رغم تبرير "أوقاف غزة" موقفها..

رفض وإدانة واسعة لمنع احتفالات "الكريسماس".. ومغردون يهنئون مبكرا !

بي دي ان |

20 ديسمبر 2020 الساعة 03:52ص

أثار بيان وزارة الأوقاف والشؤون الدينة في قطاع غزة، حول المراسلة الداخلية الصادرة عن إدارة الوعظ والإرشاد بالوزارة، المتعلقة باحتفالات أعياد (الكريسماس)، ردود أفعال غاضبة من قبل الفصائل الفلسطينية والمواطنين.
 
وشددت الوزارة في المراسلة أنه يجب الحد من التفاعل مع "الكريسماس" في الأعياد المسيحية التي تتزامن مع نهاية العام الحالي وبداية المقبل.
 
"بي دي ان" رصد ردود أفعال بعض الفصائل الفلسطينية والمواطنين على بيان إدارة الوعظ والإرشاد بالوزارة في قطاع غزة، وخرج بالتقرير التالي:
 
عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الوزير حسين الشيخ، علق على القرار قائلاً أن :" قرار منع الاحتفالات باعياد الميلاد في قطاع غزة هو قرار ظلامي لا يمت إلى أخلاقيات شعبنا الدينية والوطنية والاجتماعية بصلة".

واضاف الشيخ عبر "تويتر": "القرار اشاعة للفكر التكفيري الظلامي ويضرب أسس وحدة شعبنا واحترام العقائد والاديان وحرية الرأي والمعتقد". 

بدوره، قال فيصل أبو شهلا،  القيادي في حركة فتح: "نحن شعب متجانس ومتعايش، لم تفرقنا طائفية أو اختلاف أديان، كان المسيحي يدرس معنا الدين الإسلامي في المدرسة وكذلك كنا نحتفل مع المسيحيين بأعيادهم ومناسباتهم، فمن منا ام يأكل البربارة أو يلون البيض في عبد باب الدارون، والمسيحيون عندنا يطبقون مبادئ الشريعة الإسلامية في الميراث".
 
وأضاف: "كل هذا لم يغير انتمائنا للدين الإسلامي أو انتمائهم للدين المسيحي، بل انعكس إيجابا على علاقاتنا ومجتمعنا المتسامح المترابط، لذلك هذه الأصوات المتطرفة والتي تحرم وتكفر يجب أن يتم التصدي لها وإيقافها، فهي تسعى لهدم أسس مجتمعنا القائم على الحب والتسامح ولكم دينكم ولي دين".
 
وفي السياق، أكد الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" رفضه وإدانته الشديدين لمثل هذا الاجراء الذي يعتبر خروجا فظا عن قيم التسامح والاخاء التي سادت على الدوام بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، بمسيحيه ومسلميه، كما يعد مخالفة صريحة لكل من وثيقة إعلان الاستقلال والقانون الأساسي الفلسطيني اللتين تنصان على نبذ التعصب وحق الجميع في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية تامة.
 
من جانبه، أدان حزب الشعب الفلسطيني، اليوم السبت، القرار الصادر عن وزارة الاوقاف بقطاع غزة، مشيرا إلى أنه يمثل اعتداءً خطيراً على الحريات العامة والخاصة، كما أنه مخالف للمبادئ التي تضمنها القانون الاساسي ووثيقة الاستقلال، بالاضافة إلى أنه يحمل مضامين متطرفة غريبة عن الشعب الفلسطيني، تسهم في ضرب وحدة النسيج الوطني.
 
جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، بدورها أدانت سياسات حركة حماس واجراءاتها التي استهدفت الحريات العامة والحقوق الذي كفلها القانون الفلسطيني، مؤكدة أن أهم ما يميز المجتمع الفلسطيني هو التسامح والعيش المشترك بين كل مكونات الشعب الفلسطيني.
 
واعتبرت الجبهة قرار أوقاف حماس وتعميمها على أجهزتها بغزة بمنع الاحتفالات برأس السنة الميلادية اعتداء على الحريات وانتهاك خطير لحقوق جزء أصيل من شعبنا الفلسطيني.
 
بدوره، عقب الناشط الحقوقي خليل أبو شمالة:قائلاً "لا أعرف ماذا أرادت وزارة الأوقاف من إصدار قرار ونشره في الإعلام، يمنع أي مظاهر احتفالية بالكريسماس، رغم أن الظروف لا تسمح بأي تجمعات، ولكن واضح أن هذا القرار يعبر عن عقلية ليس لها علاقة بتعاليم الإسلام الذي يفترض أن يبدي أعلى درجات التسامح والمحبة، المشكلة ليست في الإسلام، بل فيمن يعتقد نفسه أنه وصي على الإسلام".
 
وأضاف: "يا وزارة الأوقاف هل تعلمون أنه لم يتبق إلا 800 مسيحي في غزة من أصل 5000؟، مبروك عليكم عقلية الاقصاء والعزلة، فوالله أنكم لا تنتصروا لله ولدينه بهذه القرارات".
 
