في الذكرى 33 لانتفاضة الحجارة..

فصائل فلسطينية تدعو إلى تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية والعودة لنهج الثورة

بي دي ان |

09 ديسمبر 2020 الساعة 08:59م

يصادف اليوم التاسع من ديسمبر/ كانون الأول، الذكرى الـ33 لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية "انتفاضة الحجارة".

وفي هذه الذكرى أصدرت الفصائل الفلسطينية بيانات، تؤكد من خلالها أن الشعب الفلسطيني لديه اصرار أكثر من اي وقت مضى على مواصلة كفاحه الوطني المشروع حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي

وطالبت الفصائل، في هذه الذكرى تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية لاستعادة استراتيجية الانتفاضة والمقاومة الشعبية الشاملة

كما طالبت، بسرعة تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي في دوراتهما الأخيرة، وعدم التراجع عنها تحت أية ذريعة كانت، وفي مقدمة ذلك: التحلل من كل الاتفاقيات مع دولة الاحتلال وما ترتبت عليها من التزامات، والمقاطعة والمقاومة الشعبية، وعمل كل الإجراءات التي من شأنها تحويل هذه القرارات لإرادة شعبية كفاحية. 

وشددت على  مواجهة وإفشال مؤامرة "صفقة القرن" وكل ما يماثلها أو يترتب عليها، وحماية مكتسبات الشعب الفلسطيني ومواصلة وتعزيز النضال من أجل حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف وفقاَ للشرعية الدولية. 

حركة فتح

أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، أن الشعب الفلسطيني لديه اصرار أكثر من اي وقت مضى على مواصلة كفاحه الوطني المشروع حتى انهاء الاحتلال الإسرائيلي بكل اشكاله وتعبيراته، وحتى نحقق اهدافنا في العودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأوضحت "فتح" في بيان لها، لمناسبة الذكرى الـ33 لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الشعبية الكبرى (الانتفاضة الأولى)، أن الدرس الذي لم تتعلمه إسرائيل أن الشعب الفلسطيني، الذي يخوض نضالا متواصلا بلا هوادة منذ مئة عام لن يرضخ أو يستسلم ولن يقبل بالتعايش مع الاحتلال والاستيطان والتهويد، وأن ارادته الوطنية لن تنكسر بل تزداد صلابة، ولديه اصرار أكبر على مواصلة مسيرة الحرية والكرامة والاستقلال.

وحملت حركة "فتح" المجتمع الدولي مسؤولية تمادي إسرائيل في انتهاك القانون الدولي، وفي تصرفها وكأنها دولة فوق القانون والمحاسبة، مشيرة إلى خطورة سياسة ازدواجية المعايير التي شجعت إسرائيل على ارتكاب جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، والتوجه أكثر فأكثر نحو التطرف والعنصرية والتهرب من استحقاق السلام العادل والشامل والدائم والذي وحده يمكن أن يجلب الأمن والاستقرار لجميع دول وشعوب المنطقة.

ودعت جماهير شعبنا إلى مزيد من الوحدة والتلاحم في مواجهة المخططات الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا الوطنية المشروعة، مشيرة إلى اهمية انهاء الانقسام وإنجاز الوحدة الوطنية.

وعاهدت فتح جماهير الشعب الفلسطيني وشهداء الانتفاضة وجميع شهداء شعبنا وأسرانا الابطال على الاستمرار في رفع راية الحرية والسير على الدرب وتحقيق الاهداف والثوابت الوطنية ذاتها التي ارتقى الشهداء من أجلها.

حركة حماس

من جانبها أصدرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بيانا في ذكرى انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الكبر الحجارة. قالت فيه:" لم يكن تاريخ الثامن من شهر كانون أول من العام 1987 مجرد ذكرى لتفجر انتفاضة الحجارة الكبرى، أو ذكرى تتشابه مع ذكريات كثيرة من التاريخ الثوري المشرق للشعب الفلسطيني، بل كانت وستظل في وعي الشعب وذاكرته منارة سامقة وعلامة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني، ففي انتفاضة الحجارة سجل الشعب الفلسطيني ملحمة بطولية شارك فيها كل الشعب بكل فئاته وطوائفه وأجياله، حيث كان لهذه الهبة الشعبية الشاملة العارمة وقع كبير على المحتل الذي راهن في تلك الفترة على وهم تدجين الشعب الفلسطيني وكي وعيه، وأنه قد اختار التعايش مع الواقع، ولم يعد يطالب بحقوق سياسية وتحرير، فجاءت انتفاضة الحجارة كالصاعقة على المحتل الصهيوني وقيادته؛ فقلبت الطاولة على رأس المحتل، وحطمت كل رهاناته الخاسرة، وأثبتت لكل الدنيا أن في فلسطين شعبًا لا يقبل الضيم، ولن يكون بدعًا بين الأمم، فيرضخ للمحتل ويسكت عن حقه، بل إنه في ثورته صار ملهما لكل شعوب الأرض التي تسعى للتحرر.

وأضافت، لقد قدم شعبنا الفلسطيني في انتفاضة الحجارة التضحيات الجسام التي أثبتت أن الشعب الفلسطيني متجذر في أرضه، متمسك بهويته الوطنية، يأبى الاستسلام والانكسار لكل محاولات تشويه الوعي الوطني، والعبث بالانتماء للأرض والقضية، ولقد تجلت في هذه الانتفاضة الوحدة الوطنية ووحدة الدم بين كل فصائل الشعب الفلسطيني ومكوناته، فقاتل الجميع كتفًا بكتف، وكفًا بكف، فاستعصى شعبنا الفلسطيني على الكسر، وأذاق الاحتلال ويلات المواجهة والتصدي.

