الانجيليون يشاركون في الاستعمار

بي دي ان |

01 سبتمبر 2022 الساعة 01:49ص

في استعار حرب الاستيطان الاستعماري الصهيونية، ونهب وتهويد ومصادرة أوسع مساحة من أراضي أبناء الشعب الفلسطيني، يضاف لقطعان المستوطنيين الاستعماريين مجموعة من الانجيليين الاميركيين تعمل في منظمة اسمها "هّيوفل"، التي يقف على رأسها تومي فالر، وتدعمها إذاعة  Vision Norway النروجية، وهي منظمة مسجلة في الولايات المتحدة كجمعية غير ربحية، وتعرف نفسها كمنظمة "تقدم خدمات ومساعدات للمزارعين في إسرائيل. وفق تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الصادر يوم الخميس الموافق 25 اب / أغسطس الماضي. من أهدافها المعلنة أولا "جعل إسرائيل خضراء، وهو المشروع الأول الذي تنفذه المنظمة بشكل مستقل في الضفة الغربية؛ ثانيا زراعة اكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية المصادرة؛ ثالثا تدعم فكرة "ارض إسرائيل الكاملة"؛ رابعا تقديم الدعم المالي للمستعمرات، ووفق التقرير انف الذكر، جمعت 65 مليون دولار أميركي لدعم المستعمرات؛ خامسا المشاركة المباشرة في نهب وزراعة الأراضي الفلسطينية الخاصة، ومن الأمثلة الدالة على تورطها المباشر، قيامها بزراعة غابة في منطقة مستعمرة "هار براخا" الواقعة جنوب مدينة نابلس، وتحديدا على أراضي قرية بورين؛ خامسا ومن غاياتها الأساسية تجنيد متطوعين انجيليين لحصاد العنب في كروم المستعمرات، واستعانت المنظمة المذكورة بمستشارين أجانب وبحوالي 100 متطوع انجيلي من انحاء العالم.
وأعلنت ( هيوفل) انها ستعمل على زراعة 20 الف شجرة سنويا في مساحة الف دونم في انحاء الضفة الفلسطينية، ووفق إعلانها في "جميع انحاء سلسلة الجبال المركزية "الإسرائيلية، في مناطق يهودا والسامرة." وارسلت مؤخرا نداءا لانصارها وداعميها، دعتهم لجمع أموال لزراعة 3000 الاف شجرة حتى نهاية العام الحالي.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن الخبير في الاستيطان، درور أتكيس قوله، ان ملكية الغابة التي اقامتها "هّيوفل" تعود للمزارعين الفلسطينيين من قرية بورين، وأضاف انه "طوال العشرين عاما التي عملت خلالها في الضفة الفلسطينية، صادفت عددا لا نهائيا من الحالات التي سرق فيها يهود (صهاينة) أراض من الفلسطينيين، لكني لم اصادف بعد حالة يسرق فيها انجيليون اميركيون أراض فلسطينية." وأضاف أن "الصور الجوية تظهر ان الفلسطينيين زرعوا هذه المنطقة دون توقف حتى سنوات ال2000، وان سبب عدم زراعتها بعد ذلك، يعود لمنع أصحابها من زراعتها والوصول اليها.
وعلق مؤسس "هيوفل"، تومي فالر، ردا على ادعاء الإدارة المدنية الاستعمارية، بعدم علمها بالامر، وعدم منحها تراخيص للمنظمة، قائلا "أن بحوزتي مصادقة من مصادر كثيرة ومختلفة ومن وكالات مختلفة، ونحن لا نسيطر على أراض وفقا لاهوائنا." وتعقيبا على ملكية الأرض للفلسطينيين، يقول " لا توجد لنا صلاحية قضائية بشأن الأرض المذكورة". أي ان ما تقوم به منظمتة الاستعمارية يتم بالتنسيق والتكامل والدعم مع كل المؤسسات الرسمية الإسرائيلية، وتلك السلطات الاستعمارية، هي من خصص لهم الأراضي لزراعتها بعد نهبها ومصادرتها وتهويدها من اصحابها.
بديهي ومنطقي لكل متابع للعملية الاستعمارية الصهيونية منذ اول عملية نهب في نهايات القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا، تمت بدعم واسناد ومشاركة دول الغرب الرأسمالي من الطوائف المسيحية المتصهينة من الانجيليين والكاثوليك وغيرهم، وبالتالي وجود مجموعة منظمة "هيوفل" ليست مفاجئة، ولا مستهجنة. لان كل المشروع الكولونيالي الصهيوني، هو مشروع الامبريالية العالمية، وتديره الحكومة العالمية بدعم من عائلات رأس المال المالي اليهودية الصهيونية بدءا من روتشيلد وانتهاءا باخر عائلة.
ومع ذلك على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والمؤسسات الرسمية والأهلية ذات الاختصاص متابعة ملف منظمة "هيوفل". لا سيما وان هناك صحوة انجيلية نسبية في الكنائس الأميركية والأوروبية، وتراجع عن الدعم الاعمى لدولة التطهير العرقي الإسرائيلية، وشروع بالانحياز التدريجي لصالح الشعب والقضية الوطنية الفلسطينية، الامر الذي يسمح لكل ذي صلة بملاحقة تلك المنظمة المتصهينة داخل الولايات المتحدة والنرويج وغيرها من الدول، وحتى ملاحقتها في محكمة الجنائية الدولية بالتلازم مع ملاحقة قادة دولة إسرائيل المارقة السياسيين والعسكريين.
كما ان معركة الدفاع عن الأرض تحتاج الى تصعيد المقاومة الشعبية بشكل منظم ومتصاعد، وتضييق الخناق على كل المستعمرين الصهاينة والانجيليين حيثما وجدوا على الأرض الفلسطينية، وحرمانهم من الاستقرار والأمان على ارض الدولة الفلسطينية المحتلة، واستخدام وسائل هادفة دينية وسياسية واقتصادية مالية وقانونية لايقاف جريمتهم، والكف عن الاسهام المباشر في جريمة الحرب الصهيونية.
[email protected]
[email protected]