أمام مؤتمر العمل الدولي...سعد: لقد ضاق شعبنا ذرعاً بالاحتلال الإسرائيلي البغيض

بي دي ان |

07 يونيو 2022 الساعة 06:12م

أطلق "شاهر سعد" أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين، صرخة استغاثة مدوية أمام المشاركين في الدورة العاشرة بعد المائة، من دورات مؤتمر العمل الدولي، الذي يعقد سنوياً في قصر الأمم المتحدة في مدينة المؤتمرات بالعاصمة السويسرية، جنيف، ويتم ذلك بمشاركة 5000 مندوب ومندوبة من 187 دولة عضو في منظمة العمل الدولية، يمثلون الحكومات وأصحاب الأعمال والعمال.

وجاء ذلك في سياق كلمة النقابي الفلسطيني الأول، أمام المشاركين في المؤتمر، وحمل فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن الانتهاكات المقترفة بحق العمال الفلسطينيين والعاملات. بما في ذلك ارتكاب جرائم القتل العمد لهم.

وهي جرائم دولة منظمة؛ ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال مطاردته للعمال الذين يحاولون الوصول إلى سوق العمل الإسرائيلي طلباً للعمل، وهي تدابير عبرت طوراً جديداً من أطوار العنف المنفلت، بعد قرار الحكومة الإسرائيلية الأخير بإرخاء القيود حول الضوابط السابقة لقواعد وشروط وظروف إطلاق النار من قبل المدنيين والعسكرين الإسرائيليين تجاه كل ما هو فلسطيني، الأمر رفع من عديد الإصابات القاتلة بين العمال.

وفي هذا السياق، أضاف سعد، تم استهداف الصحفية "شرين أبو عاقلة" التي قتلها جيش الاحتلال على الهواء مباشرة وبلا تردد، رغم إن هويتها معروفة لديهم، لأنها كانت ترتدي الزي المتعارف عليه للصحفيين، في جريمة لم تصنف كجريمة عادية ضد صحفي فلسطيني؛ بل شكلت اعتداءاً على الصحافة وحرية التعبير في جميع أنحاء العالم .

وأوضح، أن الحالة العنصرية المنفلتة من عقالها الإسرائيلي، ناتجة عن عدم تحرك الدول العظمى للمضي قدماً بعملية السلام وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي.

مضاف لذلك تحكم (إسرائيل)، الفظ وغير العادل بسوق العمل الفلسطيني، بما في ذلك حجب إيرادات الخزينة الفلسطينية، المترصدة لديها من مردود الضرائب والجمارك التي تجبيها لصالح السلطة الوطنية الفلسطينية، عن السلع الفلسطينية المستوردة عبر منافذها الحدودية.

وإبقاء الاقتصاد الفلسطيني تابعاً للاقتصاد الإسرائيلي، بما في ذلك عمل عمالنا في سوق العمل الإسرائيلي، على نحو غير عادل وغير متكافئ مع نظرائهم الإسرائيليون، حيث يعمل أكثر من 35% من القوى الفلسطينية العاملة في ذلك السوق، بسبب إنعدام فرص العمل في سوق العمل الفلسطيني.

لهذا ولغيره، من سياسات التحكم والتجبر الإسرائيلي بشعبنا، فإن فلسطين تنزف دماً ودموع على مدار الساعة، لأن حكومة اليمين الإسرائيلي بقيادة "نفتالي بينت"، تواصل تنكرها لحل الدولتين، وماضية دون اكتراث بوجود الاتفاقيات الدولية الموقعة بين دولة (إسرائيل) ومنظمة التحرير، وتستلب يومياً المزيد من حقوق شعبنا، بما في ذلك حقه الرمزي في السيادة؛ لجهة سنها قانون يحظر رفع العلم الفلسطيني، الذي رفع إلى جانب علمها وأعلام الدول الكبرى الراعية لعملية السلام أثناء توقيع الاتفاقيات الدولية؛ وتتطاول يومياً على المقدسات الإسلامية والمسيحية بهدف مصادرة ممتلكاتها ومحو أي ذكر لها من الوجود.

لذلك، أود أن أطلب منكم إظهار المزيد من ممارسات وخطط الدعم والمؤازرة السياسية لشعبنا، وذلك مواصلةٌ منكم لما أبديتموه من دعم للشعب الأوكراني، ومنح العدالة الدولية فرصتها لتستقيم على مسطرة الحق، ومعاملة الجميع على قواعد التماثل والتساوي في الحقوق والواجبات؛ دون تميز أو الكيل بمكيالين، لأن انطباق العدالة من عدمه على حالات التصارع بين البشر والشعوب والقوميات، هو أمر من صناعتنا، شريطة أن يكون هذا الجهد مقترن بالنية الصافية لإرساء العدل ومعاملة الجميع بالمعيار نفسه.

كما طالب سعد ممثلي مجتمعات العمال، وممثلي الحكومات وأرباب العمل، المشاركين في المؤتمر بالضغط على حكوماتهم لتقوم بالدور الذي يمليه عليها التزامها بقواعد القانون الدولي، وإدانة استمرار هذا الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة عام 1967م، وتمنح شعبنا حقه المشروع في تقرير مصيره، ليتمكن من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وصولاً لحل عادل ودائم قائم على الاعتراف الفلسطيني الإسرائيلي المتبادل بدولتين متجاورتين لكلا الشعبين.

وتابع سعد حديثه أمام المؤتمرين بالقول: رغم ذلك، فإن اتحاد نقابات عمال فلسطين، يقوم بواجباته كاملة تجاه عمال وعاملات فلسطين المحتلة، بتعاون وثيق ومؤازرة شاملة، من مكاتب منظمة العمل الدولية في (جنيف والقدس وبيروت)، بما يخدم الطبقة الفلسطينية العاملة، وضمان حقوقها وصيانتها عبر كل درب وسبيل، وفي مقدمة ذلك إقرار المزيد من التشريعات والقوانين العادلة للعمال.

داعياً المشاركين في المؤتمر، لدعم جهد تحويل توصيات تقارير المدير العام الدورية للمنظمة، التي تصف المشهد العمالي العام في فلسطين وصفاً أميناً ومقدراً، إلى قرارات نافذة وملزمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، لارغامها على التراجع عن سياساتها وتدابيرها العنصرية والظالمة بحق عمالنا و عاملاتنا.

كما تمنى سعد للمدير العام السابق للمنظمة "جي رايدر" النجاح والتوفيق، بعد أن أنهى مهام عمله كمدير عام لمنظمة العمل الدولية، وتمنى الأمر نفسه للمدير الجديد "جيلبرت هونجبو" للتمكن من تجسيد مبادئ وتطلعات منظمة العمل الدولية، المنادية بتعميق قيم وتطبيقات العدالة الإجتماعية وتكريسها