في الذكرى 33 لانتفاضة الحجارة .. كراز يروي بعض احداثها

بي دي ان |

09 ديسمبر 2020 الساعة 05:56ص

"أنت بدبابتك وانا بحجري" هكذا غرد الفلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي في الذكرى 33 لانتفاضة الحجر، وهي من أهم المراحل التي شهدتها القضية الفلسطينية، التي اندلعت شراراتها الأولى في التاسع من ديسمبر/ كانون الأول 1987، حين دهست شاحنة إسرائيلية سيارة يركبها عمال فلسطينيون على حاجز بيت حانون "إيرز" شمال القطاع قبل يوم واحد، أدى إلى استشهاد أربعة اشخاص وجرح اخرين.

الانتفاضة الأولى أو كما يطلق عليها بانتفاضة الحجر، حيث سمّيت بهذا الاسم لأن الحجارة كانت أداة الهجوم والدفاع التي استخدمها الفلسطينيين ضد عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما عُرف الصغار من رماة الحجارة بأطفال الحجارة.

والانتفاضة شكل من أشكال الاحتجاج العفوي الشعبي الفلسطيني على الوضع العام المزري بالمخيمات وعلى انتشار البطالة وإهانة الشعور القومي والقمع اليومي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

ويسرد في هذا الحوار بكر كراز أحد مشاركي في انتفاضة الحجر، حيث يقول "إن الشوارع الفلسطينية كان تثور من جميع افراد الشعب، سواء كان طفلا ام عجوزا كل منهم يقاوم على طريقته، ليشارك مع أبناء شعبه ضد مدفعيات ورصاص الاحتلال".

وأضاف كراز: "بدأت المواجهات الدامية بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في مخيم جباليا للاجئين، شمال قطاع غزة، ومن ثم امتدت لمختلف مناطق قطاع غزة، والضفة الغربية، واستمرت الانتفاضة 6 سنوات".

وتابع: "القشة التي قسمت ظهر البعير في حياة عائلته، اعتقال أحد اشقائه واستشهاد اخر في السنة الثالثة من الانتفاضة، حيث كان مسؤول عن منظمة الوحدة الضاربة، التي تعد شكلا من اشكال المقاومة الشعبية".

ويستكمل قائلًا "إن أصعب ما عايشه في حياته، هي فترة استشهاد شقيقه حيث كانت جنود الاحتلال تترصد لهم على أي حركة يقومون بها على صعيد عائلته وقاموا بجمع افراد العائلة بغرفة واحدة والتسكير عليهم، مما أدى إلى زيادة الغضب والإصرار لديه على الانتقام منهم حتى لو بعد حين". 

وبين كراز: "أن إسرائيل تبنت سياسية تكسير العظام، حيث عمد الجنود الاحتلال، تنفيذا لقرار وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، اسحاق رابين، إلى ضرب راشقي الحجارة، بالعصي، بهدف كسر أطرافهم واعاقة حركاتهم، حتى لا يتمكنوا من مواجهتهم".

وقال: "واجهنا الاحتلال بالحجارة والمولوتوف وهي عبارة عن زجاجة يوضع فيها مادة قابلة للاشتعال نلقيها على جنود الاحتلال، واستخدمنا السلاح الأبيض أيضا للتصدي ومواجه الاحتلال". 

وعن كيفية الاختباء من الاعتقال أردف: "عندما تشتد وتيرة الأوضاع صعوبة، وينتشر جنود الاحتلال لإلقاء القبض علينا بزعمهم إننا مخربون وارهابين، نقوم بالتخفي بارتداء الملابس النسائية ووضع النقاب، والاختباء في بيوت المواطنين المدنيين".

ويذكر أن الانتفاضة الأولى هدأت عام 1991، وتوقفت بعد توقيع اتفاقية "أوسلو" بين إسرائيل ومنظمة التحرير عام 1993، في حين لا يزال الشعب الفلسطيني يقاوم الاحتلال الإسرائيلي بكافة الاشكال المتاحة.

وتنص اتفاقية أوسلو على "اعتراف منظمة التحرير بدولة إسرائيل واعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير كالممثل للشعب الفلسطيني وكشريك في المفاوضات، والادارة الذاتية للسلطة الفلسطينية لأجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة".