أوقفوا حملاتكم المفضوحة

بي دي ان |

11 يونيو 2022 الساعة 11:16ص

لم تتوقف حملات الاستهداف لشخص الرئيس أبو مازن من قبل الإسرائيليين وحركة حماس وأنصارها، ومنذ أيام والحملة تتواتر بشكل متصاعد، وآخر عناوينها المفضوحة والباهتة الادعاء بأن الرجل مريض "ولا يمارس مهامه"، وبعضها ذهب بعيدا، كما جاء في مقالة للدكتور مصطفى اللداوي، ممثل حماس السابق في ايران، واحد كتابها وغيره من البوستات والمنشورات على وسائل الاتصال الاجتماعي، وفبركت كذبة، ان الرئيس عباس "متوفى" لا سمح الله، وان السلطة وحركة فتح تغطي على الخبر للبحث عن سيناريو لاخراج الامر بطريقة مناسبة، وترتيبات اليوم التالي لرحيله. وكانت وسائل اعلام إسرائيلية نشرت ايضا مجموعة من الاشاعات المغرضة والخبيثة عن صحة رئيس الشعب الفلسطيني. وبالتالي تلاقي الطرفان في مستنقع التشكيك بقدرات واهلية وحيوية الرئيس عباس.
وبودي ان ارد على كل التلفيقات والاكاذيب المنشورة بالدلائل والوقائع الموجودة والمعلنة، ولكن قبل ذلك اود ان أؤكد على، ان الاعمار بيد الله، وعندما تحين لحظة الاجل والرحيل، فلا راد لقضاء الله، وهذه من الحقائق المطلقة لكل بني الانسان. ولا يوجد انسان مخلد. ولكل انسان اجل محدد، لا يقدم ولا يؤخر ثانية واحدة. وعندما يحين اجل الرحيل للرئيس أبو مازن، اطال الله في عمره، لن يكون سرا، وساحتنا الفلسطينية صغيرة جدا، ولا احد يمكنه إخفاء الخبر.
اما ردي على الاشاعات فانه يرتكز الى الاتي: أولا رئيس منظمة التحرير الفلسطينية بخير وبصحة جيدة، ويملك ذاكرة متميزة وحادة؛ ثانيا يمارس عمله بشكل يومي في مقر المقاطعة (الرئاسة) في محافظة رام الله البيرة. وكل المحيطين بمنزله وعلى الطريق الواصل بينه وبين المقاطعة يشاهدون موكبه يوميا صباحا ومساءا؛ ثالثا التقى قبل عشرة ايام مع الوفد الأردني المكون من وزير الخارجية، ايمن الصفدي، ورئيس جهاز المخابرات، احمد حسني يوم الثلاثاء الموافق 31 أيار / مايو الماضي؛ رابعا في ذات اليوم اتصل وزير الخارجية الأميركي، بلينكن مع الرئيس محمود رضا عباس لمدة تقارب من الساعة والنصف، ونشرت وسائل الاعلام الفلسطينية والاردنية والعربية عموما والإسرائيلية والأميركية والعالمية مقاطع من اللقاءات والاتصالات؛ خامسا التقى في خلال الأيام الماضية مع عدد من المسؤوليين الأوروبيين؛ سادسا القى كلمة اول امس الأربعاء  الثامن من حزيران الحالي في مؤتمر الملكية الفكرية، الذي عقد في جمعية الهلال الأحمر الكائنة في مدينة البيرة؛ سابعا الرئيس عباس على تواصل مع الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي وغيرهم من الزعماء العرب.  
وعليه الرئيس عباس يقوم بنشاطه وفق المعتاد، ولم يحدث أي تغيير على اليات عمله. ويرفض أبو مازن الانجرار للرد على التقولات والاشاعات، مع ان حسين الشيخ، امين سر اللجنة التنفيذية المكلف نفى صحة كل الفبركات وتمنيات الشياطين، التي تكشف عن حقد اسود يملأ قلوبهم، ويعكس هبوطهم القيمي والأخلاقي.
اما الحديث عن وجود امراض عند رئيس دولة فلسطين المحتلة فلا يضيف جديدا، هو بشر اسوة بباقي بني الانسان عنده بعض الامراض العادية، ويتعالج منها، ويجري فحوصات بشكل دوري، ولكنها لم تؤثر على وضعه الصحي العام، وقدرته على ممارسة مهامه اليومية. وبالتالي مواصلة الاستهداف والتقولات الواهية، والعارية عن الصحة لا تستهدف شخص الرئيس عباس، وانما تعمل على خلق حالة من البلبة، والتشويش داخل الساحة الفلسطينية؛ وتتكامل مع ما تقوم به كل من الدوائر الإسرائيلية وفرع جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين لتهيئة الأجواء لاشاعة وتعميم الفوضى والفلتان الأمني داخل الساحة، وما تم الكشف عنه قبل يومين في احد محلات النجارة التابع لاحد عناصر حماس في مدينة بيتونيا من وجود متفجرات وقوائم بأسماء عدد من ضباط الأجهزة الامنية الفلسطينية والنفق داخل المحل له عميق الصلة بما يجري الترتيب له من مخطط مشبوه، وله أيضا عميق الصلة بما يجري من فوضى في جنين ونابلس وطولكرم والخليل وبيت لحم وكل المحافظات للاساءة لمكانة وهيبة السلطة ومؤسساتها واجهزتها الأمنية.
اذا الحملة ليست برئية، ولا هي نابعة من منطلق الحرص على شخص الرئيس عباس، ولا على من سيخلفه، وانما هي حملة مشيوهة  تستهداف بشكل مباشر المشروع الوطني برمته. لان حكومة بينت / لبيد ترفض من حيث المبدأ خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، وفي ذات الوقت تقوم بتغذية وتسمين حركة الانقلاب في قطاع غزة، وتقدم الرشاوي كل يوم لتعزيز مكانة الانقلاب على حساب الشرعية الوطنية، مما يؤكد تلاقي مصالح العدو الصهيوني مع فرع جماعة الاخوان المسلمين على تدمير وتصفية السلطة الوطنية. مع ان الضرورة تملي على ادعياء المقاومة، ان كانوا فعلا من روادها وانصارها، ان يكونوا في الصف الوطني، وليس العكس. لكنهم كما اكدت الف مرة في زاويتي هذه، هم جزء لا يتجزأ من أدوات التخريب وتعميق الانقلاب والانقسام، وتمزيق وحدة النسيج الوطني والاجتماعي والثقافي.
ولن اتوقف امام موضوع خلافة الرئيس عباس، رغم أهميته وضرورة بحثه، لانه حاجة موضوعية لا تخص شخص الأخ أبو مازن، انما يهم البيت والشعب الفلسطيني كله بمختلف اطيافه. ومع اني من أوائل من تحدث عن هذا الموضوع من سنوات طويلة، الا اني لا اجد هنا ضرورة لطرحه.
[email protected]
[email protected]