حرب الإستيطان تتصاعد

بي دي ان |

12 ديسمبر 2020 الساعة 07:21ص

معركة المواجهة والحروب الدائرة بين المشروعين الوطني الفلسطيني والقومي العربي من جهة والصهيوني الغربي الإستعماري من جهة ثانية منذ نهاية القرن التاسع عشر لم تتوقف لحظة مع أٌقامة اول مستعمرة في فلسطين التاريخية، ارض ووطن الشعب العربي الفلسطيني. شهدت خلالها فلسطين محطات دراماتيكية طيلة القرن ونصف تقريبا، إنخرطت فيها القوى الإستعمارية الغربية بكل مسمياتها عموما، والمملكة البريطانية المتحدة خصوصا صاحبة وعد بلفورالمشؤوم، الذي باركته وتبنته ودعمته حتى أقامت دولة المشروع الكولونيالي الصهيونية على الجزء الأكبر من فلسطين التاريخية على انقاض نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، الذي وقف صامدا يتحدى غالبا وحيدا كل موجات التطهير العرقي الصهيوني، والتحديات الجسام، ثم إحتلت كل فلسطين والجولان وسيناء بعد هزيمة حزيران 1967.
تواصلت حروب الإبادة والتصفية على مدار تلك العقود حتى يوم الدنيا هذا. وتعاظمت الهجمة الوحشية الصهيو افنجليكانية مع صعود ترامب للحكم، وتتصاعد الهجمة الإستيطانية الإستعمارية البربرية عشية رحيل تاجر العقارات من البيت الأبيض. ومع ذلك إستمر الشعب الفلسطيني الضعيف والصغير، صاحب الإرادة الصلبة في الكفاح التحرري وفقا للتطورات والتحولات التكتيكية والإستراتيجية على الارض وفي دول الإقليم والعالم على حد سواء. لم يستسلم، ولم ييأس ولم يرفع الراية، ومازال متشبثا باهدافه وثوابته الوطنية.
في الشهور الأخيرة لاحظنا هجمة استعمارية صهيونية منفلتة من عقالها  في سباق مع الزمن، ولفرض المزيد من الوقائع على الأرض في القدس عبر مصادرة العقارات والبيوت، وهدم بعضها الأخر بذريعة البناء دون ترخيص، وتم تهجير وطرد سكانها في العراء من خلال إدعاءات كاذبة لفقتها، وتلفقها جمعيات إستعمارية ك"عطيرت كوهنيم" وغيرها من الادوات الإستعمارية المكلفة من الدولة الصهيونية وحكوماتها المتعاقبة بتنفيذ المخطط الإستعماري خطوة خطوة، وبشكل متدحرج وتدريجي، بالتلازم مع استخدام قانون "املاك الغائبين"، تعمل بخطى حثيثة على تكريس الوجود الصهيوني في حي سلوان والجوز وحلوة والشيخ جراح وفي محيط العاصمة الفلسطينية الأبدية، حيث اعلنت عن بناء 1257 وحدة استعمارية في مستعمرة جفعات هماتوس لتكريس الفصل بين القدس العاصمة وباقي الأرض الفلسطينية في الضفة، وأعلنت مؤخرا عن عطاء لبناء 9000 الاف وحدة استعمارية شمال شرق القدس العاصمة في قلنديا. كما يجري إعداد مشروع قانون في الكنيست لتشريع البؤر ال124 الإستعمارية في الضفة الفلسطينية، اضف إلى تسمين وتوسيع المستعمرات الصهيونية في كل الضفة، والعمل على اسرلة قلب مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف، وتطويق محافظة نابلس بالمزيد من المستعمرات والطرق الألتفافية، وكذا في قلقيلية وجنين ومحافظة رام الله والبيرة .. إلخ من الإنتهاكات وجرائم الحرب ضد مصالح وحقوق الشعب العربي الفلسطيني.
حرب ضروس تديرها الدوائر الإستعمارية الصهيونية، وتزداد شراسة مع إقتراب حل الكنيست ال23 والذهاب للإنتخابات الرابعة خلال اقل من عامين، حيث يتم التنافس بين المكونات الحزبية الصهيونية بفسيفسائها الممتدة من اقصى النظرية الصهيونية الرجعية إلى اقصاها على الدم والمصالح الوطنية دون إعارة أي إنتباه للرأي العام الدولي، ولا لقرارات الشرعية الدولية، وضاربة عرض الحائط بخيار السلام عموما وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 خصوصا.
وللجم هذة الجرائم تستدعي الضرورة العمل على : اولا تعزيز الوحدة الوطنية، وطي صفحة الإنقلاب الحمساوي، وثانيا تصعيد المقاومة الشعبية من قبل الكل الفلسطيني؛ ثالثا تفعيل دور ومكانة منظمة التحرير عبر تعزيز وتطوير دور هيئاتها المركزية؛ رابعا بالذهاب للإنتخابات البرلمانية والرئاسية والمجلس الوطني لتجديد الشرعيات؛ خامسا تفعيل العلاقات مع القوى والاحزاب القومية في الوطن العربي؛ سادسا العمل على عقد المؤتمر الدولي وفقا لمبادرة الرئيس عباس؛ سابعا بناء جبهة علاقات إقليمية ودولية داعمة للقضة والمشروع الوطني التحرري لتقليص حجم الأضرار الناجمة عن عمليات التطبيع الإستسلامية المذلة في الأوساط الرسمية العربية.
التحدي الصهيو أميركي كبير وخطير، لا سيما وان ترامب مازال يناور، ولم يقرر فعليا ترك البيت الأبيض، ولديه نزعات تخريبية داخل اميركا، ولا يتورع عن خرق الدستور والقانون وشراء ذمم الحكام والنخب في الولايات المختلفة للتمترس في إدارة البلاد حتى لو تمزقت. وعليه الإستعداد واجب وضروري في كل المستويات القيادية حتى لا يفاجأ احد باي تحول خارج كل الفرضيات الواقعية.
[email protected]
[email protected]