وشدت حماس، إن ما تتعرض له القضية الفلسطينية اليوم من مخاطر الشطب والتصفية لهو أدعى إلى أن تتضافر الجهود، وتتوحد البنادق في مواجهة عدو واحد، وهو الاحتلال الصهيوني، فها هو يعلن يومًا بعد يوم عن مزيد من مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية، وينادي بضم الأغوار وفرض سيادته المزعومة عليها وعلى المستوطنات الجاثمة على حدود 67، وها هو يشن الاقتحام تلو الآخر على المسجد الأقصى المبارك في محاولة لفرض حقائق جديدة، وتمرير أقذر عملية تزوير للتاريخ من خلال محاولات التهويد، ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك وحرق الكنائس.

إن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" *وفي هذه الذكرى المباركة تؤكد ما يلي:

 أولًا: كل التحية والفخار لشهداء الانتفاضة ولكل شهداء فلسطين، والتحية موصولة لكل من قدّم تضحية من أجل حرية الوطن: للأسرى العظماء، وللجرحى الميامين، ولكل من فقد بيتًا أو أبعد عن أرضه.

 ثانيًا: نحيي شعبنا الفلسطيني على صموده وثباته في القدس والضفة وغزة والـ48، واللاجئين في مخيمات الشتات والمنفى القسري في مواجهة المؤامرات، ونثمن تمسكهم بحقوقهم والتفافهم حول المقاومة، ونعاهدهم على المضي في هذا الطريق حتى النصر والتحرير بإذن الله عز وجل.

 ثالثًا: إن المقاومة بأشكالها كافة حق مشروع وخيار استراتيجي، ولن نتخلى عنه، ولن نتوانى قيد أنملة عن دعم كل ما من شأنه تعزيز المقاومة وتمكين قدراتها، وسنبذل الغالي والنفيس في طريق الإعداد والاستعداد الدائم لمقاومة المحتل وكسر معادلاته وتحرير أسرانا مهما كلفنا ذلك من ثمن.

 رابعًا: وحدة شعبنا وبناء مشروعه الوطني على سلم أولويات الحركة، ومواجهة الاحتلال والتصدي لمشروعه الإحلالي التدميري لن يكون إلا بشراكة كاملة بين جميع فصائلنا وقوانا الشعبية سياسيًا وعسكريًا ودبلوماسيًا؛ ومن هنا نؤكد موقفنا المتمسك بكل مسار يؤدي إلى رأب الصدع وتوحيد الجهود وإنجاز المصالحة الكاملة.

 خامسًا: نعبر عن رفضنا القاطع والحاسم لعودة العلاقات والتنسيق الأمني مع الاحتلال، ونرى في هذا المسار طعنة نجلاء في قلب الجهود الرامية لتوحيد الكلمة وتجميع الصف، وانقلابًا على مسار الشراكة والوحدة الوطنية.

 سادسًا: نرفض كل أشكال وأنماط التطبيع مع العدو الصهيوني، وتحديدًا في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة من عمر القضية، والذي يشمل كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية  بشكل يتناقض مع إرادة الشعوب الرافضة لإقامة أي علاقة مع الاحتلال، أو القبول بوجوده في فلسطين بشكل يعتبر إخلالًا بالموقف السياسي التاريخي لتلك الدول.

 حركة الجهاد الإسلامي

قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة، أنه ثلاثة وثلاثون عامًا تمر اليوم على الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ومنذ ذلك التاريخ جرت أحداث كثيرة وكبيرة، لم تنتهِ تداعياتها حتى اللحظة التي يعلن فيها العدو القدس عاصمة له، والضفة الباسلة امتلأت بعقد الاستيطان القاتلة، وما زال اتفاق "أوسلو" يفعل فعله، ويترك آثاره على الشعب الفلسطيني في كل المجالات".

جاء ذلك في كلمة النخالة خلال مؤتمر (انتفاضة الأمة في مواجهة مؤامرات التطبيع ومشاريع التصفية) الذي عقده الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة في العاصمة اللبنانية "بيروت"، لمناسبة مرور 33 عاما على انتفاضة الشعب الفلسطيني التي أُطلق عليها اسم (انتفاضة الحجارة).

وأضاف النخالة، أكثر من ذلك الانفلات العربي الخليجي تجاه العدو الذي حطم كل المعايير الأخلاقية والدينية والوطنية، ولم يراعِ الحد الأدنى من التاريخ المشترك، والحضارة الممتدة لأكثر من أربعة عشر قرنًا، كان فيها الزمان العربي والإسلامي يتقلب على مسار التاريخ بأشكال مختلفة، ولكن في النهاية كانت الأمة قادرة على استيعاب الهجمات التي تعرضت لها وإذابتها، وردت الهجمات الصليبية وهزمتها".

