الديمقراطيون في كارولينا مع فلسطين

بي دي ان |

29 يونيو 2022 الساعة 12:15ص

في خطوة تعتبر نقلة هامة في سياق تطور الرؤية السياسية في أوساط الحزب الديمقراطي الأميركي تجاه المسألة الفلسطينية، تمثلت في مخرجات مؤتمر الحزب في ولاية كارولينا الشمالية، الذي انهى اعماله يوم الاثنين الموافق 20 حزيران الحالي، التي جاءت عاكسة لمدى التحول السياسي الإيجابي في التشخيص المسؤول والواقعي والمنسجم مع قرارات الشرعية الدولية ومعايير حقوق الانسان الاممية، والتخلي عن التابوهات التقليدية العمياء في سياسات ومواقف الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
ومن ابرز القرارات التي تبناها المؤتمر، منها أولا اتهام دولة إسرائيل بممارسة سياسة الفصل العنصري؛ ثانيا مطالبة الإدارة الأميركية بفرض عقوبات على المسؤولين الإسرائيليين المتهمين بارتكاب جرائم حرب وبانتهاك حقوق الانسان في فلسطين، بما في ذلك حظر السفر، وتجميد الأصول المالية؛ ثالثا ربط المساعدات المالية السنوية، والتي تقدر ب3,8 مليار دولار أميركي لإسرائيل بمدى احترامها لحقوق الانسان، وانهاء سياسة الفصل العنصري، والتوقف عن اضطهاد الفلسطينيين؛ رابعا اتهام دولة إسرائيل بنقل ملكية الممتلكات والأراضي من الفلسطينيين أصحابها الأصليين الى الإسرائيليين عن طريق إزالة وهدم عشرات الاف من المنازل والمجتمعات، ومصادرة الأراضي والممتلكات. كما وقامت بانشاء محميات منفصلة وغيتوات للفلسطينيين، وحرمانهم من حقهم في حق المغادرة والعودة الى بلادهم، وانكار حقهم في الجنسية والهوية الوطنية، أي حرمانهم من حق إقامة دولتهم الوطنية المستقلة؛ خامسا طالب الكونغرس بالاعتراف بيوم النكبة الفلسطينية في 15 أيار / مايو من كل عام، واحياء المناسبة، كونها كارثة بالغة قادت لطرد 750,000 فلسطيني، وتدمير 500 قرية واحياء فلسطينية عام النكبة 1948؛ سادسا واتهم المؤسسات الإسرائيلية بالتمييز الفاضح من خلال حجب ورفض منح الموافقات للبناء في الأراضي الفلسطينية بذرائع وحجج واهية، وفي المقابل منح الإسرائيليين بترخيص ودون ترخيص للبناء في الأراضي الفلسطينية في القدس وعموم الضفة الفلسطينية ودون معايير؛ سابعا فصل الضفة عن القدس، وفصل المحافظات الفلسطينية عن بعضها البعض بأكثر من 600 نقطة تفتيش ومراقبة وحاجز، لتكريس الكانتونات او الغيتوات، كما اسماها تقرير المؤتمر. وأيضا حرمان الفلسطينيين من ابار مياههم الجوفية والكهرباء، في الوقت الذي تبيح استخدام المياه للمستعمرين الإسرائيليين دون اية قيود؛ ثامنا ولعل الأكثر تقييدا، هو الحصار الظالم المفروض على الأكثر من مليوني انسان فلسطيني في قطاع غزة، الذين لا يحصلون على الكهرباء الا لاربع ساعات في اليوم، فضلا عن ان 96% من المياه في غزة غير صالحة للاستهلاك البشري، ولا يسمح لاي شخص بدخول غزة او الخروج منها الا وفق معاييرهم العنصرية والارهابية؛ تاسعا طالب المؤتمر بتشكيل لجنة تحقيق في اغتيال الصحفية الأميركية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة من قبل وزارة الخارجية، ومكتب التحقيق الفيدرالي، التي قتلت اثناء تغطيتها لهجوم إسرائيلي على مخيم اللاجئين الفلسطينيين في جنين في 11 أيار / مايو الماضي.... الخ من القرارات ذات الصلة بالموضوع.
وأكدت رئيس الحزب، بوبي ريتشاردسون على القرارات بالقول، ان المؤتمرين الديمقراطيين في الولاية وافقوا بالاجماع على القرارات المذكورة. وهذه القرارات لا تعني اننا أعداء لليهود او لإسرائيل. ولكنها جاءت متوافقة مع المعايير الدولية، وانصافا للفلسطينيين.
ومن القراءة السريعة للقرارات ولمحتواها السياسي والقانوني والاقتصادي والمالي والأمني نتلمس بوضوح شديد مدى تطور الخطاب في أوساط الحزب الديمقراطي بشكل خاص، وفي أوساط الرأي العام الأميركي عموما. لكن هذا التحول الهام مازال يحتاج إلى تطوير وتعميم بحيث يشمل الولايات المتحدة كافة، ومراكز القرار التنفيذية والتشريعية والأمنية العسكرية. مع الادراك ان هذا النضوج في الرؤية السياسية القانونية تجاة المسألة الفلسطينية، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي يمكن المراكمة عليه، واعتباره تحولا كيفيا قادرا ان يحمل في طياته رياح التغيير الاوسع، ولكنه يحتاج الى الحرث في أوساط المجتمع الأميركي من خلال التحاق الفلسطينيين والعرب حملة الجنسية الأميركية واتباع الديانة الإسلامية وكل انصار السلام من مختلف الاثنيات الانخراط داخل بوتقة الأحزاب الأميركية الرئيسية (الجمهوري والديمقراطي) للتأثير اكثر فأكثر في مؤتمرات الولايات المختلفة، حتى لا يبقى التحول قاصرا ومحصورا في كارولينا الشمالية.
[email protected]
[email protected]