"حماس".. وشرعنة الأزمات إلى متى؟

بي دي ان |

22 ديسمبر 2020 الساعة 01:39ص

ثلاث قضايا خلافية أثارتها مواقع التواصل خلال اليومين الأخيرين، عبّر خلالها المواطنون عن استيائهم الشديد لسلوك بات يزعجهم، سلوك يتكرر كثيرا نابع من ذات الفكر، الموقف الأول ما صدر من تعميم عن دائرة الوعظ والإرشاد بوزارة أوقاف غزة والتي تحرض فيها على الحد من فعاليات الاحتفال " بالكريسماس " في رسالة لم تكن الاولى من نوعها من هذا القبيل، فقد تكرر ذات المشهد العام الماضي.. المشهد الاخر كان لأفراد من شرطة حماس بالاعتداء على طفل قاصر من عائلة عبد العاطي لخروجه من البيت فترة الحظر. 

هذا السلوك لم يكن الاول ولا العاشر، فأجهزة الأمن بغزة كثيرا ما تعتدي على المواطنين بما فيهم النساء تحت مبررات مختلفة، سوء أداء أجهزة الامن وتعسفهم تجاه المواطنين.. تحدث فيه العديد من الاعلاميين ومؤسسات حقوق الانسان وغيرهم، أما الموقف الثالث هو إصدار دائرة العلاقات العامة في حماس، أجندة لرموز وطنية دون المجيء على ذكر الشهيد ياسر عرفات كرئيس دولة فلسطين، كان ذكره باهتا لا يليق بزعيم ورئيس فلسطيني استشهد في سبيل قضيته وله حضوره المميز والاستثنائي .

هذه المواقف وغيرها الكثير ليست جديدة على حركة حماس، برغم كل الانتقادات التي توجه لها دائما عبر وسائل وشخصيات ومؤسسات مختلفة، الواضح هنا أنه على مدار سنوات طويلة، قبل وخلال حكم حماس لغزة، لم تستطع هذه الحركة بكل مكوناتها من الانسجام مع باقي الشعب الفلسطيني، ولَم تتقبل الاخر رغم ادعائها بغير ذلك، في حقيقة الأمر وأنا على الصعيد الشخصي لست فقط من دعاة المصالحة الوطنية، بل ممن ساهموا بتأسيس حراك وطنيون لإنهاء الانقسام، وصولا لحالة وطنية موحدة تليق بنضال وحقوق وكرامة وأمن شعبنا.

 إلا أنني وبكل صدق دائما كنت ومازلت أشعر أن هذه الحلقة لن تكتمل، فلا يوجد أي انسجام فكري بين مكونات حماس والاخرين، فمازال الفكر متشنجا تجاه حزبية مقيتة تتنقل ما بين الحزبية والفئوية لا ثالث لهما، رغم ظهور بعض منهم وأظنهم قلة يبذلون جهد في محاولة للالتقاء والحوار مع الاخرين برغبة منهم للخروج من ثوب ضيق لم يعد يتسع لأفكارهم المنطلقة بعض الشيء، وحقيقة أنه لأمر جيد  ولابد من كسر هذه القوالب القاتلة والتي لن تبني وطن.

في ظل انعدام الثقة وتباعد المسافات، أنا على يقين أن الكثير منهم سيبقى يصعب التعامل معهم وتستمر معاناه الغزيين تحديدا معهم، فيما يتعلق بالامن والمؤسسات، وسيحاول القلة منهم الاستمرار برغبة شخصية منه لتجاوز هذه القوالب والتعاطي قدر المستطاع بأريحية مع نخب المجتمع بالغالب وليس مع عامة الناس.وتبقى أمنياتنا رغم محدودية تحقيقها أن يكون هناك التقاء وحوارات فكرية بين حماس مع باقي الأطراف علها تكون يوما جزءا متجانسا ومقبولا بين أبناء شعبها.