السفر عبر مطار رامون.. السلبيات والإيجابيات

بي دي ان |

23 أغسطس 2022 الساعة 02:39ص

قرر الاحتلال السماح بالسفر للفلسطينيين في الضفة الغربية عبر مطار رامون، وانطلقت اليوم الإثنين، أولى الرحلات الجوية من المطار، هذا القرار أثار جدلاً كبيراً في الشارع الفلسطيني بين مؤيد ومعارض. وسط مراقبة الاحتلال الصهيوني هذه الرحلات لاسيما من الناحية الأمنية تمهيداً لتوسيع عدد الرحلات في كافة محافظات الضفة الغربية، وربما قطاع غزة.

السؤال الأهم؟ ماذا لو وجهت إسرائيل نداءها للفلسطينيين في كافة محافظات الوطن للسفر عبر مطار رامون؟ ما هو قرار الحاكم للضفة الغربية (السلطة الفلسطينية) والحاكم لقطاع غزة (حركة حماس)؟

لترجيح الكفة بين المؤيد والمعارض لابد من تحليل كامل لأبعاد هذا القرار وانعكاساته السلبية والإيجابية على المواطن الفلسطيني عبر ما يلي:

أولاً: أنصار قرار السفر عبر مطار رامون وإيجابيات الموافقة

لا يمكن مناقشة القرار بمعزل عن حالة التيه السياسي والانقسام الفلسطيني وانسداد الأفق في كل شيء تقريباً، حتى بات العامل الاقتصادي من ضمن العوامل المهمة عند اتخاذ القرار، فمن ناحية التكلفة والوقت فإن مطار رامون أقل تكلفة من حيث التكاليف المالية للسفر ومن حيث توفير الوقت أيضاً من السفر عبر معبر رفح مع مصر، وعبر الجسر مع الأردن.

على سبيل المثال: لو اتخذت إسرائيل قرار تشييد قطار فائق السرعة يسير بسرعة 200 كم في الساعة فإن الوصول من قطاع غزة إلى مطار رامون يحتاج ساعة واحدة فقط، وفي نفس الوقت يسحب ذرائع الاحتلال بالتضييق على الرحلات مستقبلاً عبر وضع حواجز أمنية في الطرق.

سياسياً، فإن الأرض التي يقام عليها مطار رامون هي فلسطينية انتزعها الاحتلال بقوة السلاح، وعليه لا يجد أنصار قرار الموافقة على السفر عبر مطار رامون أي حرجاً من السفر عبر هذا المطار، لأنه لا يختلف عن أي حاجز إسرائيلي، مع ضرورة أن تضغط القيادة السياسية سواء في السلطة الفلسطينية ممثلة بالوزير حسين الشيخ، أو حركة حماس عبر الوسطاء القطري والمصري والأممي وغيرهم بضرورة وجود ضمانات أمنية وسياسية بعدم استجواب أو اعتقال أو منع أي فلسطيني، أي كان انتمائه السياسي، على أمل العمل الجاد على الاستقلال والسيادة وبناء مطارات فلسطينية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

وحين يتحقق الحلم بإقامة دولة فلسطينية ممكن العمل ضمن مسار مطار رامون أو غيره من المطارات الأقرب على الضفة الغربية وقطاع غزة لتعزيز صمود الفلسطينيين في هذا المرحلة السيئة.

هكذا يقرأ انصار المدرسة التي تتبنى قرار الموافقة على السفر عبر مطار رامون.

ثانياً: أنصار قرار رفض السفر عبر مطار رامون

هناك من يرفض قرار الاحتلال بالسماح للفلسطينيين في بعض محافظات الضفة الغربية بالسفر عبر مطار رامون، ولأنصار هذه المدرسة العديد من المبررات أهمها:

قرار السفر يساعد في زيادة وتيرة التطبيع مع دول عربية وإسلامية عبر بوابة المطارات ودخول الأجواء واستخدام المطارات العربية من شركات الطيران الإسرائيلية تحت ذريعة الاحتياجات الإنسانية الفلسطينية.يعزز من السلام الاقتصادي ومقايضة الاحتياجات الإنسانية بالأمن.مدخل اقتصادي مهم للاحتلال، ويساهم في إحياء مطار رامون الميت أصلاً.يسمح للاحتلال بابتزاز السكان الفلسطينيين عبر سياسة المنع والاعتقال والاسقاط والابتزاز.

الخلاصة: لا شك أن أنصار القرار ومعارضيه محقين بالتأييد في ظل ما يعانيه الفلسطيني خلال سفره عبر المعابر التي تربط فلسطين بأشقائها العرب، وبالمعارضة في ظل التداعيات المحتملة لمثل هكذا قرار وانطلاقاً من أن الاحتلال لا يمكن أن يتخذ مثل هذا الخطوة دون دراسة مستفيضة يكون هو الكاسب الأكبر، وعليه فإن وجهة نظري هو أن لا يكون الرفض للقرار لمجرد الرفض بل أن ينطلق صانعوا القرار من إمكانية دراسة الإيجابيات وتعزيزها من خلال الضغط عبر الوسطاء، وأن يتم العمل على تقليل الخسائر المحتملة سياسياً وأمنياً عبر تحويل التهديد لفرصة مع مراعاة البيئة التي يعيشها الفلسطيني في هذه المرحلة.

وربما موافقة الفصائل والسلطة على القرار تقابل بتسهيلات عربية للسفر ويصبح الفلسطيني لديه أكثر من خيار عند التنقل والسفر على مستوى الأفراد والبضائع.

وفقاً لكل ما سبق ينبغي أن يكون القرار فلسطينياً من قضية مطار رامون، أن لا يكون الرفض دون دراسة معمقة تأخذا كافة الاعتبارات قبل الرفض او القبول.