بخط اليد .. خطاط فلسطيني يخط القرآن الكريم بمداد حبره

بي دي ان |

24 مايو 2022 الساعة 01:56ص

"كأنني أسبح في أنوار من النفحات الربانية تقطع صلتي بمن حولي، وتقودني إلى سمو روحي أحس ببركته في عقلي وبدني، وأود لو أستمر في الكتابة حتى تكل يميني، وتضعف عن المواصلة" بهذه الكلمات عبر الخطاط والباحث في الخط العربي الفلسطيني عبد الرحمن عسلية عن شعوره وهو يخط كتاب الله بمداد حبره.

واستهل عسلية حديثه عن تجربته في كتابة جزأين من القرأن الكريم قائلاً : "جاءت  فكرة كتابة المصحف عبر مشروع ثنائي بين وزارة الثقافة الفلسطينية ومؤسسة "رستو" الماليزية، بإجراء مسابقة لاختيار خطاط من قطاع غزة يكتب المصحف الشريف وحصلت على المركز الأول بين المتسابقين".

وأضاف:" أنه سافر إلى ماليزيا للحصول على دورة في فنون كتابة المصحف لمدة ثلاثة أشهر، وكتب خلالها جزءاً  من القرآن الكريم جاهزاً للطباعة، وتم الاتفاق معه على أن تورّد المؤسسة الماليزية الأوراق الخاصة بكتابة المصحف إلى غزة لإتمامه، ولكن تعذر الأمر". 

وعن الصعوبات التي مر بها في مشواره ، أوضح أن كتابة المصحف هيبة مستمدة من قداسة كلام الله تعالى وحرمته، فتحتاج الى أجواء خاصة، من الخلوة والانقطاع عن الناس، والتحلل من الشواغل الملهية، والطهارة الدائمة وقت الكتابة، مع توفر كل الأدوات اللازمة للكتابة، من أقلام وأحبار واوراق، وطاولة مونتاج.

وتابع عسلية ، عن المدة التي استغرقها في الكتابة سنتين ، بكتابة صفحة أو صفحتين من القرأن يومياً، وأوضح عن نوع الخط الذي يكتب به القرأن الكريم بخط النسخ وهو خط دقيق أقل من 1.5 ملم وبعدة قوالب ،قالب الفحة بالرصاص، وقالب للكلمات فقط، وقالب للكلمات منقوطة، وقالب للكلمات بالنقط والتشكيل، وقالب آخر لعلامات الوقف، وقالب فيه أرقام الآيات.

وتابع :"وعن الردود بعد الكتابة، بعد أن أصبح الجزء الذي كتبته جاهزاً للطباعة عرضه في متحف مؤسسة "رستو" ونال استحسان جميع الزوار، وفاق جميع النسخ التي كتبها خطاطون آخرون لصالح المؤسسة ذاتها، وممن أشاد به فضيلة الشيخ د. أحمد عيسى المعصراوي، شيخ عموم المقارئ المصرية سابقا، والشيخ العلامة محمد كريم راجح. والفضل لله تعالى أولا وأخيراً.

وأشار بأنه يلزم على الخطاطين الانتباه الدائم أثناء الكتابة، ومراجعة النص لكل صفحة على حدة، وإذا تبين له خطأ، مهما كان بسيطاً، فإنه ملزم باستبعاد الورقة كلمة وكتابتها مرة أخرى، فهذا مصحف، وليس أي نص آخر.

ويؤكد عسلية :"أن الذي كان يدفعني في مواصلة مشواري وعدم الملل منه، هي رغبة في نيل الشرف الأسمى بإتمام كتابة المصحف كاملاً، ونيل الأجر الكبير عند الله تعالى".

وعن الصفات التي يجب أن يتحلي بها كاتب القرآن أشار إلى التقوي والورع وطول الصبر والتجويد الدائم لخطه ولأدواته التي يستخدمها، وان لا يثنيه عن هدفه المنشود أي عائق، وعن شعوري في كتابة كلمات الله تعالى.  

وأضاف عسلية عن أعماله القادمة وهي عدد من اللوحات الفنية بالخط العربي يود عرضها في معرض أعماله.

 وأنهى  حديثه داعياً الله تعالي بتيسير كتابة المصحف الشريف، فهذا حلمه رغم شح الإمكانيات ولو كان على حسابه الشخصي.