وأكد الأمين العام للجهاد أنه بعد هذه المسيرة الطويلة، أصبح واضحًا كم كانت الحسابات صغيرة، والتقديرات متواضعة جدًّا، عندما ذهب بعض الفلسطينيين لاتفاق ذليل، أسموه اتفاق "أوسلو"، ليكون مدخلاً لاتفاق آخر بعد ثلاثة عقود، عقده بعض العرب، سموه اتفاق "أبراهام"، ولنكتشف أكثر من أي وقت مضى، أن فلسطين لم تكن الهدف، وإنما كانت المركز والمنطلق ضد كل الوطن العربي والإسلامي، ومنطلقًا للعلو والإفساد الصهيوني.

وتابع: إن ما يجري اليوم، هو قفزة أخرى للمشروع الصهيوني في العمق العربي، متجاوزًا حدود "سايكس بيكو" التي وضعت لهذا أصلاً، ليجد الكيان الصهيوني نفسه كيانًا آخر، بجانب الكيانات الضعيفة والهزيلة، ولكنه كيان مختلف بكل الملامح والسمات، وبكل المقومات التي امتلكها، باعتباره أداة النظام الدولي القديم والجديد، في قهر الأمة والهيمنة عليها".

واستطرد بالقول: اليوم نرى تداعيات ما خططت له القوى العظمى بعد الحرب العالمية الأولى، وأكملت مشروعها بعد الحرب العالمية الثانية، بزرع الكيان الصهيوني في فلسطين، حيث أصبح اليوم حليفًا مقبولاً، بل مفتوحة له كل الحدود، بحرًا وبرًّا وجوًّا، في مواجهة الأمة وشعوبها المقهورة والمستنزفة، والمسيطر عليها بأجهزة الأمن، ولقمة العيش، وبوقاحة لا تخفى على أحد".

وقال: تحت مبررات واهية يشيع بعض النظام العربي - المتخم بأموال النفط، وامتيازات البورصات الدولية- فاحشة الالتصاق بالمشروع الصهيوني، بلا خجل وبكل وقاحة، فإن كان هناك ضعف في مكان ما، وهذا غير موجود أصلاً، ولا توجد له مبررات، فمن المفترض أن يستتر من أقدموا على رذيلة التعامل مع الكيان الصهيوني عن أعين الناس، ولكن أن تبلغ بهم الوقاحة إلى مستوى لم يبلغه أحد، فهذا يعجز عنه العقل والمنطق".

وأكمل: إن رحلة طيران من ضفاف الخليج العربي والإسلامي إلى ساحل المتوسط الذي شهد التحولات الكبرى، ورسم مسارًا عميقًا في التاريخ، وواجه كل الحملات الصليبية التي كانت تستهدف السيطرة على القدس وعلى فلسطين، لن تستطيع طمس الحقيقة وتغيير هوية الأمة".

وأكد أنهم بسلامهم المدنس يحجبون مفاعيل إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ويعتقدون أنهم بهذه الحملات الإعلامية، وإظهار تفاعل بعض الناس مع الصهاينة، سوف يخففون الضغط، ويشغلون الشعوب العربية والإسلامية عن تهويد القدس، وتهويد ما تبقى من فلسطين.

وقال الأمين العام: إنهم يشغلون الأمة بأخبار التطبيع مع الصحراء التي تحمل ناطحات سحاب زائفة، ومشاريع اقتصادية مشتركة، واستثمارات كانت وما زالت ملكًا للشركات وأصحاب رؤوس الأموال، وليست للشعوب التي تعمل ليل نهار، وتستنزف كرامتها من أجل تأمين لقمة عيش مغموسة بالذل والامتهان".

وأوضح أن مراجعة نقدية وجدية لاتفاق "أوسلو" الذي فتح الباب على مصراعيه للمترددين والخائفين بعد سنوات طويلة، يستحق من الشعب الفلسطيني وقواه الحية إعادة الحسابات، والبحث الجدي في مآلات التعايش مع العدو، كما يجرى الآن.

وشدد على أن الهروب إلى الأمام، كما فعلت السلطة بعد الحوارات الأخيرة ولقاء الأمناء العامين، والتحلل من الالتزامات الوطنية، لن يعيد لنا شيئًا، وإنما سيكرس وقائع جديدة على الأرض، وسيعطي بعض الأنظمة العربية شرعية لما قامت به من عمليات التطبيع، وخاصة أن رئيس السلطة في لحظة مراجعة، اعتبر تطبيع الإمارات والبحرين طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، متسائلا: فماذا جرى لتتحول طعنة الظهر إلى عناق وصمت على ما يجرى؟".

وأضاف: إن الذين يعتقدون أن تحالفهم مع الكيان الصهيوني في مواجهة شعوبهم، يحميهم إلى الأبد، واهمون" مشيرا إلى أن هذا المشروع الصهيوني قام على أساس السيطرة والهيمنة على المنطقة بكل الوسائل، بما فيها القتل والتدمير، وأن حصار غزة المستمر، وفرض الشروط المهينة والمذلة على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية من فلسطين، والاستيلاء على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، وتحويل القدس عاصمة لهذا الكيان، لجدير بأن يجعلنا جميعًا نتوقف ونعيد حساباتنا، ونستنهض شعوبنا العربية والإسلامية التي لم ولن تستسلم لهذا العدو.

وقال النخالة: إن العدو الصهيوني يحاول تجريدنا من كل ما نملك، وكما شاهدتم أخيرًا قتلهم العالم الإيراني المسلم، بهدف تجريد الأمة من العلم والمعرفة، لهو دليل إضافي على ما يبيت هذا الكيان وحلفاؤه للأمة. وهو محاولة يائسة للانتقام من إيران، لوقوفها إلى جانب قضايا المسلمين المحقة والعادلة في العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية".

