ومن أين تاتي البداية؟

بي دي ان |

04 ديسمبر 2022 الساعة 11:50م

قال : يمكن الضمير، الكف عن الظلم، الخير والامل، هي كلها امور من الأهمية، لكنها بلا شك قد تكون باب مواز للخروج مما نحن فيه؛ لا اعرف..لكن ما اعرفه اننا لن يمكن ان نستمر علي ما نحن فيه ..هذا ضد المنطق وضد العقل .. بل انه ضد الحياة. قلت : وأين المعارضة؟! قال: المعارضة السياسية ليست مجرد تعبير عن الغضب، وسب الانقسام و الاستبداد، وحديث من القلب عن الآمال والهموم على وسائل الاعلام والتواصل. هذا يسمى فضفضة، المعارضة السياسية بناء جاد لموازين القوى المادية قبل المعنوية. وليست مواصلة لنهج الفهلوة السياسية. 


- وفي هذا يمكن أن أكتب مقالا مطولا يبعث علي التأمل والضحك، فالمعارضة هنا منضبطة  مثل الساعة لا تقدم ولا تؤخر!! لكنها منضبطةمع استمرار الانقسام وحكومات برأسين، تدور معهما؛ قلت: لماذا لم نسمع لهم صوت أو موقف أو حتي بيان؟!! أين هم مما يجري؟! فسنوات حكم الانقسام ليست بالمدة القليلة؛  هي في معظم دول العالم مادة كافية للحكم على كفاءة حاكم او حزب، و مدة كانت مواتية لاشعار الناس بالتحسن والوحدة والامل، فلا يوجد زمن مفتوح للإصلاح الا عند الشعوب والأمم التي فرطت في منطق السيادة الشعبية وجردت نفسها من فكرة الرقابة والمحاسبة، 16 عاما مدة عادلة للحكم على المستقبل، ولو  بعد 90 عاما في حال استمرت نفس السياسات بنفس الشخصيات ..و استمرار  مخطط الانقسام الصهيوني.

- قال: بأي معيار وطني، بأي تفكير موضوعي بحكم المصلحة العامة ، صيغة الحكم الحالية لا تصلح ، البلد محتاجة رئيس جديد بفكر مختلف ، محتاجة برلمان يمثل الشعب ، محتاجة حكومة موحدة لخدمة الناس ، محتاجة سياسات اقتصادية واجتماعية غير المعمول بها حالياً ، محتاحة عقد اجتماعي لا يقوم على القمع من جانب- اشباه حكام - والإذعان من جانب الشعب!! 16 عاما كفاية جداً على الحكام الفشلة ومن معهم.

- قلت: للأسف غثاء السيل هو السائد؛ شكوى بلا جدوى. ومحاولة فرض مواقف انفعالية فارغة على الأخرين؛ البعض يعارض فقط من باب خالف تُعرف!! لا يوجد في بلادنا معارضة سياسية؛ ولا سياسة من اساسه حتى نشارك فيها!!. ما يوجد هو صراع كبير على السلطة والمال، وموالسة مخطط الانقسام الصهيوني، تابعة لهم على المصالح والثروة بمختلف الوسائل غير المقبولة بما في ذلك العنف تحت غطاء أخر!! و لأن الامر يبدو غامضا وغريبا وغير مريح، والاتهامات والقضايا المتبادلة بين الحيتان تؤشر الي امور وارقام تتجاوز افهام واهتمامات البسطاء امثالنا، فلنكتف بمقاعد المتفرجين الصابرين الي ان يقضي الله امرا كان مفعولا.

-  قال: في هذه الحالة لا معني لأي حياة سياسية جادة دون تغيير كامل للبيئة السياسية المتكلسة. فالتوغل في هذه الساحة بعمق تحت أي دعاوى مثالية هو خسارة وضياع للجهد والوقت والأنفس؛ في ظل إستمرار الأزمة السياسية، و مخطط الانقسام الصهيوني، فالمظالم فقط لا تُغيّر الواقع، بل قد يدفع أسلوب التعامل السلبي معها إلى مزيد من التدهور، هناك دولٌ ظلت سنوات وعقودا في أزمات حادّة، ومرّت بحلقة خبيثة من الحكم المطلق والانقلابات والتمرّدات المسلحة والحروب الأهلية.

- قلت : ومع ذلك تستمر المشكلة وتبقي الادارة الانقسامية علي حالها الذي يرثي له ، وكان عقارب الزمن تتحرك في كل مكان في العالم الا هنا!! ويبقي السؤال الكبير : ما الحل الواقعي والحقيقي لكل هذا الذي نشكو منه ؟ ومن اين تاتي البداية؟ فكل الاطراف المتورطة في تنفيذ مخطط الانقسام الصهيوني؛ جميعا و بلا استثناء .اصبحت تدور مع نفسها في حلقة مفرغة لا تبدو لها نهاية ، ولم تعد تعرف كيف تخرج منها بقرار منفرد من جانبها حتي لا يكلفها ما لا تقدر عليه او ياتي بعكس المتوقع منه. فقدان شبه سلطة و مصالح حزبية وشخصية، بعد ان انهكت واستنزف الشعب الفلسطيني وقضيته. وتسببت في كارثة علنية، واحدثت من الخسائر والتداعيات ما اصبح يستدعي التوقف عنده لمراجعته واعادة تقييمه؛ ومحاكمة المتورطين. واغلبهم.

- قال: صحيح حتمية المحاكمة تحتاج إلي إرادة شعبية  لتحقيقها لكن فليثبت شعبنا حقوقه اولا، ولا نترك تحقيق الكثير منها للمستقبل، ربما جاء وقت مناسب نستطيع فيه أن نحصل علي حقوقنا. وعليه، فإننا متضررون وخاسرون بسبب خطة انقسام عبثية تتسم بالحماقة والغباء ولا مستقبل لها ، فما هو الحل؟! ومن يملكه او يقدر عليه؟ واكثر من ان يملكه، من الذي يمكنه ان يفرضه ليريح الشعب الفلسطيني كله من هذا البلاء؟

- قال: ما يقوله التاريخ لنا، لا هزيمة لأمة إلا إن وُجدت لها الأسباب الداخلية التي تساهم في وقوعها! لكن ..شعبنا يمتلك ثقة في نفسه. و قوة ومنطق الحق فى التحرر والاستقلال والحرية.. وايضا محاكمة هؤلاء؛ أرض  فلسطين كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها، حينها يمكنك ان تعرف الفرق بين جيل التحرير والوحدة وجيل الانقسام و الافول.. ولكل أمة اجل.