انتصار جديد وليس أخير

بي دي ان |

02 سبتمبر 2022 الساعة 01:50ص

معركة أخرى لكنها ليست الأخيرة، ومحطة نضالية عبر محطات نضال وصمود طويلة عبرها أسرانا الفلسطينون البواسل في سجون الاحتلال وما زالوا.

معركة الأمعاء الخاوية والتي قادها مؤخرا الأسير "خليل العواودة" من بلدة إذنا غرب الخليل، والذي أضرب عن الطعام 172 يومًا، رفضًا لاعتقاله الإداري. 

لقد بات الإضراب عن الطعام، هذا الإجراء القاسي الذي يتخذه الأسرى بحق أنفسهم نتيجةً لإجراءات أقسى وأصعب يمارسها السجان بحق الأسير الفلسطيني من تعذيب وحرمان من النوم والتفتيش العاري المذل والعزل الانفرادي، إجراءات وأساليب تعذيب وإيذاء كثيرة يمارسها احتلال في أبشع صوره.
 
مئات المعتقليين الإداريين اعتقلتهم سلطات الاحتلال خلال سنوات طويلة، قاد خلالها بالمقابل الأسرى اضرابات عن الطعام لفترات طويلة، اعتراضًا على اعتقالهم وما يصاحبه من انتهاكات لحقوق وآدمية الأسرى، يعبر خلالها الأسرى عن تحديهم ومقاومتهم لهذا الاعتقال بعظامهم وأرواحهم، فيصبح الجسد هيكل عظمي، والروح في حالة احتضار، لكن الكرامة باقية ونابضة وخالدة. 

الإضراب عن الطعام رسالة يوجهها الأسير للعالم الشاهد الصامت عن جرائم الاحتلال والمنحاز للجريمة والمجرم. 
اضراب خليل العواودة لم يكن الاضراب الأول وانتصاره على السجان وعنجهية السجان لن يكون الانتصار الأخير الذي يسجل في سجلات الأسرى الحافل بانتصاراتهم وبطولاتهم، سجل محفور بالكرامة والعزة والتحدي. 

قضية الأسرى من أكثر القضايا الوطنية الحية التي من المفترض أنها تؤرق ليل كل الفلسطينيين على السواء شعب وقيادة وفصائل ومؤسسات، يجب تدويلها بشكل أكبر وأن تشكل أرقًا للعالم من خلال برامج وفعاليات متوالية منتشرة في جميع البلدان، ومطالبات بضغوط على دولة الحرب بالافراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، فهناك آلاف الأسرى يقبعون خلف قضبان الذل والوحشية بلا رحمة ولا إنسانية بين مخالب وحشية لدولة عنصرية تدعي أمام العالم كذبًا الديمقراطية، منهم ( 32) أسيرة و(170) قاصر و( 567) إداري وجميعهم يعيشون في أسوأ ظروف إنسانية إضافة لمنع العديد من الزيارات العائلية والعزل الانفرادي.
 
نحن دائما في حضرة قضية الأسرى والأسرى في حضور دائم. هنيئًا لخليل انتصاره اليوم وعلى موعد مع نصر آخر، إلى أن يتحقق النصر الأكبر والأعظم حال تبييض سجون العدو من جميع أسرانا البواسل ليتنفسوا نسائم الحرية التي يستحقون بحق نضالهم وصمودهم وبفعل فلسطيني شعبي ورسمي ودبلوماسي يجوب العالم كله تنديدا بوحشية الاحتلال ومطالبة بالافراج عن أبطالنا القابضين على الجمر في زنازين العدو.