وأكد أن القتلة والمجرمين سيستمرون في جرائمهم إن لم يجدوا من يتصدى لهم، وسينشرون الموت في كل مكان؛ من فلسطين إلى اليمن، إلى العراق وسوريا، إلى أفغانستان، بأسلحة أمريكية صهيونية، مشددا على أن هذه الدماء الطاهرة التي تنزف في كل مكان، من عالمنا الإسلامي والعربي، سوف تبقى ملهمة لنا وللأجيال القادمة، وستبقى إرادة الله تفعل فعلها، حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

وختم الأمين العام لحركة الجهاد بالقول: واجباتنا اليوم على أرض فلسطين، أرض الرباط المقدس، وفي كل مكان، أن نفعل كل ما نستطيع فعله، فليست عواطفنا ومحبتنا للقدس وفلسطين ستفعل فعلها فقط، ولكن تضحياتنا واستعدادنا المستمر للتضحية، هي الطريق الوحيد لوقف هذا العدوان علينا وعلى أمتنا، ونحن على يقين بوعد الله لنا بالنصر، ومستمرون معًا - إن شاء الله- نحو القدس ونحو فلسطين".

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

وفي السياق توجهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في الذكرى الثالثة والثلاثين للانتفاضة الشعبية الكانونية التي تفجرت في مثل هذا اليوم في الأرض المحتلة عام 1987، بالتحية لجماهير شعبنا الفلسطيني المقاوم ولشعوبنا العربية التي مثلت الظهير والداعم لهذه الانتفاضة، ولكل أحرار العالم الذين ناصروا قضية فلسطين العادلة، وساندوا كفاح شعبنا المشروع في سبيل حريته وعودته واستقلاله وكرامته وتقرير مصيره الوطني.

وأكدت إن الجبهة الشعبية وهي تُحيي وتحتفي بهذه الذكرى الثورية المجيدة، على أن انتفاضة الحجارة الملهمة؛ شكلت نموذجًا ومثالًا يحتذى في قدرة شعبنا الفلسطيني على اجتراح طرق المواجهة وإبداع أدوات ووسائل النضال وفق طبيعة كل مرحلة واستحقاقاتها، كما مثلت هذه الانتفاضة، رد الشعب الفلسطيني على محاولة العدو وحلفائه؛ من قوى الاستعمار ونظم الرجعية العربية؛ تصفية الثورة الفلسطينية، بدءًا بوجودها المباشر على حدود فلسطين التاريخية؛ في لبنان على وجه الخصوص، وصولًا إلى سياسات الملاحقة والتضييق والقمع والخنق المادية وغير المادية التي مورست ضد قوى الثورة في دول الطوق العربي وغيرها عمومًا.

كما أكدت بأن الهجمة الحالية؛ من قبل المنظومة الاستعمارية والإمبريالية، ورأس حربتها المشروع الصهيوني وذيولها من نظم الرجعية والخيانة العربية، لتصفية القضية الفلسطينية، ما هي إلا امتداد للموقف المعادي لحقوق الشعوب العربية كافة، ومنها الشعب الفلسطيني، والساعي للهيمنة على مقدراتها وثرواتها ومصائرها، والتي تحتاج لوحدة شعوبنا وأحزابها وقواها الوطنية والقومية لرد وإفشال هذه الهجمة؛ من خلال مواجهة ومقاومة شاملة؛ تُستثمر فيها كل الأدوات والوسائل الشعبية العنيفة منها والسلمية، وهنا يحضر ضرورة استلهام تجربة الانتفاضات والثورات المجيدة، وتذكير هذا العالم بتلك المآثر الخالدة التي سجلت في مواجهة المشروع الاستعماري الصهيوني؛ منذ شروعه في تمدده السرطاني على أرض فلسطين.

كما تؤكد الجبهة قناعتها العميقة بأن وحدة وتلاحم شعبنا وقواه الوطنية في انتفاضة الحجارة، وفي كل محطة نضالية خاضها ببسالة؛ شكلت ركيزة أساسية في مواجهة العدو، وعليه فإننا ندعو لضرورة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإعادة الاعتبار للمقاومة الشعبية، وكل أشكال النضال ووسائل الكفاح الوطني التي هي طريق تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل ترابه الوطني من البحر إلى النهر. 

وقالت الجبهة، من الضرورة أن نعيد التذكير؛ بأن الاستثمار المُتسرع للانتفاضة من قبل القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية في مشروع التسوية الأمريكي الصهيوني الذي تجسد في مسار مدريد - أوسلو الانهزامي التفريطي بكل ما تعنيه الكلمة؛ مثل أكبر عملية تقويض إجهاض لمسارها وشعارها الناظم آنذاك: الحرية والاستقلال، وعليه فإن  الجبهة تحذر من خطورة استمرار الرهان على ذات المشروع ومفاوضاته الكارثية الذي ألحق أفدح الضرر بوحدة ونضال شعبنا، وكرس الانقسام الأفقي والعمودي المستمر، رغم كل المخاطر والتحديات والمخططات التصفوية التي تواجه شعبنا وحقوقه.

وجددت الجبهة نداءها الوطني لرفض الدعوات الاستسلامية للعودة لمسار المفاوضات والتنسيق الأمني وقبول ما أنتجه التطبيع العربي، في سياق تنفيذ صفقة القرن وأهدافها التصفوية؛ فليس أمام شعبنا إلا مواصلة وتصعيد الكفاح والنضال الوطني، ضد هذا العدو ومشاريعه ومخططاته وكل ما يمثله.

