غزة تحت النار

بي دي ان |

07 أغسطس 2022 الساعة 04:28م

مازال العدوان الصهيوني مستمرا على شعبنا والذي بدأه جيش الحرب في خطوة مفاجئة؛ حيث أقدم على اغتيال تيسير الجعبري، القائد الكبير في سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي يوم الجمعة في الخامس من أغسطس 2022.

بطبيعة الحال العدوان لم يقف عند اغتيال الجعبري وإنما طالت أنياب الدمار المئات من المواطنين الذي سقط منهم عشرات الشهداء ومئات الجرحى. 

مجازر عدة ارتكبتها إسرائيل في غزة، كان أخطرها في جباليا حيث تم قصف مجموعة من المواطنين خلفت ما يقارب تسعة شهداء، أكثرهم من الأطفال، ومجزرة أخرى ارتكبها العدو في رفح، حيث حي بأكمله راح ضحيته العديد من الشهداء والجرحى، والذي كان على رأسهم القائد بالسرايا خالد منصور. 

إسرائيل هذا الاحتلال الفاشي، العنصري الذي استخدم من دماء أطفالنا ونسائنا جسر تمر عليه قيادة حكومته السيئة الصيت والسمعة، فكما عودتنا حكومات العدو، ألا يمروا إلى الحكومة إلا فوق جثث ودماء الفلسطينيين، لكسب ثقة الناخب الإسرائيلي، لأن هذا الناخب لا يستقطبه إلا كم الضحايا الفلسطينيين وعدد الجثث الملقاه تحت الركام، وهذه ملامح المستعمرة الفاشية العنصرية التي تستبيح كل شيء مقابل صوت الناخب. 

فكل الأزمات الإسرائيلية الداخلية تحل بالعدوان والانقضاض على الفلسطينيين بأطفالهم ونسائهم، وترويع البيوت الهادئة لكنها ليست آمنة بفعل الغدر الفاشي الذي يتكرر بين الفينة والأخرى وكلما تعرضت حكوماتهم لأزمات.
 
فقد هاجمت طائرات العدو المدنيين في بيوتهم والجامعات والمستشفيات والأطفال في أزقة الشوارع ودمرت البنية التحتية، لقد استباح العدو كل شيء فلسطيني بشكلٍ مدروس وممنهج، فهو يتنقل في تدميره وخرابه وقتله مابين الضفة وغزة وجنين والقدس إلى جباليا ورفح. 

ما يساعد الاحتلال على التوغل والتغول هو الصمت العربي وربما التنديد الخجول الذي تطلقه بعض الحكومات العربية على استحياء، خاصة في اندفاع البعض العربي المخيب للآمال، نحو التطبيع المجاني مع إسرائيل، يصاحبه موافقة أمريكية ودعم أمريكي ينحاز على الدوام. 

في ظل هذا الجو المخيب للآمال عربيا ودوليا، يبقى النظر لمدى متانة الجبهة الداخلية الفلسطينية، فعلى ما يبدو أنه تم الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي للمرة الثانية على التوالي مما يضعف الجبهة الداخلية ويستنزف قدراتها وامكانياتها، وخاصة بعد اغتيال عدد كبير من قادتها الميدانيين.

بكل الأحوال، الجهاد الإسلامي تنظيم قوي ومنظم ولديه رغبة كبيرة بثأر ثوري ردا على اغتيال قادته العسكريين، بالتالي قد لا تفلح الوساطات المصرية وغيرها في إعلان حالة تهدئة على الأقل ليس قبل اطلاق رشاقتهم الصاروخية التي تعبر عن ثأر جزئي لقادتهم يرد لهم الاعتبار، خاصة بعد تشييع جنازة الشهداء. 

فلسطينيا رسميا، مطلوب التوجه فورا لمحكمة الجنايات الدولية والتواصل مع كل المؤسسات الدولية لفضح ومحاكمة قادةالإحتلالل، والمسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم، فالجريمة واضحة والمجرم محدد، والضغط بشتى الوسائل لوقف العدوان الغاشم على المواطنين الابرياء العزل في غزة.