أزمة حماس الحقيقية

بي دي ان |

24 يونيو 2022 الساعة 02:04م

حماس في أزمة حقيقية، مهما حاولت تهوين الأمر، والاستخفاف بالواقع الإقليمي والدولي، فدفن الرأس في الرمل كالنعام لن يمنع عنها الخطر، وتأويل النص الديني والعيش في وهم الخوارق بدون عمل وكفاح محض بلاهة. 

ففي الوقت الذي يبحث فيه كل طرف عن مصالحه القومية؛ تعيش حماس أزمة البحث عن رديف للفكر، ظنا منها أن السياسة الدولية لعبة يمكن تجاوزها بالأيديولوجية. 

حتى تركيا أردوغان استقبلت بالأمس ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، واحبطت محاولة اغتيال للسفير الصهيوني، وقد تذهب إلى طرد مكاتب حماس السياسية وأبناء حماس من تركيا، تبعا للمستحقات والمصالح التي ستجنيها جراء ذلك، وكذلك إيران التي في حال تم تحقيق صفقة النووي قد تبيع لأجل ذلك العالم.

محلياً، حماس تعاني أزمات مالية، خصوصا بعد الحرب الروسية الأوكرانية، فيبدو أن هناك استثمارت للحركة ولم يعد من السهل إنجاز الصفقات والمعاملات التجارية اليوم، بالإضافة إلى الضرائب الكبيرة واحتقان الشارع وفقدان الحاضنة الشعبية، حتى أبناء حماس ذاتهم.. بالإضافة إلى وجود مجموعة من الشخصيات الضعيفة فكريا وسياسيا واجتماعيا في مفاصل للحكومة بغزة. 

حماس تخسر سوريا ثم تعود مطأطأة الرأس، وقد خسرت آخرين وقد تعود إليهم مطأطأة، والاعتقاد بأن البندقية هي الحل الوحيد أمام ترسانة عسكرية صهيونية ودول طوق لا يؤمنون بوجود الإسلاميين وفقدان الحاضنة المحلية وحالة احتقان وضغط نفسي ومجتمعي هائل سيأخذ بالحركة إلى الهاوية. 

القسوة في الطرح -مع الأسف- أخف بكثير من الحقيقة التي لا يراها قادة لا ينزلون إلى العامة، وأخشى أنهم سيفعلون ذلك رغم أنوفهم عما قريب.

لو كنت مكان حماس.. لخرجت من مناهج المدرسة التقليدية وذهبت إلى جمهورية مصر العربية لخبرتها السياسية العظيمة أو الرئيس محمود عباس لحنكته وقررت الاندماج في العملية السياسية حسب القوانين الدولية. (أو أي حل بما في ذلك الجلوس مع الاحتلال مباشرة).

أعرف أن الاحتلال الصهيوني لا يعترف بالقانون الدولي، لكن أمام الهزائم والموت، يمكن تأجيل المعارك لحين بناء الفكر والقدرات والإمكانات المحلية والوطنية.