وتابع البيان،، تتوجه الجبهة بتحية الإكبار والإجلال، للشهداء الذين قضوا على درب المجد لأجل حرية شعبهم، والأسرى والجرحى، وذويهم، فإنها تؤكد إيمانها بقدرة شعبنا على تعديل كفة التوازنات في معادلات القوة، وإلحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني، في إطار تلاحمه مع شعوب أمتنا العربية وكل أحرار العالم، وصولًا إلى تسجيل انتصار جديد لمعسكر الشعوب في مواجهة معسكر العدوان والهيمنة الإمبريالية.

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين 

من ناحيتها، أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بياناً قالت فيه: إن «الانتفاضة الوطنية الكبرى حملت في طياتها دلالات، وبعثت بالعديد من الرسائل إلى كل من يهمه الأمر، في التعبير عن حقيقة قضيتنا الوطنية، باعتبارها قضية تحرر وطني، وفي التعبير عن حقيقة شعبنا المناضل ومعدنه الصلب، شعباً يقدم التضحيات صوناً لأرضه وحقوقه وكرامته الوطنية».

وأضافت الجبهة: «لقد نجحت الانتفاضة الوطنية الكبرى في إجهاض المحاولات الإقليمية والدولية، لتهميش القضية الوطنية الفلسطينية، حين بدأت المؤتمرات الإقليمية تتجاهل القضية وحقوق شعبنا، ونجحت في إعادة المكانة الكبرى التي تستحقها هذه القضية على رأس جدول أعمال المجتمع الدولي، الذي وقف بكل مكوناته، إجلالاً وإكباراً أمام عظمة شعبنا وبطولاته ونضاله وثباته على أهدافه».

وقالت الجبهة: «كما نجحت الانتفاضة الوطنية الكبرى في تعرية دولة الاحتلال، وكشف عوراتها السياسية، وإعادة تقديمها على حقيقتها إلى المجتمع الدولي، دولة فاشية، عنصرية، تستعمر شعبنا، وتحتل أرضه، وتلجأ إلى أبشع أساليب البطش لتحقيق أهدافها الفاشية، بالاستناد إلى ادعاءات وأساطير خرافية، نجح شعبنا في إسقاطها وإعلاء حقه في أرضه وحقوقه الوطنية، وإعادة الاعتبار لقرارات الشرعية الدولية التي تصون حقوقه في العودة وتقرير المصير والاستقلال وتكفلها».

وقالت الجبهة: إن «الانتفاضة الوطنية الكبرى، شقت الطريق أمام إعلان الاستقلال في 15/11/1988، الترجمة العملية للبرنامج المرحلي (البرنامج الوطني)، والذي فتح الباب لاعتراف معظم دول العالم الحرّ والمتحرر من قيود الولايات المتحدة بالدولة الفلسطينية، ترجمته الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 19/67، عام 2012، الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود 4 حزيران (يونيو) 67، وحل قضية اللاجئين بموجب القرار 194، الذي يكفل لهم حق العودة إلى الديار والممتلكات التي هجروا منها منذ العام 1948».

وأضافت الجبهة: إننا ونحن نحيي هذه الذكرى الغنية والحافلة بالمعاني والتضحيات، ذكرى الانتفاضة الوطنية الكبرى، ندعو السلطة الفلسطينية، واللجنة التنفيذية، للعودة عن إحياء مسار أوسلو بشقيه الأمني والتفاوضي، والعودة إلى قرارات المجلس الوطني (2018)، والمركزي (2015 + 2018)، بما في ذلك تشكيل القيادة الوطنية الموحدة، من أجل إطلاق أوسع مقاومة بكل الأساليب، واستعادة الانتفاضة الشعبية الشاملة، على طريق التحول إلى عصيان وطني.

وأضافت الجبهة: أن «هذه الخطوة الإستراتيجية، خطوة العودة إلى المقاومة، تستدعي إنهاء العمل بالمرحلة الانتقالية من اتفاق أوسلو، والتحرر من قيوده، بما في ذلك سحب الاعتراف بدولة الاحتلال إلى أن تعترف بالدولة الفلسطينية على حدود 4 حزيران (يونيو) 67 وعاصمتها القدس، ووقف الاستيطان والضم، ووقف التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال، والانفكاك عن «بروتوكول باريس الاقتصادي»، والتحرر من قيود الغلاف الجمركي الموحد مع إسرائيل».

وختمت الجبهة بيانها، بتوجيه تحية الإجلال والإكبار إلى شهداء الانتفاضة الوطنية الكبرى، وكل شهداء شعبنا، فلسطينيين وعرباً وأمميين. وتوجيه تحية الإجلال والإكبار إلى جرحى الانتفاضة، وإلى كل أبطالها الذي سطروا ملحمة كبرى، شكلت إنعطافة استراتيجية في التاريخ النضالي لشعبنا 

حزب الشعب الفلسطيني

من جانبه، دعا حزب الشعب الفلسطيني في الذكرى الثالثة والثلاثين للانتفاضة الشعبية الكبرى لاستلهام دروس الكفاح الوطني الشعبي ضد الاحتلال الصهيوني والوحدة الميدانية ووضوح الرؤية السياسية التي جسدتها وكرستها الانتفاضة عام 1987، باعتبارها الضمانة الوحيدة في مواجهة الحرب العدوانية المفتوحة التي يشنها الاحتلال وحلفائه على شعبنا وحقوقه الوطنية. 

