هكذا فشل الموساد في اختطاف فلسطيني بماليزيا !

بي دي ان |

18 أكتوبر 2022 الساعة 03:08م

كشف الخبير الأمني محمد لافي تفاصيل حادثة الاختطاف الفاشلة التي نفذها جهاز الموساد "الإسرائيلي" في ماليزيا مؤخراً.

وأوضح لافي " أن عملية الاختطاف وقعت في 28 سبتمبر في تمام الساعة العاشرة مساءً، حيث كان فلسطينيان متخصصان في أنظمة البرمجة الالكترونية في طريقهما لركوب سيارتهما وسط كوالالمبور، وتوجهت نحوهما مركبة بيضاء ونزل منها أربعة أشخاص، وقاموا بضرب السائق وسحبه إلى مركبتهم، وقام الفلسطيني الآخر -الذي تُرك وشأنه- بتقديم بلاغ للشرطة بعد 40 دقيقة من الحدث".

وفسر لافي نجاح المخابرات الماليزية في الوصول لمكان الخاطفين واعتقالهم وتحرير الفلسطيني خلال 24 ساعة، وفشل الموساد في هذه الحادثة، بالرغم من نجاحه في اختطاف المهندس الفلسطيني ضرار السيسي في أوكرانيا عام 2011 ونقله إلى "إسرائيل"، ونجاحه أيضاً في اغتيال العالم الفلسطيني فادي البطش في ماليزيا عام 2018.

الخبير الأمني أكد أن ماليزيا ليست كأوكرانيا، ففي حين وجد الموساد كافة عوامل المساعدة في أوكرانيا فقد فقدها في ماليزيا، والتي من أهمها:

وجود علاقة دبلوماسية بين إسرائيل وأوكرانيا، مما يعني وجود سفارة إسرائيلية في الدولة موقع الحدث، والتي هي بمثابة المقر الآمن لكافة أعمال الموساد.

كما أن المخابرات الأوكرانية وفق لافي، تعاونت تعاوناً تاماً مع الضباط "الإسرائيليين" في عملية الاختطاف من داخل القطار الذي كان يستقله ضرار السيسي.

كما أن عمل الموساد في الدول الغربية تساعده في توفير البيوت الآمنة – وهي ضرورية للاحتفاظ بالخاطف-وهو أمر انتفى وجوده في بيئة ماليزيا.

وذكر لافي أنه وفي أوكرانيا كان المنفذون ضباط "إسرائيليين" يعملون في جهاز الموساد، وهذه أفضل حالة يتمتع بها الموساد للعمل في الخارج، من خلال توفير الأمان والمساعدة في التحرك الميداني، أما في عملية اغتيال الشهيد المبحوح في دبي عام 2010، كان المنفذون عملاء يهود مجندين مع الموساد.

وأكد لافي أن البيئة غير آمنة في ماليزيا، حيث يرفض الموساد التضحية بعملاء يهود، فيستعين حينها بعملاء محليين تمّ تجنيدهم مقابل المال، وهذا ما حصل في اغتيال البطش، وحصل كذلك في الاختطاف هذه المرة.

وبين لافي أنه وفي هذه الحادثة اختطف المنفذون أحد الشابّين وتركوا الآخر، وهو الأمر الذي سرّع في تبليغ الجهات المختصة في ماليزيا بالحادثة.

كما ذكر الخبير الأمني أن المخابرات الماليزية اكتسبت خبرة بعد حادثة اغتيال البطش، ولذلك من المؤكد أن لديهم سجلاً بالمشتبه بهم، كذلك ملفات وتقارير معلومات بالخصوص، وهذا ما فسّر سرعة عثورهم على مكان تواجد الخاطفين.

وقال لافي إن الفلسطيني عامة، وممن يشتبه استهدافهم من "إسرائيل" خاصة، بات يمتلك من الحذر والحرص القدر الكافي لعرقلة أي عملية اختطاف تمسّ أحدهم، مع التذكير أن الأجهزة الأمنية في غزة اعتقلت في بداية العام 2022، منفذ الاغتيال بحق البطش، وهذا يعني أن طبيعة عمل وتحركات الموساد في ماليزيا باتت مكشوفة، مهما أصابها من تغيير فلن يكون هذا التغيير إلا في التفاصيل والهوامش.

وأكد الخبير " أنه ومن الواضح أن "إسرائيل" أرادت تسجيل نجاحات لها في ميدان الاستخبارات معتمدة على جهازها الموساد ذات الصيت، لعله يخطف الصورة الإعلامية عن أحداث الهبة الجماهيرية في نابس وجنين وشعفاط والخليل، ولكن كان الفشل حليفهم، فهو فشل عسكري واستخباراتي ودبلوماسي".