اهداف زيارة بايدن

بي دي ان |

05 مايو 2022 الساعة 02:19ص

جو بايدن، الرئيس الأميركي قرر بعد ستة عشر شهرا من توليه الحكم زيارة إسرائيل أولا وبعض دول المنطقة منها أراضي دولة فلسطين المحتلة. وطرحت فكرة الزيارة الرئاسية الكثير من الأسئلة على المراقبين، منها: ماذا يريد ساكن البيت الأبيض من الزيارة؟ ما هي رسالته التي يحملها لإسرائيل وفلسطين والأردن والعرب؟ هل لديه الإرادة لصناعة السلام وفق قرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار الدولي 2334، أم انه قادم لدعم حكومة بينت / لبيد المترنحة، وتعميق منهج إدارة ازمة قضية العصر؟ ام قادم لتكريس ما يسمى "السلام الابراهيمي"، وتوسيع دائرة لقاء النقب بين الإسرائيليين وأنظمة الحكم العربية، وبالتالي الهدف تثبيت ركائز صفقة القرن باليات هادئة؟ وهل لمجيئه للمنطقة علاقة باجراء مصالحات وتسويات مع بعض الدول العربية، وتجسير العلاقة مع كل من السعودية والامارات؟ وما علاقة الزيارة بالحرب في أوكرانيا؟ هل يريد تمويلا عربيا لصفقات السلاح من دول حلف الناتو لاوكرانيا؟ ام انه يريد من الدول العربية المترددة او المحايدة، والرافضة تبني خيار اميركا في الحرب لجهة تغيير مواقفها، وتبني الموقف الأميركي؟ ام انه يريد فرض المقاطعة العربية الرسمية على كل من الصين وروسيا وعلى مختلف الصعد والمستويات؟ ام انه يريد من عرب الغاز نقل الغاز لاوروبا عبر الناقلات البحرية الضخمة لحين مد الخطوط الواصلة بينها وبين أوروبا؟ وفي السياق هل يريد استخدام العصا والجزرة مع العرب بشأن العلاقة مع العملة الروسية، الروبل؟  
هناك أسئلة كثيرة مرتبطة بزيارة الرئيس بايدن، ويمكن ان تتشعب لتتقاطع مع كل القضايا المثارة راهنا على المشهد الدولي، والتي جميعها بمدى قربها او بعدها المباشر مع ملف الحرب في أوكرانيا تصب أخيرا في المصالح الحيوية الأميركية، ومطلوب من اهل النظام العربي الرسمي الانصياع للتوجهات والقرارات والسياسات الأميركية.
وفي حال حصرت التوقعات على المستوى الفلسطيني، فان قيادة منظمة التحرير وحكومتها في أراضي دولة فلسطين المحتلة بقدر ما ترحب بزيارة الرئيس بايدن، وتعتبرها فرصة لتبادل الرأي والمشورة المباشرة مع سيد البيض الأبيض، بقدر ما ان النخب السياسية الفلسطينية لا تعول كثيرا على ان تحمل الزيارة اكثر من ترجمة بعض الوعود، مثل فتح القنصلية الأميركية في القدس، مع التأكيد كما اعلن بلينكن، وزير الخارجية، ان فتح القنصلية لا يلغي اعتراف واشنطن بان "القدس عاصمة إسرائيل الاستعمارية"، وقد أيضا يمهد لفتح ممثلية منظمة التحرير في العاصمة الأميركية، مع تقديم بعض الدعم الأميركي، واطلاق مواقف سياسية دون رصيد بشأن العملية السياسية لذر الرماد في العيون الفلسطينية. ومقابل ذلك مطلوب من القيادة الفلسطينية الانحياز للموقف الأميركي الكامل بشأن الحرب في أوكرانيا، ومغادرة موقف الحياد السياسي من الحرب، وأيضا يمكن دعوة القيادة الفلسطينية للمشاركة في المؤتمر الإسرائيلي العربي الرسمي المنوي عقده، بحيث تكون جزءا لا يتجزأ من المنظومة العربية الرسمية للتغطية على حالة الانحدار العربية.
وهذا ما لا يمكن للقيادة الفلسطينية ان تقبل به، او تتساوق معه مهما كان حجم وثقل أسلحة الضغط الأميركية عليها. كما لا أتوقع ان تغادر اللجنة التنفيذية للمنظمة موقع الحياد في الحرب. لان ذلك يتنافى مع سياسة الحياد الاستراتيجية التي تنتهجها المرجعيات الوطنية، واعتقد ان القيادة عموما وشخص الرئيس محمود عباس سيكون صريحا جدا مع الرئيس بايدن، كما كانت لغته امام الوفد الأميركي الأخير، الذي زار الأراضي الفلسطينية في اعقاب التصعيد الإسرائيلي في القدس العاصمة الأبدية لفلسطين وخاصة في رحاب المسجد الأقصى، وفرض التغيير المكاني والزماني، وسيحمل الإدارة المسؤولية الكاملة عما آلت اليه الأمور في الأراضي الفلسطينية، والمطالبة بانتهاج سياسة اكثر وضوحا وصرامة مع حكومة بينت، التي تهدف الزيارة لحمايتها من التفكك والانهيار، هذا ان بقيت الحكومة قائمة حتى موعد الزيارة. لا سيما وان التطورات تجري بسرعة داخل إسرائيل، وعلى جبهة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي نحو افاق لا تحمد عقباها.
النتيجة في حال لم تتعثر الزيارة، وحل الضيف الأميركي في الأراضي الفلسطينية، لا اعتقد ان سيد البيت الأبيض يحمل تحولا في مسار السياسة الأميركية المتبعة منذ تم التوقيع على اتفاقيات اوسلوا في أيلول / سبتمبر 1993، وبالتالي لا يجوز المغالاة في الرهان عليها اكثر مما تعرفه النخب السياسية الفلسطينية، لان جوهر وعنوان الرسالة الأميركية هو دعم بينت وحكومته وسياستها، وتطويع المنظومة العربية الرسمية للتساوق معها بذريعة مواجهة الملف النووي الإيراني.
[email protected]
[email protected]