بينت يقلب الحقائق

بي دي ان |

23 ابريل 2022 الساعة 01:03ص

مجددا اعود لتسليط الضوء على مواقف نفتالي بينت، رئيس الحكومة الإسرائيلية من الانتهاكات الخطيرة التي تنفذها العصابات الصهيونية والجيش في القدس العاصمة عموما والمسجد الأقصى خصوصا، التي حاول زعيم حزب "يمينا" ان يقلب الحقائق في لقائه مع شبكة "سي. إن. إن" الأميركية يوم الأربعاء الماضي الموافق 20 ابريل الحالي، حيث مارس البلطجة على المذيعة الأميركية، مريستيان أمانيور، واتهمها بالكذب عندما سألته عن تصريح قائد المنطقة الوسطى، اللواء يهودا فوكس، الذي قال بانه "يشعر بالقلق من عنف المستوطنين"، وأضافت المحاورة " اذا قال هو ذلك، فما هو ردك على ذلك؟" فأجاب بغضب وانفعال "ما تقولينه هو شيء كاذب بشكل صارخ". فسألته أمانيور "لماذا تقول ذلك؟ فرد عليها سيد الكذب والتلفيق الصهيوني "ساخبرك لماذا. لانها كذبة الغالبية العظمى." وعندما ردت عليه بغضب، رد على اتهامها بالكذب، وتابع تزوير الحقائق " هذه مجموعة صغيرة، وانا اعارض التناظر الذي تحاولين خلقه"، وادعى ان الخمسماية الف مستعمر في الضفة الفلسطينية "ملتزمون ب"القانون في يهودا والسامرة" (الضفة الفلسطينية) وهناك عدة مئات وربما اقل ممن يستخدمون العنف من وقت لاخر" وابحر بعيدا في قلب الوقائع حينما ادعى زورا وبهتانا " بان الفلسطينيين هم الذين يمارسون "القتل" ويحملون "متفجرات" في المسجد الأقصى، و"يدنسون مسجدهم" فقد تحصن فيه 300 فلسطيني في الحرم القدسي، ويمنعون 80 الف مسلم من الصلاة." هل رأيتم فاجرا وكاذبا وملفقا للحقائق اكثر من بينت الصهيوني المجرم. فردت عليه امانيور بالقول، ان "الذين يُقتلون في القدس هم الفلسطينيين، وليس الإسرائيليون" فقال " نحن نطالب بمكان يعود إلينا" ويقصد المسجد الأقصى، باعتباره "الهيكل الثالث. الذي لا اثر له، ولم ينتج عن كل عمليات التنقيب والبحث لعلماء الاثار أي اثر لما يسمى الهيكل.
باختصار مارس زعيم الحركة الصهيونية الدينية، صاحب المقاعد الستة في الكنيست تهريجا وتهويشا وكذبا مفضوحا، لان العالم كله شاهد بام عينه الاعداد الكبيرة بالمئات والاف من قطعان المستعمرين، وهم يقتحمون المسجد الأقصى بحماية الجيش والشرطة وحرس الحدود الاسرائيلي، كما رأى العالم أجهزة الامن الإسرائيلية وهي تمارس البطش والتنكيل بالمرابطات والمرابطين والمصلين عموما، واعتقال المئات منهم، واصابة مئات الجرحى دون ذنب يذكر، سوى اداءهم فرائض عبادتهم. كما ان الوجود الاستعماري من اصله في أراضي دولة فلسطين المحتلة عام 1967 غير شرعي ومرفوض، ويعتبر اعلى اشكال الإرهاب، لانه مرفوض امميا، وادانته القرارات والقوانين الدولية. اضف إلى ان مجموع عصابات القطعان المستعمرين في القدس العاصمة وعموم محافظات الضفة يمارسون ابشع اشكال الجرائم والانتهاكات على مصالح المواطنين الفلسطينيين واراضيهم، ويقومون بنهب الأراضي وتهويدها ومصادرتها وإقامة البؤر الاستيطانية الاستعمارية بدعم واسناد الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وتمويلها وتشريعها وكهربتها وتأمين الخدمات اللوجستية من طرق الى بنية تحتية لتأمين حركتهم من والى تلك البؤر، وتضع قوات الجيش لحمايتهم.
فضلا عن ان المقابلة، كشفت زيف ادعاءات بينت، عندما اعترف بانهم الصهاينة اليهود، مغتصبوا الديانة اليهودية يعتبرون المسجد الأقصى لهم، او مكان ما يسمى "الهيكل الثالث"، الذي لا اثر له مطلقا، وبالتالي الاقتحامات، وفرض التقسيم الزماني والمكاني لم يكن مجرد اعتداءات يومية لمجرد التنغيص على المواطنين الفلسطينيين، وانما اعتداءات ذات اهداف واضحة وجلية تتمثل في فرض السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى كمقدمة لتدميره لاحقا لاقامة الهيكل الثالث.
وأيضا اماطت المقابلة اللثام عن تزوير الحقائق، حينما ادعى زورا وبهتانا عن ان أبناء الشعب، هم من يهدد المصلين؟! ارأيتم فاجرا ومزورا اكثر وقاحة ودونية من رئيس الحكومة المارق بينت؟ أبناء الشعب الفلسطيني هم حماة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وكل الحوض المقدس، وهم أصحاب الأرض والتاريخ والهوية الوطنية، وهم الذين يدافعون عن الأماكن المقدسة جميعا دون تمييز، وعن عاصمتهم الابدية. لانها تخص أبناء الشعب من الديانتين الإسلامية والمسيحية.
ما ذكره رئيس الائتلاف الايل للسقوط، يؤكد إصرار الحكومة على المضي في ارتكاب الانتهاكات وجرائم الحرب ضد الفلسطينيين، لانها لم يتد صوتا دوليا واضحا وصريحا وحازما يطالبها بالتوقف فورا عن تجاوز القانون الدولي، وكونه حصل على ضمانات أميركية واضحة بعدم التعرض لسياساته وجرائمه في المنابر الدولية، ولهذا يفترض في نفسه انه فوق القانون الدولي، ولديه الاستعداد لارتكاب ابشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، طالما الغرب الرأسمالي وعلى راسه الولايات المتحدة تكيل بمكيالين، وبمعايير مزدوجة، وتقدم الدعم تلو الدعم لخيارات دولته المعادية للسلام، والتي قامت على انقاض السلام. وهو ما يتطلب من قيادة منظمة التحرير اتخاذ ما يلزم لوقف لعبة توزيع الأدوار بين غانتس من جهة وبينت ولبيد من جهة أخرى. وإعادة ترتيب أوراق البيت الفلسطيني، وتعزيز المقاومة الشعبية لفرض مكانة القضية الفلسطينية على العالم، وعدم انتظار أي جديد من الإدارة الأميركية ومن يدور في فلكها.
[email protected]
[email protected]