بات مطلوب من البعض النزول عن كتف فلسطين

بي دي ان |

16 فبراير 2023 الساعة 07:22م

المشرف العام
هي ليست قوانين، إنّما إجراءاتٌ استعماريةٌ جديدةٌ يأخذها المحتل الاسرائيلي بحق أصحاب الأرض.
إجراءاتٌ فاشيةٌ تنم عن حكومةٍ أكثر تطرفاً وأكثر عنصرية وممارسة للأبارتهايد . 
شرعنةٌ تسع بؤر استيطانية والدّفع بإجراء بناء نحو عشرة آلاف وحدة استيطانية جديدة، وتقديم المزيد من الخدمات والتّسهيلات للمستوطنين لتعزيز وجودهم على أراضي فلسطين في الضّفة الغربية، وكذلك قانون تجريد الفلسطينيين من الدّاخل المحتل والقدس من جنسياتهم وتهجيرهم إلى الضّفة الغربية ومحافظات غزة، هو أيضًا تهجيرٌ وتطهيرٌ عرقي بحقِّ الفلسطينيين السّكان الأصليين وأصحاب الأرض. 
خطواتٌ تجاوزت الخط الأحمر، وهي جملةٌ من الإجراءات التّعسفية والخطيرة والتي تتعارض مع القرارات الدّولية. 
تستغل الحكومة اليمينية المتطرفة لدى دولة الاستعمار الحالة الإقليمية والدّولية المنشغلة ما بين حرب روسيا وأوكرانيا، وانشغال العالم مؤخراً بكوارثٍ طبيعيةٍ حدثت (تركيا وسوريا) أنموذجاً، وكوارثٍ متوقعة، بانتظار حدوثها والتّجهيز لها وربما ترقب مدى مخاطرها المحتملة.
بكلِّ الأحوال فإنَّ ما يرتكبه الاحتلال الصِّهيوني من جرائم يوميةٍ مختلفةٍ، والتي تشكل انتهاكًا صارخًا للحقوق الفلسطينية وانتهاكا بحقّ الآدمية، وانتهاكًا آخراً للمواثيق الدَّولية، ليست جديدة ولا طارئة على الشَّعب الفلسطيني ، فلا يمكن بأي حالٍ من الأحوال للاحتلال إلا أن يصدر لشَّعب المحتل أسوأ ما لديه من ممارسات وإجراءات ، فقد عاش وما يزال الشّعب الفلسطيني أقسى الممارسات بحقِّه وبحقِّ أرضه، ودفع ثمن هويته الفلسطينية، من قبل دولة الأبارتايد. 
ما هو مؤسف حقًا في هذه المرحلة وهذه الحالة، هو سوء المناخ العام الذي تعيش وسطه القضية الفلسطينية، دوليًا حيث انشغال العالم بقضاياه وبحرب روسيا وأوكرانيا، الاتفاق النووي الإيراني، كوارث طبيعية طاحنة، أما ما يمس جوهر القضية الفلسطينية بشكل مباشر ، النّفاق السِّياسي والانحياز الدُّولي الكامل لدولة الاستعمار والذي لا يستطيع لجم العنف والعدوان الصِّهيوني على الفلسطينيين، بل والصّمت المقيت أمام جميع هذه الجرائم المرتكبة دون أي جهدٍ لاثبات وقوعها وتسببها من قبل الاحتلال. 
ثمّ الحكومات العربية وخاصة التي هرولت نحو التّطبيع المجاني مع دولة الاحتلال، وقيام بعض الدّول العربية بعمل بتوأمة مع تل أبيب (دولة المغرب) وتبادل طلابي وتجاري وثقافي، لقد أخذ التّطبيع أوجهاً مختلفةً ومتعددةً حتى بات وجهاً مخزياً للعروبة، فالتّطبيع طعنةٌ في الظّهر ، مع العلم أنّه بامكان دول عربية محددة الضّغط بالفعل على دولة الاحتلال للتراجع عن الكثير من الإجراءات التّعسفية بحق الفلسطينيين. 

إن الانقسام الفلسطيني لن يحرر فلسطين كما يقول البعض المنزعج " من كثرة مطالبتنا بانهائه، لكن الوحدة الفلسطينية والتّوافق على برنامج وطني للتّصدي ومواجهة هذه الحكومة اليمينية المتطرفة، وحماية شعبنا من هجمات واستباحة قطعان المستوطنين للأقصى والمدن الفلسطينية نهارًا ليلًا، كان سيشكل درعاً واقي لشعبنا وتعزيزه صموده على أرضه، وهذا أضعف الإيمان.
لا عتب حين نُقرُ أنَّ الفصائل الفلسطينية فقدت رونقها وهيبتها، ولا نبالغ أو نتجنى على أحدهم حين نقول: أنّ هنالك الكثير من الفصائل المسماه والموجودة على كتف الشعب وفلسطين لا داعي لها، ومنها من هو عبءٌ حقيقيٌ، ومنها هو (حلابة) تنهب مال الشّعب وتتعامل على أنّه أكبر استثمارٍ، وهي تجارةٌ رابحةٌ بالقضية الفلسطينية، كادت تعادل تجارة النفط بالنسبة لهم. 
بعض الفصائل بدأت بالتّراجع عن برنامجها الأساس نحو الخيارات الأقل تضحية وثمنًا، وجهدًا ، وباتوا أشبه بجامعة الدول العربية بتصدير البيانات الخطابية -غير المحمسة حتى- لكن بقاء الواقع مهما ومبرراً لوجودهم بالنسبة لهم .
   شبانٌ وأطفالٌ فلسطينيون باتوا هم عنوان القضية والقدس، وهم من يضخون نبضًا في روحها في لحظات كان من الأولى أن تضج السّاحات والميادين بمختلف أطياف الكلِّ الفلسطيني. 
أطفال الثالثة والرابعة عشر هم من يحفظوا ماء وجه الكثيرين من فصائل وقيادات متقاعسون. 
المشهد الآن، تصاعد إجراءات وجرائم اسرائيلية يوميًا منها العنصري ومنها الإجرامي والتّهويد والإحلالي وغيره من القرارات التي تتخذ لأول مرة في سبيل تسييج دولة يهودية قومية على أراضينا الفلسطينية المحتلة ، يقابلها حالة انهزامية وتفكك فلسطيني، وحالة من التَّردي والتّشظي، تسود المشهد الفلسطيني، عدا عن أولئك الشُّباب والفتية الذين مازالوا يعطون فلسطين قيمتها، وقداستها كما تستحق وكما يليق بها. في حين تلعب الفصائل التي لم تكف عن الخطاب المزلزل والصّوت الهادر مع كلِّ قطرة دمٍ ينزف أو بيت يهدم، باتت تمثل حالة العجز الفلسطينية. 
ظاهرة الشّباب الحر الثائر على أهميتها ونبوغها إلا أنّه في حال لم يتم ترتيب الحالة الفلسطينية والبيت الفلسطيني وإنْ ما تحركت الدماء بشرايين كثير من الفصائل وأصحاب الشعارات، فلن نحقق أي انتصارٍ ولو جزئي.
ما هو مطلوب فورا، حماية شعبنا الفلسطيني من قطعان المستوطنين الذين يستبيحون المدن الفلسطينية ويهاجمون المواطنين ويفسدوا أمنهم وطمأنينتهم. 
مطلوب أن نصدق القول والفعل لأنّ كرامة الشّعب والوطن تستحق وفلسطين تستحق .