جاء ذلك في بيان صدر عن حزب الشعب، صباح اليوم الأربعاء، فيما يلي نصه:

تمر اليوم الأربعاء، الذكرى الثالثة والثلاثين لإنطلاقة الانتفاضة الشعبية الكبرى التي فجرها شعبنا الفلسطيني الباسل في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر عام 1987.

اليوم وبعد 33 عاماَ على انطلاقها، لا تزال دروس وبطولات هذا الانتفاضة التي سميت أيضاَ بـ"انتفاضة الحجارة" حاضرة في وجدان وضمير الشعب الفلسطيني وكل أنصار التحرر والحرية، كفعل كفاحي، ملهم، ومحطة مهمة في تاريخ نضاله المشرق ضد الاحتلال الصهيوني وكل أشكال الاستعمار والنهب والاستيطان.

إن هذه الذكرى تأتي في ظل تزايد حجم المخاطر التي تستهدف شعبنا الفلسطيني ووجوده على أرضه، الساعية لتصفية قضيته الوطنية عبر عديد المؤامرات، وفي مقدمتها ما يسمى بـ"صفقة القرن" بدعم من القوى اليمينية والأنظمة الرجعية في المنطقة. 

إن حزب الشعب الفلسطيني وهو يحيي مع شعبنا الذكرى الـ33 للانتفاضة الشعبية الكبرى، ويدعو القيادة الرسمية الفلسطينية وكل قوى وفصائل ومكونات شعبنا الباسل، إلى إستلهام دروس الكفاح الوطني الشعبي ضد الاحتلال الصهيوني والوحدة الميدانية ووضوح الرؤية السياسية التي جسدتها وكرستها الانتفاضة، بإعتبارها الضمانة الوحيدة في مواجهة الحرب المفتوحة التي يشنها الاحتلال وحلفائه على شعبنا وحقوقه الوطنية، يدعو مجدداَ على الآتي:

أولاَ: تعزيز وحدة شعبنا واستنهاض طاقاته الكفاحية في مختلف أماكن تواجده، واستعادة مكانة ودور منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها ممثله الشرعي والوحيد وقائدة نضاله لتحقيق أهدافه في التحرر الوطني والاستقلال والعودة، وهو الأمر الذي يتطلب سرعة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وتعزيز صمود شعبنا عبر سياسات اقتصادية واجتماعية تحقق ذلك بصورة جوهرية، وكذلك تكريس الحريات والممارسات الديمقراطية، وهي القضايا التي تقتضي أولا وأخيراَ توسيع نضال شعبنا ومقاومته ضد الاحتلال من خلال دعم وتصعيد المقاومة الشعبية بكل اشكالها، بما في ذلك حملة الـBDS، كي تتحول هذه المقاومة إلى انتفاضة شعبية شاملة ضد الاحتلال ومستعمريه، وهو الأمر الذي يتطلب الاستعجال في تشكيل جبهة موحدة للمقاومة الشعبية تعمل وفق استراتيجية واحدة لمواجهة المخاطر المحدقة بقضيتنا. هذا إضافة الى المقاومة القانونية والدبلوماسية.

ثانياَ: قطع الطريق على أية ضغوط خارجية ترمي لإعادة الامور إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل قرارات المجلسين الوطني والمركزي والقيادة الفلسطينية في أيار/مايو من العام الجاري وما تلاها من قرارات اجماع وطني. ومقاومة هذه الضغوط مهما كانت، ورفض أية أوهام سياسية تتعلق في الدور الأمريكي ونهج  المفاوضات السابق.  

ثالثاَ: اتخاذ كل الخطوات العملية لسرعة تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي في دوراتهما الأخيرة، وعدم التراجع عنها تحت أية ذريعة كانت، وفي مقدمة ذلك: التحلل من كل الاتفاقيات مع دولة الاحتلال وما ترتبت عليها من التزامات، والمقاطعة والمقاومة الشعبية، وعمل كل الإجراءات التي من شأنها تحويل هذه القرارات لإرادة شعبية كفاحية. 

رابعاَ: سرعة اعتماد استراتيجية وطنية متكاملة لمواجهة كافة المخاطر والتحديات الماثلة أمام شعبنا، وفي مقدمة ذلك مواجهة وإفشال مؤامرة "صفقة القرن" وكل ما يماثلها أو يترتب عليها، وحماية مكتسباته ومواصلة وتعزيز النضال من أجل حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف وفقاَ للشرعية الدولية، وهي الحقوق التي تتلخص في الآتي:
أ‌. ممارسة حق تقرير المصير والعودة للاجئين الفلسطينيين وفق القرار الأممي رقم 194.
ب‌. إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.
ت‌. ضمان الحقوق المدنية والقومية في المساواة الكاملة لأبناء شعبنا في الداخل، بوصفهم جزء أصيل من الشعب الفلسطيني.

كما يجدد الحزب دعوته لمنظمة التحرير الفلسطينية لاستنهاض دورها في كافة المحافل المحلية والعربية والدولية، واستحضار الدروس واستخلاص العبر من تجربة شعبنا الكفاحية في انتفاضة 1987، والاعتماد على الشعب في مواجهة العدوان ومخططات التصفية.