بدوره، قال الدكتور اسامة مرتجى: "ما صدر من بيان عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بقطاع غزة حول مواجهة احتفالات الكريسماس مرفوض تماما من كل مكونات شعبنا الفلسطيني الصامد".

وأضاف: "نحن وإخواننا المسحيين في خندق واحد وفي وطن واحد وعلى أمل واحد بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وسأحتفل في الكريسماس مع كل اصدقائي المسيحيين كما كل عام".
 
وفي السياق، قال الناشط الفلسطيني المقيم في بريطانيا مشير الفرا، "ليس من عادتي التهنئة بالأعياد ولكن هذا العام تهنئة أهلنا المسيحيين؛ أبناء بلادنا الأصيلين؛ واجبة لمواجهة الفكر التكفيري المدمر الذي تجلى في بيان وزارة الأوقاف بغزة". 

وأضاف: "كل عام وكل مسيحيي الأرض بألف خير وسلام ولتسقط الطائفية الدينية البغيضة وهي لا محال مندحرة وان طال الزمن".
 
من جهته، قال المختص في الشؤون الإسرائيلية، توفيق أبو شومر: "حين يحتفل مسيحيو فلسطين بأعيادهم فهم في الوقت نفسه يحتفلون بتاريخنا الفلسطيني، وثقافتنا وحضارتنا".

وأضاف: "لأن فلسطين احتضنت الأديان السماوية الثلاثة، وقدمت أروع الأمثال في المساواة، والحرية، والتسامح، والديموقراطية، وهي رسالتُنا النضالية للعالم أجمع!".

عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وسام الفقعاوي قال: إخواننا وأصدقائنا وأبناء جلدتنا وأهلنا وأحبتنا وجيراننا والمذبوحين من الوريد للوريد المسيحيين.. كل عام وأنتم بخير.. عيد ميلاد مجيد.. فوعظنا وإرشادنا: أنكم منا ونحن منكم.

من جهتها أصدرت وزارة الاوقاف بغزة توضيحا حول المراسلة الداخلية الصادرة عن إدارة الوعظ والارشاد بالوزارة والمتعلقة باحتفالات "الكريسماس"

وأكدت إنّ وزارة الأوقاف والشؤون الدينية المرجع الرسمي الديني لكل ساكني فلسطين من المسلمين والنصارى وغيرهم، ومنهجنا في الوزارة ينطلق من سماحة الاسلام العظيم، والذي أقر حرية الاعتقاد فقال تعالى: "لا إكراه في الدين"، ومنح أصحاب الديانات المختلفة حق إقامة شعائرهم وإحياء مناسباتهم وفق ضوابط تضمن تحقيق السلم المجتمعي، والتعاون الإنساني والديني، بل أمرت الشريعة بالبر والإحسان إلى غير المسلمين المقيمين بينهم، وحسن التعامل والجوار معهم، فقال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8]

وأوضحت إن النصارى في فلسطين عموماً، وفي قطاع غزة خصوصاً، هم شركاء الوطن والقضية والنضال، ونتمثل معهم أسمى قيم التعايش الإنساني، ونبادلهم المناسبات الاجتماعية، وتربطنا بهم علاقات استراتيجية، ومن حقهم أن يُقيموا احتفالاتهم الدينية الخاصة بهم، ولا يجوز الإساءة لهم أو التضييق عليهم، والحكومة تُؤمِّن إقامتهم لشعائرهم، وتحمي كنائسهم وأماكن احتفالاتهم.

ونوهت إن الإدارة العامة للوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف من أهم واجباتها التوعية وتذكير الناس بواجباتهم الدينية والاحكام الشرعية للمسلم، وتُبيِّن الأحكام والآداب المتعلقة بعقيدتهم وأخلاقهم وعبادتهم، والضوابط الشرعية الواجب التزامها في حياتهم الاجتماعية ومعاملاتهم اليومية الخاصة والعامة، وتأتي المراسلة التي تداولتها بعض وسائل الإعلام بالأمس في سياق إرشاد المسلمين للأحكام الشرعية المتعلقة بمشاركة المسلمين في المناسبات الدينية لغير المسلمين، وتقليدهم في شعائرهم الخاصة بهم، فالمسلم مأمور باجتناب المخالفات الشرعية في الأعياد الخاصة بالمسلمين، فمن بابٍ أولى أن يجتنبها في أعياد غيرهم. 

 وعليه تؤكد الوزارة وبشكل قطعي لا لبس فيه، أنّ المراسلة المذكورة أعلاه ليس لها أي علاقة بإقامة النصارى لمناسباتهم واحتفالاتهم وممارسة طقوسهم الدينية وحياتهم العامة.

ودعت الوزارة، في نهاية بيانها، الناشطين السياسيين والحقوقيين والإعلاميين إلى المساهمة في تعزيز السلم الأهلي، وعدم تحميل الكلام ما لا يحتمله، وعند وجود لَبْس حول موقفٍ معين، فيمكنهم التواصل مع الجهات المختصة في الوزارة وفهم أبعاد الموضوع وملابساته؛ لنكن جميعا شركاء في البناء والتعايش ونشر السلم المجتمعي، وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة في مواجهة الحصار وجائحة كورونا والانقسام البغيض.