إتفاق حماس واسرائيل القطري خطوة لإسقاط الوطن

بي دي ان |

01 سبتمبر 2020 الساعة 06:21م

مرت غزة خلال الأيام القليلة الماضية بشيء من التوتر المعهود ما بين القصف والتهديد بما هو أكبر من القصف، إسرائيل كانت تلوح بتصعيد عسكري على غزة، رغم عدم رغبتها بالتصعيد خاصة مع بداية العام الدراسي الجديد لديهم، بالمقابل غزة المنهكة من الجهات الأربع غير قادرة لمجابهة أي تصعيد جديد ولا استقبال أي ضيف غير مرغوب به، فيكفيها كورونا التي تم فرضها عليها دون أي قدرة تحمل، في المقابل ظهرت قيادات حماس تلوح باتخاذ قرار حاسم وفاصل لا رجعة فيه، كسر الحصار كاملا عن غزة ولا شيء  غير ذلك، والمواطن الغزي الذي لم يجد شيئا ليخسره، بعدما خسر أربعة عشر عامًا من عمره دون أي إنجاز يذكر، أو حياة آدمية يحياها كما البشر على سطح الأرض أو حتى في الصومال، قال البعض منهم "ياريت ولعل وعسى ينكسر الحصار، ومنهم من حفظ الدرس والمسلسل يدرك جيدا أن المطالَب هي ذاتية تخص الحركة الربانية وأنه غير صحيح أن يكون الاتفاق لمصلحة المواطنين في غزة، ويؤسفني القول هنا "بغزة فقط" لكن الحقيقة هي أن باقي الوطن سقط من الحسبة تماما منذ سنوات عديدة. 

الاتفاق بين حماس واسرائيل انتهى باتفاق مكرر لم يختلف الأمر عن سابق عهده، ٨ ساعات كهرباء، زيادة مساحة الصيد، مشاريع لذويها "حصريا " إذ تمت، أعتقد أن الفارق البسيط بهذه الصفقة هو زيادة المنحة القطرية لصالح موظفي حماس، كل هذا في حقيقة الامر ليس جديد ولايخفى على أحد، لكن ماهو محزن حقا إلى متى سنبقى نحن على هذا الحال المتردي والذي هو محاولة لكي الوعي الجمعي لدى المواطنين المنكوبين بهذا الحكم البائس، ففي ظل إتفاق من هذا النوع لا يمكن بأي حال من الأحوال الحديث عن وحدة شعب، يصبح الحديث عبثي وعقيم، ربما مضحك بعض الشيء، حالة عربية بائسة وفلسطينية أشد بؤسا، ومرحلة لا رجاء منها، وإن لم يتحرك شعبنا يوما لفرض ما يريد بعيدا عن لغة الخوف، فنحن إلى أجل غير مسمى بانتظار أن يحدث الله أمرا، يغير مسار الرياح العاتية التي ضربت مشروعنا الوطني، وعلى وشك أن تضرب عقولنا.