من حكايات جحيم الحرب على غزة.. الشهيد خليل أبو حمادة

بي دي ان |

07 أغسطس 2022 الساعة 11:13م

في مخيم جباليا للاجئين علت صراخات والدة خليل ابو حمادة على صوت الزغاريد التي حاولت التخفيف عن الوالدة المكلومة بفقدان نجلها في العدوان الإسرائيلي الأخير.

خليل كان يجلس في ساحة أمام منزله البعيد عن أماكن المواجهة هربا من الحر الذي يعصف ببيوت الفلسطينيين في ظل انقطاع التيار الكهربائي حين مزقت الصواريخ جسده.

ويقول والده "ان خليل وصل إلى الدنيا بعد خمسة عشرا عاما من الزواج ولم يحدث حمل طبيعي لنلجأ للزراعة فرزقنا الله بخليل".

واضاف:"لم تتسع الدنيا من فرحتنا وهو يكبر أمام عيوننا حتى دخل الجامعة وكنا نحسب الأيام ليتخرج منها ونزوجه ونفرح به لكنه استشهد".

وطالب الوالد بمحاسبة مجرمي الحرب الذين حرموه رؤية ولده مرة اخرى".

فيما تقول خالته "إن والدته لا تزال في حالة الصدمة تبكي احيانا وتصمت احيانا وهي تنادي على خليل لكي يعود اليها".

وتؤكد خالته "أن لا شيء يمكن أن يعوض الآن عن ولدها فكيف إذا كان وحيدا".

"بينما كان خليل يجلس مع أبناء حارته وأصدقائه في الشارع قرب مسجد عماد عقل هربا من الحر الشديد وانقطاع الكهرباء، قصفتهم (زنانة) فاستشهد وجرح غالبية من كان في المكان"، قال محمد أبو حماده ابن عم الشهيد.

وأضاف "كانت اصابة خليل قاتلة بالرأس فاستشهد على الفور."

وتابع "جاء خليل الى الدنيا بعد أكثر من عملية زراعة أجراها والديه وكانا يخططان لزواجه والفرح به حتى يرزقه الله بالأطفال وتمتلئ الدار عليهم."

وأشار الى أنه بعد أن رزقهما الله بخليل حاولا الانجاب مرة أخرى عن طريق الزراعة لكن جميع محاولتهما فشلت.

"والدة خليل جاءت الى بيتنا قبل يومين وسألتني عن عروس لأبنها فهي تبحث له منذ فترة تريد الفرح بابنها الوحيد" قال محمد ابو حماده، لافتا أن والديه جهزا له "قفصه الذهبي" ولم ينقصه الا العروس.

اشتغل خليل بالنجارة وصناعة الكنب ليساعد والده الذي يعمل سائقاً كما يقول ابن عمه، معتبرا ما حصل ليلة أمس جريمة نكراء بحق أطفال ومواطنين عزل.

واستشهد الشاب أبو حمادة امس السبت في مجزرة جباليا شمال قطاع غزة، عندما استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سيارة مدنية، في منطقة مكتظة بالسكان استشهد خلالها نحو 9 مواطنين فيما أصيب آخرون بجراح مختلفة.

ويتعرض قطاع غزة منذ ثلاثة ايام لعدوان اسرائيلي شرس أدى حتى اعداد هذا التقرير الى استشهاد 31 مواطنا وجرح أكثر من 250 بينهم أطفال ونساء.