حذاري من سقوط المدينة

بي دي ان |

21 سبتمبر 2022 الساعة 02:05م

بعد يومين ملتهبين في شوارع نابلس، وهذه المرة ليس بفعل اشتباكات مسلحة بين كتائب شهداء الأقصى وقوات الاحتلال كما تعودنا كل ليلة على الأغلب، نتابع ملحمة بطولية يقودها شبان أحرار ومعظمهم كان من شباب الأجهزة الأمنية.
يومين اشتعلا وسرى حبل النار في غير وجهته السليمة، حيث فعل مخل بالسلم المجتمعي وجه نحو المدينة أولًا ثم صوب الأجهزة الأمنية.
 
في أغلب الأوقات تختلف الشعوب العربية خاصة مع أجهزتها الأمنية، ربما طبيعة العلاقة قد لا تكون كما يجب وكما يحب المواطن، فالمجتمعات المدنية بطبيعتها لا تنسجم كثيرا مع أجهزة أمن الدولة، وقد شهدت نابلس خلال ليلتين سابقتين أحداثا مؤسفة بعد اعتقال إحدى الأجهزة الامنية الشاب مصعب اشتية من حركة حماس، على خلفية لا أظنها واضحة حتى اللحظة برغم تبريرات بعض الأجهزة، وفي فرضية أنه اعتقال سياسي، من وجهة نظري مشروع المطالبة بعدم الاعتقال السياسي، وتنظيم وقفة تضامنية، سلمية، إلى غيره من الوسائل التي تحفظ السلم الأهلي ودون العبث بمقدرات الشعب، أما ما حدث في نابلس فقد خرج عن كل ما هو ممكن، هذا العبث والتخريب بالمنشآت والمرافق العامة وتكسير صرافات البنوك وسرقة العدادات وغيره من العبث والتخريب الذي حدث، لا أظن أن ذلك يدخل في اطار الحقوق المشروعة للمواطنين، فما حدث مثير للقلق فعلا، دق لناقوس الخطر من تكرار ذلك وقد تصل الأمور لحرب أهلية "لا قدر الله".
 
كثيرا ما نختلف مع أداء الأجهزة الأمنية ونتحفظ على بعض السلوكيات، ومن حقنا الاعتراض والمطالبة بحقوق معينة، لكن يحدث ذلك في اطار الممكن وبما يحفظ الأمن والسلم الاهلي، وبما لا يثير الجدل والشكوك خاصة في مرحلة صعبة ونحن على مفترق طرق، وهناك أيدي كثيرة تريد العبث وإثارة الفوضى والفتن في الضفة الغربية تحديدا وللتغطية عن الانتصارات الحقيقية لأسودنا في نابلس وجنين، وجميعنا يدرك أن الاحتلال هو المستفيد الأول من الفوضى وإثارة الفتن وتخريب المدن. 

يحسب لكل الذين ساهموا في اخماد نار الفتنة التي كادت تشتعل بالبلاد سواء بقصد أو بدون، لأنه حق علينا الخوف على وطننا ومشروعنا الوطني وسلامة أهلنا، مدركين أن "الغاية لا تبرر الوسيلة" وليس مشروعًا لأحد كلما اعترض على شيء أن يدمر ويخرب، وعلينا أن ندرك أن هناك من ينتظرون أي فرصة أو حدث لتأجيج الفوضى واستغلالها أسوأ استغلال ولاحظنا ذلك عبر استغلال الكثير من المحرضين لمواقع التواصل والتحريض علىً أبناءً الأجهزة الأمنية والتحريض على الشغب وغيره مما يخدم سقوط المدن وانتشار الفساد والسرقات وستشاع حينها مظاهر وكوارث لا حصر الله. الاختلاف مع الاجهزة الامنية طبيعي ولكن للاختلاف  محددات ومحاذير كي لا نضر بالصالح العام. 

لقد سقطت غزة ذات يوم بعد الاعتداء على أجهزتها الامنية بكل ما لها وعليها، ولحتى هذه اللحظة لم يستيقظ أهلها من وقع الصدمة، فحذاري أن  تسقطوا المدائن.