هل تتحقق الإدارة العصرية للجامعات الفلسطينية؟

بي دي ان |

15 يونيو 2022 الساعة 08:06م

السؤال الذي يطرح نفسه كيف تدار جامعاتنا؟‏ هل تدار برؤية المستقبل وتحدياته ومدى خطورة رسالة الجامعات على حركة المجتمع أم أن هناك أسلوباً اخر تدار به لمصلحة قصيرة الاجل تجعل من العملية التعليمية عبئا على المجتمع وخاصة التنمية والديمقراطية ؟‏ وحتى يمكن تفهم ارتباط التعليم بالتنمية والديمقراطية فلابد من اختصار الأنماط الإدارية المختلفة والتي يمكن أن تدار من خلالها أي مؤسسة علمية كانت.‏ والادارة في الجامعات ككيان بصفة عامة هي واحدة من خمسة عناصر هامة في الكيان الجامعي وهي سوق العمل بالنسبة لخريجي الجامعات، والتقنية المطلوبة لأعداد الخريجين،  ورأس المال اللازم لتمويل العملية التعليمية في جوانبها، وكذلك ‏التنظيم الذى يربط ما بين العناصر السابقة والجهاز الاداري المسئول عن وضع رسالة المؤسسة الجامعية موضع التنفيذ. إن المدقق لاحوالنا هذه الايام يجد أننا مقبلين على فترة من أصعب الفترات في مواجهة خطيرة بين العزلة عن الحركة العالمية العلمية والمشاركة في عولمة هذه الحركة،‏ وكلاهما خيارات صعبة ليست في صالحنا بالشكل الحالي لمجريات الامور،‏ وعليه يصبح طريق المواجهة طريق واضح المعالم تحدده رؤية واضحة وهى أنه لن نتقدم بدون تعليم راق وديمقراطي.‏ وفى هذا المقام فإننا نركز فقط على التعليم.‏ حيث أن مناخ التعليم لا يطور فقط الثروات البشرية ويجعلها قادرة على إدارة وتنفيذ برامج التنمية.‏ ولكن أيضا يجعلها قادرة على العمل بالأساليب الديمقراطية على المستويات الادارية والتنفيذية والسياسية والاجتماعية.‏ ويرتبط حجم وجودة الخدمات الجامعية بالمنظومة الادارية التي تجعل رسالة الجامعة بوصلة الحركة على طريق المباديء الارشادية والأخلاق الجامعية.‏ وفى ذلك نرى أن مستوى الاداء الجامعي لن يرتفع فوق مستوى الأداء الاداري.‏ وعليه فان الإدارة العصرية تفرض نفسها على جامعات فلسطين مستقبلاً،‏ وأن يتفاعل مع القائمين على رسالة الجامعة دون أن يفقد مكانه في المقدمة. إذاً نجد أن الفجوة الأدائية بين واقع الأنظمة الادارية في جامعاتنا الفلسطينية واحتمالات المنهج المناسب لعمليات الاصلاح الشامل علي كم مستويات البدائل المتاحة لسد الفجوة تقتضي منا ثورة الأداء الجامعي و الارتقاء المعرفي واعادة تشكيل مهارات القائمين علي رسالة الجامعة علي كل المستويات الادارية والتنفيذية.‏ لذا يجب العمل علي تطوير الأسلوب الاداري في جامعاتنا الفلسطينية حتي ينتقل من الأسلوب المتأرجح بين الادارة بالأساليب والأهداف إلي أسلوب الادارة بالرؤية المشتركة والذي يحمل في طياته مزايا الإدارة المرئية والادارة التفاعلية وفي ذلك توسيع لقاعدة ملكية العمل الجماعي وتعميق مفهوم المشاركة ليس فقط في صناعة القرار ولكن في عائد العملية التعليمية علي المدى البعيد .‏ والمتمثل في التنمية الشاملة والحفاظ علي النظام الديمقراطي الذي يجب تحويله من الاختيار الي الإجبار ومن مجرد قيمة بسيطة الي ثقافة مجتمعية،‏ وكثيرا ما تتحدث القيادات الجامعية عن التطوير في المؤسسات الجامعية دون أن يتوازي الحديث مع تغيير وتطوير في أفكارها ومعتقداتها وفي ذلك قتل لروح الابتكار والابداع في كل مؤسساتنا الجامعية .‏ إن العلاج الوحيد لذلك هو أسلوب المشاركة والادارة علي المكشوف لرؤية شاملة تكون الديمقراطية أهم أسبابها وأخطر نتائجها.‏ إن التطوير الاداري له محوران أساسيان الأول هو اعداد القيادات للمستقبل.‏ والثاني هو تدريب القيادات الحالية علي المهارات الادارية التي تتناسب مع عصر المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات وتحديات المستقبل.‏ ولا ينفصل هذان المحوران عن مفهوم القيادة الطبيعية والذي يمكن الوصول اليه من خلال ما يسمي بقوانين القيادة الطبيعية وهي أن القيادة ليست وظيفة  وانما هي حقل للتفاعل بين القائد وتابعيه، ثانيا القيادة موقف أو حدث، فالقيادة ادراك لمحصلة تمثيل المعلومات حتي وان كانت غير مرتبطة ظاهريا، اخيراً الادراك الجيد يلقي الضوء علي الواقع‏ المحتم الذي نعيشه في تطبيق الادارة العصرية للجامعات الفلسطينية، فهل تتحقق الإدارة العصرية للجامعات الفلسطينية فالوقت المنظور.

• محاضر جامعي وناشط مجتمعي