من حكايات الحرب..

بين مشاهد الدمار وآثار الركام المحيطة به.. مواطن فلسطيني ضحى بمنزله لإنقاذ حياة جيرانه

بي دي ان |

08 أغسطس 2022 الساعة 12:01ص

بعد غارات شنها طيران الاحتلال على غزة، ومن بين مشاهد الدمار وآثار الركام المحيطة به، لم يجد الفلسطيني أشرف القيسي من غزة سبيلا إلا هدم بيته، لإنقاذ جرحى فلسطينيين من تحت الأنقاض وانتشال جثامين العديد من الشهداء.

المواطن الفلسطيني أشرف القيسي، مواطن بسيط يعمل بائعا متجولا وافق على هدم منزله المتواضع من أجل ادخال الاليات الثقيلة الى الأزقة لإنقاذ وانتشال ضحايا القصف الاسرائيلي.

وقال القيسي وهو يجلس على ركام منزله “بعد ساعات من محاولة فرق الإنقاذ انتشال الضحايا قررت أن أقترح عليهم هدم بيتي، ما يهمني هو أرواح الناس وإنقاذ المصابين من تحت الركام، فحياة الناس أهم من بيتي”.

وأضاف:"إن البيت الذي يقع بجواره في حي"الشعوت" برفح، "تعرض لقصف همجي من قبل طائرات الاحتلال مساء أمس، ودمر البيت بالكامل، دون سابق إنذار أو تحذير". 

وأوضح أن منزله تضرر بشكل جزئي جراء القصف الإسرائيلي العنيف، منوها إلى أن المدخل المؤديإلى البيت المدمر ضيق جدًا، ولا يمكن لآليات الدفاع المدني أن تتمكن من الوصول له.

وأضاف "حين سألوني أتأذن لنا بالهدم؟ أجبت على الفور، تفضلوا بالهدم فجيراني تحت الأنقاض، ولا مساحة للتفكير سوى في الأرواح".

"لم أشاور زوجتي أو أهل بيتي ولم أفكر أين سأذهب بأسرتي؟ كل ما جاء في خاطري أنني فداء لهذه الأرواح، ولا مجال للتفكير سوى في الوقوف بجانب مآسي الناس، فنحن في حرب"، وفقًا لحديثه.

وفي سؤال إلى أين ستذهب بأسرتك؟ أجاب القيسي "إلى حيث يذهب من قصفت بيوتهم، أنا وأسرتي لسنا بأفضل منهم، الحرب علينا جميعًا".

وختم القيسي والحزن يسيطر على ملامحه "بيتي فداء للوطن وللشهداء، البيت يعوّض لكن الأرواح ثمينة، روحي فداء للوطن".

ومن جانبها، أعلنت دائرة المؤسسات الخيرية تقديم بدل إيجار ولمدة عام للمواطن القيسي “بعد أن قدّم منزله فداء من أجل وصول آليات الإنقاذ لجيرانه”.

وأشاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع قصة القيسي الذي ضحى بمنزله، بصموده وما قدمه.