فلسطين قضية كل العرب

بي دي ان |

07 سبتمبر 2020 الساعة 12:46م

تعالت في الاونة الاخيرة أصوات عربية، تجهر على الملأ "فلسطين ليست قضيتي"، سرعان ماتحول الى هاشتاق تفاعل معه عدد من المغردين في دول الخليج، أبرزهم في السعودية، وكان هذا ردا على رسماً كاريكاتورياً للرسام الفلسطيني محمود عباس يمثّل رجلاً بهيئة ولي العهد محمدبن سلمان في جلباب وعمامة ، يهرول من أعلى جبل إلى الأسفل، وبرميل من النفط يتدحرج خلفه، في اشارة لتهاوي أسعار النفط خلال شهر ابريل للعام الحالي، فاعتبر مغردون سعوديون أن ذلك إهانة لهم.
كانت فرصة ذهبية، خدمت مشروع ترامب ونتنياهو، الذي رصدت له ملايين الدولارات، وجندت له أقوى الاجهزة والمراكز، مشروع غسيل الأدمغة، وتغييب الوعي العربي، والتشكيك بقضية فلسطين، بحيث لا تصبح ضمن أولويات العرب
فانطلق بعض الكتاب البارزين، إما دفاعا عن أنظمتهم، واما تم اصطيادهم في الماء العكر، للتغريد علنا، مثل حساب "الردع السعودي" الذي يتابعه نحو مليون شخص: حيث نشر"فلسطين ليست قضيتي، عذراً... ، وكان من بينهم حساب سعود القحطاني، مستشار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، و الكاتب السعودي إبراهيم سليمان: الذي نشر"اكتفينا من الشعارات الكاذبة... فلسطين ليست قضيتي
كانت حينها أذرع أجهزة الامن تغذي وتشجع التفاعل مع هذا الهشتاق، وتشاركهم من خلال شخصيات اسرائيلية مثل  إيدي كوهين المحلل الإسرائيلي الذي قام بنشر ، تغريدات الحسابات السعودية المسيئة إلى الفلسطينيين، كاتبا: "فلسطين ليست قضيتي".
ورغم قلة أعداد المشاركين في هذا الهشتاق، أمام أشقاء عرب أخرين انتصروا لفلسطين وتصدوا لهذا الهشتاق، بهشتاق أخر *" فلسطين قضيتي"*، *" وفلسطين عمق قضيتي"*
غابت النخب الفلسطينية، من مفكرين ومثقفين ومنظرين، عن دورها في مخاطبة الشعوب العربية، والاجيال الشابة الصاعدة، التي لم تعرف عن فلسطين شئ، ولا تعلم عن مواقف شعوبها العربية الاصيلة المساندة لفلسطين أرضا وشعبا.
فاسرائيل لم تتعامل مع العرب على انهم أعدائها، بل سعت على الدوام لعمل ثغرات للنفاذ منها الى الادمغة العربية، واقناعهم ان اسرائيل دولة تسعى للتعايش مع دول الجوار، بل قدموا انفسهم انهم ضحايا للارهاب الفلسطيني، واستغلوا كل فرصة لبناء العلاقات والتشبيك مع نشطاء محيطنا العربي، ومؤتمر البحرين الذي عقد في المنامة، ليس ببعيد عنا، ففية نثرت بذور التطبيع، ولم يدخر المشاركون في الوفد الاسرائيلي وقتا للتشبيك مع المشاركين من النخب العربية، ودعوتهم لزيارة اسرائيل والقدس.
وهذا مع حدث بالفعل، مع المدون السعودي محمد سعود،  الذي زار القدس ضمن وفد صحفيين مكون من ستة زائرين من الدول العربية (مصر، السعودية، العراق، والاردن) وصلوا إلى إسرائيل بدعوة من وزارة الخارجية، وهناك في باحات المسجد الاقصى، انهال عليه الفلسطينين بالسب والشتم والغلط، وتداولوا له مقطع فيديو، اظهر انقسام في الشارع العربي ما بين مؤيد، ومعارض للأسلوب الذي تعامل به معه الفلسطينيون، مقابل الحفاوة التي حظى بها من الطرف الاسرائيلي، جعلته يصرح في مقابلة مع احدى الاذاعات الاسرائيلية، "انا احب اسرائيل"، فى الحين لو اصحبوه لزيارة عائلة خضير او دوابشة، لعاد الى بلاده عبر جسر النبي.
علينا نحن الفلسطينيين ان نحافظ على كل عربي من المحيط الى الخليج، ليكون داعما ومساندا لقضيتنا، من خلال الوفاء للشعوب العربية والدول العربية والزعماء العرب الذين ساندوا قضيتنا ووقفوا الى جانبها في لحظات الفناء والشطب عن الخارطة العالمية
مهمتنا اماطة اللثام عن الوجه البشع للاحتلال، وافكارة الصهيونية، وخططه التوسعيه التي تستهدف المحيط العربي، والارضي الفلسطينية
ولم يكن يوما حرق اعلام الدول، وتخوين رؤساؤها، وملوكها، والتشهير بنشطاؤها، يخدم القضية الفلسطينية ويعمق بعدها العربي
فحملة اهبد التي قادها مجموعة شبان فلسطينيون، وخاطبوا شعوب العالم بلغاتهم المختلفة، حققت تعاطف شعبي في اوروبا وأمريكا، أكثر من عالمنا العربي
وحملة مقاطعة المنتجات الاسرائيلية "BDS", لاقت اقبالا وتفاعلا اجتاح العديد من الدول الاجنبية، وكبدت الاقتصاد الاسرائيلي خسائر بمليارات الدولارات
ان العلاقات المتينة التي بناها الزعيم الراحل ياسر عرفات، مع العالم العربي والغربي، خلال مسيرة حياته، وما حققه من تعاطف شعبي برمزية كوفيته وحدها، خسرنا منها الكثير، لاننا فشلنا في سد الفراغ الذي تركه ياسر عرفات، ولم نستخدم اللغة التى تحيي القيم الوطنية الاصيلة لدى كل عربي، ليصبح ثائر وقلبه معلق بفلسطين وترابها ويحلم ان يصلي بالقدس وهي طاهرة من دنس الاحتلال.
تعالوا لنتسلح بأشقائنا العرب من جديد، لنعيد مشهد الملايين التي كانت تخرج في العواصم العربية دعما لفلسطين وشعبها الثائر، وزرع الحب لنا في نفوسهم كما الجزائر، وجعلهم يقولون فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم ...فلسطين قضية كل العرب.