خلفيات وابعاد مطار رامون

بي دي ان |

17 يوليو 2022 الساعة 01:54ص

أثيرت في الأسبوع الأخير في اطار الحديث عن التسهيلات للفلسطينيين بإيجاد مسرب خاص بهم في مطار رامون الإسرائيلي الواقع في وادي تمنة (تمناع بالعبري)، الذي يبعد 18 كيلو متر عن مدينة ايلات (ام الرشراش الفلسطينية) ويحتوي على مهبط بطول 3600 متر، أطول من المهبط الموجود في مطار ايلات، الذي يسمح بهبوط الطائرات الكبيرة. وهو بالمناسبة لا يبعد اكثر من 20 كيلو متر عن مطار العقبة الأردني، مما اثار افتتاحه وتشغيله تحفظ المملكة الأردنية لاكثر من سبب سياحي اقتصادي، وفني تقني يتعلق بهبوط وصعوط الطائرات.
وقبل طرح الموضوع من قبل بيني غانتس على الرئيس أبو مازن في زيارته الأخيرة له في مدينة رام الله يوم الجمعة الموافق الثامن من يوليو الحالي، كان موضوع المطار مثار من زاويتين أولا إعادة ترميم وبناء مطار قلنديا الفلسطيني، والذي أعاد طرحه عيساوي فريج، وزير التعاون الإقليمي في نوفمبر 2021، ووجه بردة فعل قوية من اليمين الصهيوني، فطوي الموضوع كليا؛ ثانيا حينما طرحت الولايات المتحدة على الحكومة الإسرائيلية التسهيلات بالمثل لمواطنيها الفلسطينيين من حملة الجنسية الأميركية، بعدما سمحت بدخول الإسرائيليين لمطاراتها واراضيها دون تأشيرة لها، لكن حتى الان لم يتم الوصول لصيغة اتفاق بهذا الشأن بين الطرفين. وتم ربط موضوع الفلسطينيين الاميركيين مع ملف التسهيلات لعموم الفلسطينيين في الضفة الفلسطينية دون أبناء محافظات قطاع غزة لاعتبارات عدة.
ومع ذلك وفق "عربي بوست" طالب وزير الحرب الإسرائيلي من الرئيس عباس مقابل ذلك، سحب الدعاوي المرفوعة للمحكمة الجنائية الدولية. كما رهن تنفيذ الخطوة بعد اجراء الانتخابات الإسرائيلية في مطلع نوفمبر القادم. وهو ما يعني ان الموضوع برمته مجرد سراب، ووعد بلا رصيد. غير ان وكالة "معا" حسب مصدر فلسطيني مطلع اكدت يوم الاربعاء الماضي الموافق 13 يوليو الحالي نفت صحة الخبر من أساسه، واكد المصدر عدم وجود صفقة. بيد ان قناة "كان" الإسرائيلية قالت بنفس اليوم، ان الرئيس محمود عباس تلقى عرضا لصفقة إسرائيلية تتضمن السفر عن طريق مطار مقابل هدوء سياسي. ولم تشر من قريب او بعيد لمحكمة الجنائية الدولية.
وفي ضوء ما تناقلته وسائل الاعلام المذكورة أعلاه وغيرها، فإن الموضوع من المؤكد انه طرح، ولا يوجد في عرضه مشكلة. لكن الرئيس عباس لا يمكن ان يقبل المساومة لاكثر من اعتبار، الأول كونه مع القيادة الفلسطينية يعملون من اجل فتح مطاري قلنديا في شمال غرب القدس، وإعادة بناء مطار عرفات في غزة لتسهيل حركة المواطنين الفلسطينيين من والى أراضي الدولة الفلسطينية بهدف التأصيل لمؤسسات الدولة؛ الثاني لان الوصول لمطار رامون ليس مضمونا، وتكاليف الوصول له عالية، كون الوصول اليه يحتاج لحوالي 400 كيلومتر، وفي ظل التعقيدات الأمنية الإسرائيلية قد يحتاج المسافر لزمن قياسي لا يقل عن ثمانية ساعات. فضلا عن ان الحكومات الإسرائيلية لا تفي بتعهداتها، وقد توقف الرحلات ووصول الفلسطينيين للمطار في كل لحظة، واذا كان ولا بد فلتفح الحكومة الإسرائيلية مسرب خاص للفلسطينيين جميعا وليس لحملة بطاقات ال VIP او PMC في مطار اللد مؤقتا؛ ثالثا لا يمكن قبول رئيس دولة فلسطين المحتلة لهكذا صفقة في الوضع الراهن على حساب العلاقات الأخوية مع الأردن الشقيق. كون هكذا خطوة تؤثر اقتصاديا وسياسيا على مكانة الأردن، اضف الى ان السفر عبر طيران المملكة والخطوط الجوية العربية والدولية الأخرى من عمان افضل وارخص، واقل تعقيدا، والمسافة اقل. رغم ارباكات المعبر أحيانا لمحدودية ساعات العمل، وكونه بحاجة ماسة لتطوير جذري على الصعد المختلفة.
اذا موضوع مطار رامون من اصله مرفوض، واعتقد انه لن يرى النور للعوامل المذكورة أعلاه، وعوامل أخرى. وعين القيادة الفلسطينية متجهة لاعادة فتح مطار قلنديا، ومطار عرفات في غزة، والعمل على بلوغ الاستقلال السياسي الناجز، ورفض كل الطرق الالتفافية على الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير.
[email protected]
[email protected]