إن حزب الشعب وهو يتوجه بالتحية لشهداء وجرحى وأسرى شعبنا الباسل، يعاهده على الوفاء لتضحياته، ويؤكد على مواصلة النضال دفاعاَ عن كرامته وكامل حقوقه الانسانية والوطنية، وفي المقدمة منها حقه بالعودة والحرية والاستقلال.

حزب فدا

بدوره، جدد الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" في بيان لمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لانتفاضة الحجارة العهد للقافلة الطويلة من الشهيدات والشهداء الذين ارتقوا على مر سنين تلك الانتفاضة المباركة، بأن يبقى وفيا لدمائهم الزكية وللتضحيات الجسام التي قدموها مع باقي فئات شعبنا في تلك المرحلة المفصلية من عمر قضيتنا الوطنية. 

وشدد "فدا " على أن تلك الدماء والتضحيات لن تذهب سدى، بل ستبقى نبراسا يهتدي به في مسيرة التحرر الوطني التي يخوضها مع باقي القوى والفصائل الوطنية والاسلامية من أجل تحقيق الحرية والاستقلال الناجز والعودة.

واستذكر حزب فدا بالمناسبة، التي تصادف اليوم الأربعاء، كل المعاني النبيلة، الوطنية والحضارية، والتي كرستها مختلف أشكال المقاومة الشعبية، ومعها جميع أنواع التضامن والتكافل والعمل التطوعي، والتي مارسها شعبنا في انتفاضة الحجارة، وكيف استطاع، وبفضل ذلك، وضع القضية الفلسطينية، وبقوة، على الخارطة الدولية، حتى أن هذا الفعل، النضالي والمدني والسلمي، نجح في إدخال مصطلح أو مفردة "انتفاضة" إلى موسوعة المصطلحات العالمية، وأصبح لفظ "انتفاضة" متداولا في كل وسائل الاعلام العربية والاقليمية والدولية، باعتباره منتجا فلسطينيا خالصا، وهو أمر أحرج الاحتلال كثيرا، ودحض كل أنواع الدعاية المفبركة التي تبثها ماكينة إعلامه، كما ساهم ذلك في استقطاب أكبر عدد من المناصرين لقضيتنا والمتضامنين مع شعبنا لم يشهد له مثيل في عمر القضية الفلسطينية المعاصر.

وقال فدا: ما أحوجنا اليوم لاستعادة كل أشكال تلك البرامج، ومعها جميع تلك الممارسات، خاصة وأن هذه البرامج والممارسات نفسها لا تزال تصلح من أجل إعطاء دفع للمقاومة الشعبية التي أجمعت عليها كل فصائل العمل الوطني والاسلامي باعتبارها الوسيلة النضالية الأفضل راهنا من أجل التصدي لصفقة القرن ومخططات الضم ومعهما جميع أشكال العدوان الذي صعد الاحتلال من وتيرته على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وتاريخنا، ضمن مسعى لتكريس احتلاله للأرض الفلسطينية، ضاربا عرض الحائط بكل الأعراف والمواثيق والاتفاقات الدولية.

وأضاف فدا: إن أكثر ما نحتاجه اليوم ونحن نعيش أجواء الذكرى الثالثة والثلاثين لانتفاضة الحجارة، هو تلك اللحمة الوطنية التي تجسدت بين أبناء شعبنا وفصائله على مر سني الانتفاضة، ولا سبيل لذلك إلا بانهاء الانقسام الذي وقع عام 2007 وألحق أفدح الأضرار بالنسيج المجتمعي الفلسطيني، من جهة، وبالنظام السياسي الفلسطيني، من جهة ثانية، وبصورة ووضعية القضية الفلسطينية على الساحة الدولية، من جهة ثالثة.

وختم فدا بيانه بالتأكيد على أن كل الشواهد على الأرض، من استيطان وتوسيع للمستوطنات ومصادرة للأراضي وعمليات اعتقال يومية وجرائم إعدام ميدانية، تدلل بما لا يدع مجالا للشك أن كيان الاحتلال الاسرائيلي، بكل أذرعه وأطيافه السياسية، ليس في وارده السلام على الاطلاق، وأنه لا سبيل للجم هذه السياسة الاحتلالية المنفلتة من كل عقال إلا بتسعير أوج المقاومة الشعبية، وأن المدخل الوحيد لتحصين هذه المقاومة وتقويتها هو تأمين التفاف الجماهير الفلسطينية حولها بانتهاج نفس طرائق النضال التي انتهجها شعبنا في انتفاضة الحجارة، خاصة استعادة روح العمل التطوعي وكل أشكال التضامن والتكافل الأخرى، والانحياز لكل قيم الخير والتقدم، من تسامح ومساواة وعدالة اجتماعية، واحترام الحريات العامة والخاصة سيما حرية المرأة ودورها، ومواكبة ذلك بسياسة فلسطينية عامة تضمن التكافؤ في الفرص، وتقوم على مبدأ المشاركة في صنع القرار، وتنتهج برنامج اقتصادي تعاوني يقوم على تعزيز صمود المواطنين والقطع مع التبعية لاقتصاد الاحتلال ويرفض التنسيق مع أجهزته الفاشية.

