عسقلاني ليس بغريب

بي دي ان |

23 يونيو 2022 الساعة 03:13م

كتب الرواية والمقالة الأدبية والقصة القصيرة، ترجمت بعض أعماله لعدة لغات، تم نشر العديد من الروايات والقصص القصيرة له. 

هو شيخ الكتاب الفلسطينيين كما أحب أن يطلق عليه الكثير من الكتاب والأدباء، "غريب عسقلاني" إبراهيم الزنط ، الكاتب والروائي الجميل الذي غادرنا أول أمس الثلاثاء ٢١ يونيو، تاركًا خلفه إرث أدبي كبير ورصيدا يخلد إسمه، كاتبًا وطنيا حمل الهم الفلسطيني، كان غريب عسقلاني الذي تعرفت عليه بدايات التسعينات خلال ترددي على مقر اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين وكنت من رواده دائما، حيث يجلس في صدر  المكان الشاعر مروان برزق رحمه الله، ويتواجد الكثير من الشعراء والكتاب الذين كنت أسعد بلقائهم وكان عسقلاني، والروائي عبدالله تايه ومحمد نصار وغيرهم حفظهم الله، كتاب كثر مبدعين ينثرون المكان حبا وقيما وانتماء وابداع.

عسقلاني الذي أحب أن يطلق على نفسه نسبة لعسقلان الذي ولد بها في الرابع من إبريل عام ١٩٤٨، صاحب الابتسامة الهادئة؛ مرض مؤخرا، وكنت قد هاتفته منذ عدة أيام للاطمئنان على صحته، فاذا بصوته المتعب وحدثني عن تأخر صحته، تمنيت له الشفاء وبداخلي خوف من فقدان قاماتنا الوطنية، فالساحة الفلسطينية والمشهد الثقافي لا يحتمل الفقد من هذا القبيل، ونحن ندرك أن عمالقة الأدب الفلسطيني قد لا يتكررون بهذا الزخم وهذا الابداع مع تقديرنا لجميع كتابنا وأدبائنا الموجودين.
 
غريب عسقلاني المبدع والذي كان مديرا لدائرة الإبداع الأدبي في وزارة الثقافة الفلسطينية حتى تقاعده عام 2004، غادرنا تاركًا حزنًا عميقًا في قلوبنا، ورصيد أدبي نباهي به، وتاركًا ذكريات جميلة لشخص دمث مبدع لم يبخل بأدبه وأفكاره وعلمه على أحد، بل كان فاتحًا بوابته الأدبية للجميع ينهلون منها بكل محبة. 

سنفتقدك شيخ الكتاب، الصديق، المناضل، المسكون بفلسطين وفلسطين التي تسكنك، ونحن نخشى الفقد دائما لأنه يسلبنا معلمونا وقادتنا ورموز قد لا تتكرر، ولأن عندهم أسرار الأبجدية الفلسطينية، وعندهم أسرار الحكاية وكنز الرواية. 

الروائي الفلسطيني الكبير غريب عسقلاني كما عرفناه استحق بجدارة "وسام الثقافة والعلوم والفنون" مستوى الابتكار والذي تقلده عام 2016.

سلام منا وإليك السلام يا عسقلاني الذي لطالما كنت تحلم بالعودة لعسقلان، لكنها اليوم فلسطين كلها تحتضنك وتضم ابنها البار بكل فخر.