"ذر الرماد في العيون "

بي دي ان |

20 أغسطس 2022 الساعة 08:07م

يعتبر التضليل جزءا مهما في الحرب ، وهو ما تقوم علية إسرائيل في مشروعها الأيديولوجي لمحو الخطابات الفلسطينية السياسية والعسكرية وإنهائها. فالخداع في المعلومات المضللة يعتبر مكونا جوهريا لمشروعها الاستعماري الاستيطاني، الذي يسعى لإلغاء فلسطين
لذلك دائما ما تحاول البروباغندا الإسرائيلية اتهام الفلسطينيين بأنهم يبالغون في وصف خسائرهم المدنية، وذلك لأن الإسرائيليين يعلمون جيدا أن كشف أعداد الضحايا من المدنيين الفلسطينيين ستجلب الدعم والتعاطف الدولي للكفاح الفلسطيني، ويسلط الضوء على جرائم الحرب والإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني. 
ويقصد بالبروباغندا (Propaganda)‏ أو الدعاية 
"نشر المعلومات بطريقة موجهة أحادية المنظور وتوجيه مجموعة مركزة من الرسائل، بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص"، فقد عمدت  الدعاية الإسرائيلية على تزوير وتهويد وطمس الحقائق، والترويج للخرافات والأساطير التي يزعمونها من عقود مضت. 
لكن الأمر ليس مجرد الدعاية الإسرائيلية بقدر ما هو المواقف الانحيازية المسبقة لإسرائيل وأخص بذكر هنا الولايات المتحدة الأمريكية التي بسياستها تسيطر على المنظمة الدولية  والمجتمع الدولي بحكم اعتبارات عدة أولها حجم المساهمة المالية الهائلة في المنظمة الدولية أضافة لي نفوذها السياسي والعسكري في العالم وتحالفاتها العنكبوتية التي لا تنتهي. 
ولنا في كل حرب تشنها إسرائيل على قطاع غزة خير دليل! حيث أن الإدارة الأمريكية دائما تأكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وتصف الضربات الصاروخية الفلسطينية بأنها إرهابية، وكأن الإسرائيليين هم الذين يقصفون بالطيران الحربي من طائرات F16 وطائرات لا ترى بالعين المجردة اضافة للزوارق الحربية، ثم تخرج التصريحات من البيت الأبيض الأمريكي 
لتضهر الفروقات المتباينة بين الضربات الصاروخية، من جهة 
والتمثيل الدولي في إقناع العالم خاصة الدول الفاعلة والعاملة في الغرب الأوروبي والولايات المتحدة بأن ما تقوم به إسرائيل هو دفاع عن النفس أمام هذه الهجمات الإرهابية. ومن تداعيات البروباغندا الإسرائيلية إن المجتمع الدولي اصبح يعرب عن أسفه ليس لسقوط ضحايا  بين المدنيين الفلسطينيين بل والإسرائيليين كما انه يدعو الطرفين إلى وقف العنف! وهذا من ديدنهم . 
تنجح إسرائيل باستمرار ذر الرماد في العيون في كسب التعاطف الدولي وذلك لأن الكفة السياسية ترجح دوما لصالحها، بغطاء من مجلس الأمن الذي لم ينجح ولا مرة في إدانة العمليات الإسرائيلية وارتكابها جرائم حرب وجرائم ابادة بحق الأطفال والمدنيين الفلسطينيين في انتهاك بل اغتصاب لكل الأعراف والقوانيين والمواثيق واتفاقات حسن الجوار والاتفاقيات الدولية. فكعادتة يكتفي دائما بإطلاق تعبير وقف القتال أو وقف العمليات المسلحة في غزة، وكأن ما يجري هو حرب متكافئة بين معسكرين أو دولتين، في المقابل يبقى الفلسطينيون دون غطاء حماية دولي. 
فحقيقة ما يجري في غزة تغيب عن أذهان صناع القرار في المنظمة الدولية وذلك بسبب الموقف الأمريكي الجاهز للفيتو ضد أي مشروع قرار لصالح القضية الفلسطينية. 
لذلك سيكون بمقدورنا كافلسطينيين استنساخ تجربة كوسوفو وإعلان الاستقلال من جانب واحد، ولكن هل ستعترف الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي باستقلالنا حينها؟ وهل ستعمل الدول الأوروبية على توفير المساعدات التي لطالما تعهدت بها على المستوى الاقتصادي والسياسي والأمني؟ كل ذلك ليس واردا، ببساطة لأن مؤشر ما حدث وما يحدث في غزة والقدس واراضي 48 يثبت بوضوح أن المسألة  أيديولوجية بحته في السياسية الغربية الرأسمالية تجاه مصير الدولة الفلسطينية وحق الفلسطينيين في تقرير المصير. 
هذا كلام أعلم أنه مؤلم حقا لأننا عندما ننظر في المقابل نجد أننا لا نتقن ما يتقنه أعدائنا، يملكون القوة ومستلزماتها إلا أنهم يجيدون تمثيل دور الضحية على انهم المظلمون والضعفاء، ثم يستلهبون مشاعر الأمم ليسندوا إليها ظهورهم، وهذا ما تصنعة البروباغندا الإسرائيلية، أما نحن؟ أقوياء نستجلب الناس بخطاب جماهيري يخلوا من أرضيات ومعطيات واضحة، كلام لأجل الثرثرة ولكسب ثقة الجماهير، وإن كنا بهذا الكلام قد نجلد ذواتنا إلا هذا يلزمنا التفكير بكل الطرق التي تؤدي بنا نحو الاصلاح والتغير وإعادة النظر في صناعة قواعد ثابتة نقوم من خلالها على استنهاض مشروعنا الوطني وتوحيد قاعدة الشراكة الفلسطينية وان لا يكون هناك منطقتان ديمغرافيتان ولا خطابان سياسيان . 
نقطة.. لربما تكون هناك بداية جديدة