الجبهة العربية الفلسطينية

من جانبها،  قالت الجبهة العربية الفلسطينية، تطل علينا الذكرى الثالثة والثلاثون لانطلاقة الانتفاضة الشعبية المباركة لتعيد إلى أذهاننا  صورة الصمود الأسطوري لشعبنا الذي خرج بكل فئاته شيباً وشباناً، نساءً ورجالاً، صبية وأطفالاً بصدورهم العارية عزلاً إلا من إيمانهم بحقهم وعدالة قضيتهم، وبحجارتهم التي أضحت رمزاً لنضال شعبنا في تلك المرحلة التاريخية من مسيرة نضاله ليواجهوا طاغوت العصر بكل أسلحته وقدرته الفائقة على الإبادة والفتك، واستطاع شعبنا أن يجعل من انتفاضته وعزيمته التي لا تلين حدث العالم الأبرز وادخلها كما هي (انتفاضة) في كل لغات العالم .

وأضافت الجبهة، وها هو شعبنا لا زال على عهده يواصل نضاله وتمسكه الحازم بحقوقه الوطنية في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف ليؤكد يوماً بعد يوم وشهيد تلو الشهيد فشل وعجز الاحتلال بكل آلاته الحربية على كسر إرادة هذا الشعب ودفعه للتنازل عن حقوقه الثابتة بل على العكس استطاع شعبنا على الدوام تحويل مآسيه وآلامه إلى عوامل لتعزيز صموده وإصراره على ممارسة حقه المشروع في مقاومة الاحتلال، ليؤكد للعالم اجمع أن كافة الخيارات مفتوحة أمام شعبنا وانه لا زال يمتلك من المخزون النضالي ما يمكنه من استعادة كامل حقوقه الوطنية.

وتابع البيان، تأتي هذه الذكرى هذا العام ولا زال الاحتلال الإسرائيلي يكشف ان العقلية الحاكمة في دولة الاحتلال هي ذات العقلية التي احتلت فلسطين، عبر العصابات الصهيونية المسلحة التي تحولت اليوم الى جيش نظامي يمتلك اقوى ترسانة عسكرية في المنطقة ولكن بذات العقيدة العسكرية القائمة على نهب الارض وقتل الفلسطينيين، مواصلا عدوانه الممنهج ضد كل ما هو فلسطيني من حجر وشجر وبشر، في مسلسل متواصل لانتهاك الحقوق الفلسطينية، وهو يكشف بذلك انه احتلال غبي لا يتعلم من الدروس ولا التجارب، فلم يدرك بعد أن سياسة القتل والإرهاب لا يمكن أن تدفع شعبنا إلى الرضوخ ولن تفلح بكسر إرادته.

وأكمل، بل ها هو اليوم يقف بعنجهية لا مثيل لها أمام العالم الذي أذهله صمود الشعب الفلسطيني وقدرته على مواجهة التحديات ليدرك تماماً ان هذا الشعب صاحب حقوق وأن الطريق إلى الأمن والاستقرار في المنطقة يبدأ بتمكين شعبنا من ممارسة حقوقه المشروعة التي لازالت دولة الاحتلال تتنكر لها، وليست جاهزة للإقرار بها مراهنة على آلاتها العسكرية وبشاعة جرائمها والدعم الامريكي اللامحدود الذي تجلى بوضوح خلال ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب واجراءاته ضد الشعب الفلسطيني وقيادته، ممثلة بما يعرف بصفقة القرن وسعيه إلى فرض أمر واقع في القدس والتصدي لحقوق شعبنا في كافة المحافل الدولية والتنكر لكافة القرارات الدولية ذات الصلة ومواصلة الضغط المتواصل لتركيع شعبنا ودفعه للقبول بأنصاف الحلول وأرباعها، في تعد سافر على حقوق وارادة الشعوب.

وأكد اللبان، إن ما حققه شعبنا خلال مسيرة نضاله من انجازات هامة على طريق تحقيق أهدافنا الوطنية مقدماً خلالها أعظم التضحيات يحتاج منا مزيداً من الثبات والصمود ومزيداً من الفعل النضالي الأمر الذي يحتاج إلى تصليب الجبهة الداخلية الفلسطينية ومعالجة كافة الإشكاليات التي عصفت بها خلال المرحلة الماضية وخصوصاً أننا أمام مرحلة تاريخية هامة لن نتمكن من مواجهة تحدياتها إلا بتعزيز وحدتنا الوطنية، وإعادة نضالنا الوطني إلى مساره الطبيعي في مواجهة الاحتلال، الأمر الذي يتطلب انجاز المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام وإزالة كل آثاره وبدء مرحلة جديدة من علاقاتنا الوطنية، تقوم على أساس الشراكة السياسية الحقيقية ومبدأ تكامل الأدوار نحتكم فيها للمصلحة الوطنية العليا والحرص على تحقيق أفضل النتائج لشعبنا، وكذلك تفعيل المقاومة الشعبية للاحتلال ضمن خطة وطنية يشارك فيها كافة قطاعات شعبنا.

وختمت الجبهة العربية الفلسطينية بيانها، إننا وبهذه المناسبة المباركة نتوجه بالتحية والتقدير لأرواح شهدائنا الأبرار مجددين لهم العهد والقسم على المضي على ذات الدرب الذي قضوا من اجله حتى تحقيق الأهداف الوطنية، كما نتوجه بالتحية إلى أسيراتنا وأسرانا البواسل القابعين خلف قضبان القهر في سجون الاحتلال مؤكدين لهم انه لن يهدأ لنا بال حتى ينعموا بالحرية، وإلى جرحانا البواسل كل التمنيات بالشفاء العاجل ليواصلوا دورهم في النضال.