على دواوين جحا يا سلام؟!

بي دي ان |

23 ديسمبر 2022 الساعة 07:28م

- قال: و آية الدم معروفة، بعد ان ضرب الانقلاب مفرق وحدة الشعب، أما سيف الانقلاب فقد ضرب به الشعب فقسمه نصفين كل فرق كالطود العظيم، ثم ضرب بها  فانبجست الدماء والسلطة والأموال؛ و رفض أى إصلاح سياسي أو تشريعى سوى تشديد قبضتهم وإفساح الطريق للفساد ليسير بصحبة الانقسام والاستبداد آمنا مستريحا؛ يعصر المواطن وجيوب الشعب بيد سوداء ، وبيد آخرى يتسول من اجل المصروفات و توزيع الجبايات على الموالين والمحسوبية.

- بالإضافة  الى العديد من الأحكام الغير منضبطة  إلى عدم النضج السياسي وفشلهم في التقدم ولو خطوة في المصالحة الاجتماعية الوطنية؛ و القول بأن القضية تقف في مفترق طرق قول غير دقيق، لأن عبرت المفترق ولكن في الاتجاه المعاكس، أي باتجاه الانهيار الكامل وليس البناء التدريجي للدولة المستقلةو باتت تحث الخطى الانقسام  باتجاه ما يمكن أن يكون صوملة اخرى.

- قلت: القضية الفلسطينية  مش شركة، لكنها تاريخ وطن ومثوي شهداء وكفاح أجيال ، وليست ملكا لأحد. قال: والمحصلة أن لدينا شبه نظاما حزبي- استبداديا، لا يشرك الشعب في قراراته، أو حتى يطلعه على حقائق الأمور، و غير أمين على مصلحة القضية و الوطن، ومصالح المواطنين.. أين الدستور والقانون؟.

- قال: الأمر الواقع  يقول إن الدستور والقانون  كله من أول حرف إلى آخر حرف ليس أكثر من خرقة بالية لا قيمة لها ، فلا سلطة من سلطات الخراب، تحترم  فيه إلا ما تريده، ولا تطبق فيه إلا ما يجعلها سيفا على رقاب الناس ، أما سائر ضمانات الوحدة الوطنية و حقوق الناس، فالسلطات  تطبق عليه دستورا آخر ، إنه دستور الأمر الواقع ، والأمر الواقع يقول إن يد موالسة الانقسام والخراب قد رفعت السلاح وضربت في المليان ضد كل من لا يعجبه سلوكهم  واستبدادهم.

- ومن هذا المنطلق يقف حكم  الأمر الواقع ليطالب الناس بالجباية ولاتاوات، وإذا لم يسمع المواطن، فحكم الامر الواقع. يسلط جباته على الناس ، فتارة يجمعون ضرائب ، وتارة محاضر، وأحيانا  مرازة في اللي رايح واللي جاي، و رفع أسعار الخدمات برغم أنها خدمات سيئة، بل منحطة - واسأل عن خدمة الكهرباء وغيرها- والفساد المتبادل،  وفي أحايين أخرى مخالفات جمارك  ومعابر..الخ؛ إنه خكم الأمر الواقع ، ومن لا يعجبه ذلك فهو خارج الاجماع والاجتماع ، وسنسلط عليه أسفل خلق الله من الاتباع، ومن المواقع التناحر الاجتماعي ، سنلفق له القضايا، سنسلط عليه سائر أجهزتنا العتيقة المعتقة ، سنتهمه بأنه عميل وخائن ومنحرف وسنضربه في ذمته المالية، وإذا اقتضى الأمر سوف نهدده بقتل أبنائه..! و آي خدمة؟

- أما الدعوات التى تصدر من وقت لآخر بشأن الوحدة الوطنية ، ووجوب إنجاز الملف السياسي الداخلي ، والتى تثور عادة عقب كل مؤتمر، أو مجالس من مجالس الكذب، فإنها لا تزيد عن دعوة المسؤولين العرب فى كل مناسبة إلى وقف الاستيطان بالأرض المحتلة وضرورة التسوية مع الصهاينة على أساس حل الدولتين؛ يعنى هو كلام لإبراء الذمة دون المضى بشكل فعال فى سكة تحقيقه، التى قد تكون مسالكها وعرة! أنه يكفل له الحكم الأبدى في هدوء.

قلت: الأمر ليس سهلًا، والموضوع متشعب، والمصالح المختلفة بين موالسة الخراب والانقسام، تظهر وتختفى تبعًا لعوامل  ديناميكية متحركة. و انشغالهم بتجييش الأنفار و الموالسة الجدد، وحشد الطاقات لإثبات أنهم ومصالحهم  على حق. فكل الأفكار والدعوات يمكن نزع الفتائل الملتهبة منها إذا تحسنت أحوال العباد وزال عنهم الكرب والموالسة مصالح والخراب. بعيدا عن  دواوين جحا و بدون  بروباجندا أو مؤتمرات ولقاءات وإعلانات وشخصيات سمجه.

قال: الذي يريد حقا من الله تعالي أن يوقع أقصى العقوبة على من يحكموننا ولا يديرون شؤن الناس .. ليس عليه أن يجتهد كثيرا في الدعاء عليهم، عليه فقط ان يدعو الله أن يعطيهم على قد نياتهم، ويترك الباقي على ربنا سبحانه وتعالى.