أفريقيا الصديقة وقمتها الـ٣٦

بي دي ان |

26 فبراير 2023 الساعة 12:54م

الكاتب
عقد الإتحاد الأفريقي يومي السبت والأحد من شهر فبراير عام ٢٠٢٣م، بأديس أبابا القمة السادسة والثلاثون، ضمن سياق يتسم بإستمرارية الصعوبات التى تلقي بثقلها على القارة على المستويات الصحية والإقتصادية والغذائية والمناخية والأمنية، فضلا عن العديد من التحديات التى تواجه دخول عشرية أجندة ٢٠٦٣م، للمنظمة الأفريقية حيز التنفيذ، ورغم التحديات التى تواجه هذه القارة التي أصبحت ساحة للتنافس الدولي والإقليمي، إلا أن النضال المشترك بين الشعوب الأفريقية والشعب الفلسطيني متشابها من معاناة واضطهاد وتمييز عنصرى من الاستعمار والاحتلال هو نفس المصير، إلا أن الاتحاد أنهى إجتماعه بعد إفتتاح صاخب شهد طرد الوفد الاسرائيلي العنصري الذى أصر على حضور القمة دون دعوة حسب بيانات الإتحاد الرسمية، وكما عودتنا هذه القارة الصديقة المساندة للحقوق الفلسطينية وللشعوب المظلومة والمضطهدة، فقد تضمن البيان الختامي للقمة ما يؤكد على الدعم الأفريقي الواضح للشعب  الفلسطيني ولقضيته العادلة من خلال التأكيد على الدعم الأفريقي للتوجه الفلسطيني لمجلس الأمن من أجل الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المنشودة، فهذا الموقف جاء ليؤكد للمجتمع الدولي بأن فلسطين دولة محتلة مظلومة ويجب أن تتحرر، وأكد البيان دعم الدول الأفريقية الكامل للشعب الفلسطيني في كفاحه المشروع ضد الإحتلال الاسرائيلي من أجل إستعادة حقوقه غير القابلة للتصرف بما في ذلك حق تقرير المصير وعودة اللاجئين وتجسيد الدولة الفلسطينية ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران للعام ١٩٦٧م، وعاصمتها القدس الشرقية، كما جدد القادة الأفريقيين دعوتهم لإطلاق عملية سياسية ذات مصداقية لإنهاء الإحتلال وتفكيك نظام الفصل العنصرى الاسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، وعلى ضرورة محاسبة اسرائيل على جرائمها الاحتلالية والعنصرية بحق الشعب الفلسطيني. لذا المطلوب فلسطينيا للخروج من عنق الزجاجة واستثمار هذا الدعم والحفاظ عليه من التلاشي: إن الفلسطينيين الأن بأمس الحاجة إلى ترتيب الأوراق فلسطينيا، أقصد هنا إنهاء الشردمة الفلسطينية (الإنقسام) ودون ذلك لن تكون هناك ثمار لنصف دولة فلسطينية، ولا حتى لإنجازات دبلوماسية أو سياسية فلسطينية أقل تقدير، الفلسطينيين بحاجة إلى نشر الرواية الفلسطينية ثقافيا وسياسيا وحقوقيا لدى الدول الصديقة والشقيقة في افريقيا على المستوى الإقليمي، وللدول الغربية على المستوى الدولي، كما أنهم بحاجة لآليات تحرج الغرب والولايات المتحدة الامريكية للإلتفات الحقيقي للقضية الفلسطينية دون انحياز  واضح للاحتلال، وأيضا هم بحاجة الى إشراك دول فاعلة في عملية التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، أهمها: روسيا، الصين، الجزائر، جنوب أفريقيا، بإلاضافة للدول الداعمة للحقوق الفلسطينية حتى يستطيعوا الإختراق في ملف التسوية وخاصة في ظل حكومة إسرائيلية متطرفة فاشية بقيادة نتنياهو وبنغفير اليوم.

-باحث بالعلوم السياسية، شؤون أفريقية.