسباب الغضب، فالسخط شعور عام؛ واليأس مرض خطير؛ أحيان لا يسرُّنا أن نرى أنفسنا حين تتصاعد الهموم كالنحيب المكتوم، وما أشد ما نتبادل كلمات الغضب بالحذر والتوجس؟! لكن الناس يتهامسون بالتهكُّم المَرير، أو بالسخرية فيضحِكوا كما تعوَّدوا أن يضحكوا عقِب سماع الهذيان السياسي؟!، عندما يتحول الوطن الى سبوبة، يصبح رجل السياسة كالفنان شكوكو؟! هيهات أن يكتب لنا جديدًا ذا قيمة.

ضحك ساخرًا، وقال: في الوقت الرديء. من يريد أن يسبح في مياه ضحلة  فليفعل، لكن لا يطلب منا منافسته في ذلك، فحكم ثلوث الاحتلال، والانقسام والفساد والخراب، ليس مؤهلاً لشيء مما في عقولكم، فليس على النار هدى! والسلطات القائمة غير شرعية.. والمنقلب لا قانون يحكم سلوكه، لذلك فلا تصدق نبوءة بشأنهم؟!

- اما  الذين يذهب بهم الخيال الجامح بعيداً؟ فلا يتعلمون من درس الخيال الوهمي، بالدعوة للحوار والوحدة الوطنية، ولم يقفوا مع أنفسهم ليسألوا أين ذهب الله بحوارهم ومؤتمراتهم واللقاءات السابقة؟! وقد تركهم في ظلمات لا يبصرون؟ فالخلاف يحتدم بينهما. حتى يتطاير الشرر، و يتبادلا أقسى الكلمات فلا تبقى إلا خطوة واحدة على الاشتباك، فالرشاش جاهز مرة اخري، ودماء النَّاس وفرة .. طعنات داخلية حادة سامة في جسد القضية، والشعب الذي اسودَّت الدنيا في عينَيه؟! 


- فهل يملك شعبنا خيارًا ديمقراطي حقٍّا؟ أم مُكرَه، وما عليه إلا الإذعان والتسليم لآمر الانقلاب، رضاءَ المتمرِّد المغلوب على أمره؟! هل عجز عن النطق؟! في وطن محتل  منهوبٌ مسلوب؛ أليس من الظلم أن يرسف في هذه الأغلال.. بين  القتل والحرق والانقسام والفقر والحصار والدمامة؟!، فهل يري نور الحرية والوحدة والاستقلال والطمأنينة والأمان؟ وقد ترك المسئوليَّة السياسية بيد الضعفاء الأغبياء؟!

- صدقت يا أستاذ.. و لن يعرف هذا الملف حدودًا يقفُ عندها.! ولا أعتقد أن سدنة الانقسام الآن يمتلكون هذه اللياقة، و ليسوا بالحضور الطاغي، لأنهم ليس موفقين ، علم الله أن فيكم ضعفاً؛ فضحِكَ ضحكة كأنَّها تقول: ترى أين أنت الآن؟  الشعب عارف.. أنت عارف وأنا عارف الحقيقة وننكرها! وما هو بالنادر ولا بالجديد حال الشعب، شاهِدٌ على سُخْفِ كثيرٍ، ولكنه يجب أن يعرف ما يدبَّر من وراء ظهره، غير مبالٍ بقومة الشرعية والدستور، نحو المخرج، بعد مصادرة حقه في الاختيار والمشاركة؟! فالكل  يتجاهله ويدعونا بصمته البارد إلى تجاهلها أيضًا.. فالكل يقامر؟!

- نطقتَ بالحق، طبعًا! كنا نتوقع الانتشار الكبير والتنوع على المستوي السياسي اولا. ثم مستوى الشراكة والوحدة، ونحو الحريات وحق الاختيار. فقال ساخرًا: يتوحَّدون فقط لمنع صعود الحالة الوطنية الحقيقية التي لا تبدو بشائرها قريبة!! فالانقسام  يهدم كل شيء. نحن نتدهور بسبب المعبودة في هذا الزمان- المصالح والحزب- ودخولنا في مرحلة التعايش مع الخطيئة والتطبع بطبائعها واعتياد مفاعيلها!!
 
- فالأصل في أي سياسة ناجحة أن تعكس نفسها على المصلحة الوطنية، وعلى حياة الناس ورفاهيتهم، وهذا هو المؤشر الأساسي الصادق في الحكم على جودة أي سياسة أو فشلها، وللأسف الشديد المسئولون عن المشكلة لن يكونوا يوماً جزءاً من الحل؟. القضية في الوقت الراهن محاطة ببيئة معادية تماما من كل الجهات، ولا تضمن لها أي نوع من أنواع الأمن أو الاستقرار، بل على العكس؛ أفكار غريبة، ويتميز هذا الخطاب بالعدوانية والانفصال التام عن الواقع. الأمر الذي يزيد من عزلة القضية، واندفاعهم نحو مغامرات مربكة للجميع.

