التقى “شاهر سعد” أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين، السيد “Wolfgang Katzian” رئيس اتحاد عمال النمسا، التي يزورها حالياً إلى جانب الدكتور “أشرف الأعور” أمين سر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين.

وشارك من الجانب النمساوي في الاجتماع نفسه، “هاد ماركوس” مسؤول العلاقات الدولية في اتحاد عمال النمسا، و “ايليزابيث كرندل” منسقة مشروع الحماية الاجتماعية في فلسطين، ومسؤول علاقات الاتحاد النمساوي بالاتحاد الاوروبي.

حيث قدم سعد شرحاً مفصلاً عن أوضاع العمال الفلسطينيين، الذين يتجاوز عددهم (182.000) عامل، منهم 55.000 عامل يعملون في قطاع البناء والتعمير، و(15.000) عامل يعملون في القطاع الزراعي، و (91.000) عامل يعملون في السوق الإسرائيلية السوداء.

وجميعهم يتعرضون لتعسف وبطش المحتل الإسرائيلي، التي تبدأ بملاحقتهم ومحاولة اعتقالهم إلى إهمال صحتهم وسلامتهم داخل ورش ومواقع العمل، ما تسبب بوفاة 61 عاملاً فلسطينياً في سوق العمل الإسرائيلي خلال عام 2022م.

وهذا يشمل الذين ارتقوا شهداء في حوادث السير خلال ذهابهم أو آيابهم من وإلى سوق العمل، أو تعرضوا لإصابات عمل قاتلة، أو الذين قتلوا بالرصاص الحي، او سقطوا من علو بسبب عدم توفير معدات ووسائل عمل وسلامة مهنية مناسبة لأعمالهم الخطرة.

كما بين سعد أن هذه الوتيرة من البطش والتعسف الإسرائيليان دخلت طوراً جديداً من أطوار الخطورة من بداية العام 2023م، حيث قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون لغاية الآن 15 شهيداً.

كما قدم سعد شكره لاتحاد عمال النمسا، لدعمه المشاريع النقابية المنفذة من قبل الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، التي تركت أثراً طيباً على مسيرة عمل الاتحاد، بما في ذلك تطوير قدرات ومهارات النقابين الفلسطينيين.

كما قدم الدكتور “أشرف الأعور” إيجازاً عن المشاريع التي تم انجازها بالتعاون مع اتحاد عمال النمسا، بما في ذلك مخرجات مشروع “الحماية الاجتماعية المستدامة”، ومخرجات الزيارات الميدانية، ومقابلة العمال في مواقع العمل، وكيف يتم قياس وتوزين انتاجيتها ومعرفة فائدتها.

إلى ذلك، طلب (سعد والأعور) من نظراءهم النمساويون، مواصلة دعهم المقدر والمشكور لمشروع “الحماية الاجتماعية المستدامة”، ودعماً لإنشاء مركزاً لتأهيل العمال في الضفة الغربية، وتأسيس مركزاً آخر للتدريب على مهارات الصحة والسلامة المهنية.

كما عرض سعد بصفته رئيس الاتحاد العربي للنقابات، رؤية العربي للنقابات، لتطوير العلاقة بين الجانبين العربي والنمساوي، وتطوير وتوحيد سبل دعم القضية الفلسطينية، وحشد أكبر عدد من الاتحادات العمالية لدعم القضية الفلسطينية التي تحظى باجماع عربي ودولي.

كما التقى الوفد الفلسطيني خبيرة الحماية الاجتماعية النمساوية “اليزا بيث” التي قدمت للوفد الفلسطيني، شرحاً مهماً عن تجربة النمسا الناجحة مع الحماية الاجتماعية، التي تشمل بمنافعها المواطن النمساوي من لحظة ولادته حتى وفاته، مروراً بتقاعده ومرضه وعجزه.

وحثها للفلسطينيين على أن يباشروا بتشغيل مؤسستهم الخاصة بهم، نظراً لمزاياها الكثيرة، والتي تعود بالنفع والفائد على كافة فئات المجتمع، سيما الضعيفة والهشة، بما في ذلك استفادة المرأة العاملة من صندوق إجازة الأمومة الممول بالكامل من دافع الضرائب النمساوي.

كما التقى الوفد الفلسطيني إدارة معهد العمال النمساويون في غرفة العمال، التي تم تأسيسها منذ مئة عام، ولديها قانون يحكم أعمالها ويضبطه، ولا يمكن تغيره إلا بموافقة البرلمان، وهي جزء من القسم القانوني التابع لاتحاد العمال، وتقوم بالدفاع عن العمال في حاله حدوث خلاف عن العامل وصاحب العمل.

كما تقوم الغرفة نفسها بتدريب النقابيون والقضاة غير المحترفين، ممن لديهم خلفيه قانونية، ويمكنهم الدفاع بعد تدريبهم عن مصالح وحقوق العمال والعاملات، حيث تتم الاستعانة بهم في كافة درجات التقاضي أمام المحاكم، نظراً لخبرتهم العالية في القضايا العمالية كالفصل من العمل وعدم دفع الأجور بشكل عادل لأي سبب من الأسباب، والتقاعد المبكر والفصل من العمل والرعاية.

وتجدر الإشارة هنا، إلى أن كافة عمال النمسا هم أعضاء في هذه الغرفة، مقابل اشتراك إلزامي يدفعه كل عامل وعاملة، بما لا يتجاوز (5%) من دخلهم.