سأله : ولكن ماذا عن  مصير الجيل الجديد في نضاله الإنقاذ قضيته! انظر إلي غزة مثلا؛ والشعب الفقير البائس المحاضر بالفعل، في حقل تجارب للأسلحة، و اختبارات الموت على الأبرياء الفقراء؛ لماذا كان السجن والقتل والمحارق المتواصلة، واستمرار مخطط الانقسام والخراب، والحصار نصيبنا وحدنا؟! نحن ضحايا الإبادة، في قلب معتقل شمشون .. مختبر الجنوب لأكثر وافجر، واكفر، واجرم ، وافتك الاسلحة الصهيونية الوحشية... ولا نازية هتلر وفاشية موسوليني؟!

- فقال: يا له من سؤال لمن قضى عمرًا رهن الاعتقال الفكري والجسدي!، بعض الجماعات  وقعت تاريخياً في سوء تقدير خطير، حين اعتقدت خاطئة بأنّها قادرة على السيطرة بالقوّة المسلّحة على الشعب ، أو تصيبه بالخرس، ذاك الوهم الأكبر، لخفض صوت الشعب ومن يعبّر عن إرادة مجموع غالبية الشعب الذي يمتلك حقّ الاختيار وحقّ تقرير المصير، وحقّ المشاركة الفعّالة والمتغلّبة في صناعة القرارات العليا المؤثّرة في واقعه ومستقبله، مقابل حالة انفلات في شؤون السياسية والمالية؟!

- وفرض الأمر الواقع بالقوّة الإجبارية، وهو ضع مؤقّت، وهشّ ، وقابل للانهيار، فهناك فئة طفيلية استفادت من مخطط الانقسام والخراب والحصار، و أتسمت غالبية أنماط صعودها بممارسة الجريمة السياسية والاقتصادية الفجة، بعد أن راكم الفساد عدد لا بأس به من هذه الملابسات التى يشوبها الفساد والانحطاط والانقسام. وانعدام الشفافية والصعود السريع، وأن يمارسوا الجباية والاتاوة والبلطجة والتزييف ويعلنوا انفسهم حكام بل شرعية دستورية ولا قانونية، ولكن بالقوة الغاشمة، جماعة تتملق النفاق والاستعلاء الكاذب.

  - واخرى تختال بوضعها وتحاول أن تدعي لنفسها - بالزور- الحق عبر الكذب وغسل مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، وربما كانا لا يختلفان اختلافًا جوهريٍّا في شيء فهمًا في الغباوة سواءً . ولكنهما جِدُّ مُختلفَين في المصالح المدمِّرة التي لا تُبقي على شيء ! من ينهب من الوطن أكثر؟! ولكن دون جلَبة أو ضوضاء!! ثلة واحدة، طبقة واحدة متعددة المصالح، وهي الحقيقة، بأن تضحي بمصالح الشعب والقضية إذا تعارضت مع مصالحهم، وبالتالي لا يمكن أن يمثلوا الشعب.

-  سأقول لكم متى سينتهي ذلك كلّه، ومتى سينفضّ السّامر، وتنتهي الجوانب المضحكة في هذا العرض المسرحي السخيف.. عندما تتبلور قيادات وطنية مخلصة، تعيد بناء الحالة الوطنية من جديد، وعندما تتحول الوحدة إلى مشروع وطني، وليس إلى مشروع حزبي انقسامي، تحت رحمة الاحتلال في الضفة والقطاع، على حدٍّ سواء، وعندما يطرح الشعب الفلسطيني برنامجه الوطني الحقيقي، حينها ستنتهي هذه الحالة الفوضوية، من الواقع السياسي، مع ضرورة محاسبة كل من ثبت إجرامه طبقا للقانون.. ان يحاسب في الشأن المالي والسياسي، ويحاكم على الجبايات وسرقة اموال الناس بالباطل، آي المحاسبة على الجرائم السياسية والاقتصادية. طال الزمان أو قصر؛ وهذه هي خريطة الطّريق والأيّام بيننا، وإن غدًا لناظرِه قريب.؟!

 قال : ربَّاه! هل نُدرك ذلك الزمن السعيد؟! فقال  ساخرا: بيدك أن تنتظره إذا شئت…؟!

هل لديك أقوال اخرى؟! ففقد حماسه للحديث، ونهض مستأذنا في الانصراف.