الحرية للأسرى في يومهم

بي دي ان |

18 ابريل 2022 الساعة 12:38ص

حل امس يوم الأسير الفلسطيني الذي توافق مع احد الشعانين عشية عيد القيامة الكبير لابناء الشعب من اتباع الديانة المسيحية، والذي احييته الجماهير الفلسطينية في مختلف المحافظات والمدن والتجمعات كما يليق بالحركة الاسيرة، ودفاعا عن حق الاسرى الابطال من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب بنيل الحرية الكاملة والافراج عنهم ليروا النور، ويتعامدوا مع شمس الحرية، وفضاء السلام، وزوال العنف والفوضى والإرهاب والعنصرية الإسرائيلية، ودعما لمكانتهم الأساسية في ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وللضغط على العالم ومنابره الأممية ذات الصلة بحقوق الانسان واسرى الحروب وخاصة معاهدات جنيف الأربعة للارتقاء لمستوى المسؤولية تجاه اسرى الحرب الفلسطينيين، الذي تتعمد حكومات إسرائيل المتعاقبة ومؤسساتها الأمنية والحقوقية الاستعمارية بالاساءة لهم ولدورهم وموقعهم الكفاحي بعكس مكانتهم كمناضلي حرية واستقلال، ورموز لكفاح الشعب العربي الفلسطيني.
ولابطال فلسطين خلف القضبان الإسرائيلية قصص تحاكي اعظم قصص التاريخ البطولية، فهناك الان اكثر من 552 اسيرا بطلا محكوما بالمؤبد، واكثر من 52 اسيرا عظيما امضوا اكثر من 30 عاما، وتجاوزا المناضل الاممي نيلسون مانديلا، ويقف على رأسهم البطلين نائل البرغوثي الذي تخطى حاجز الأربعين عاما، وكريم يونس عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، هؤلاء الرواد الشامخون بصمودهم وعطاءهم وفولاذية صبرهم، الذين ينثرون الضوء والشمس والدفء في عروق الاسرى جميعا بتحديهم سلطات السجون المجرمة ومن خلفها كل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة المؤصلة والموجهة لعمليات القهر والتجديف عكس القانون الدولي، وفرض أنظمة جائرة ومتجبرة ولا إنسانية ضد اسرى الحرية، الذين مازال يبقع منهم داخل اسوار وزنازين إسرائيل ال23 حوالي 4450 اسيرا، بينهم 160 طفلا، و32 امرأة من الماجدات الفلسطينيات، وبينهم الاسيرة اسراء الجعابيص، التي احترق اكثر من 60% من جسدها بسبب احتراق سيارتها في الحادي عشر من أكتوبر 2015، وللأسف لم تقدم لها سلطات السجون العلاج المناسب، ولم تؤمن لها اية عمليات تجميل لاعادة الاعتبار لاعضاء جسدها المحترقة، والتي امتزجت ببعضها البعض نتيجة اشتعال النيران بها، ومع ذلك اتهمتها أجهزة الامن الإسرائيلية بمحاولة ارتكاب عملية فدائية، مع انها كانت تنقل اغراض من بيتها القديم لبيتها الجديد، واشتعلت سيارتها على بعد 1500 متر عن الحاجز الإسرائيلي، ليس هذا فحسب بل انها ناشدت جنود ورجال شرطة الحاجز الإسرائيلي لمساعدتها، غير انهم تركوها تحترق مع سيارتها، وتم الحكم عليها بأحد عشر عاما زروا وبهتانا كالعديد من الاسرى الفلسطينيين.
كما ان بين جنرالات الاسر 600 مريض، منهم 200 حالة مرضية مزمنة، مصابين بالامراض السرطانية الخبيثة، وبينهم الشيخ الجليل فؤاد الشوبكي، الذي بلغ من العمر 83 عاما، ومع ذلك لا تقدم دولة التطهير العرقي للأسرى الميامين العلاج المناسب، ولا شبه المناسب، وانما مسكنات لا تسمن ولا تغني من جوع، وتتركهم نهبا للمرض والالام، وتعتقلهم في باستيلات تتنافى فيها شروط السلامة الصحية مع العديد منهم، وخاصة الاسيرة الانسانة اسراء الجعابيص، أستاذة التربية، والتي كانت تنشر الفرح بينهم من خلال تقمصها دور المهرج بملابسها واصباغهما البيهية والجميلة.
في يوم الأسير الفلسطيني الباسل تملي الضرورة على العالم ومنظماته الحقوقية والاممية رفع صوتها مجددا لاعادة الاعتبار لقضية اسرى السلام والعدالة والحرية، كاسرى حرب، وليسوا "مخربين" ولا "إرهابيين" وانما الصورة معكوسة تماما، لان السجان والقاتل والارهابي والغاصب للحق والوطن والحرية هو الإسرائيلي الصهيوني، المغتصب للقوانين والمعاهدات الأممية ذات الصلة، والمدعوم من الولايات المتحدة ومن لف لفها في الغرب وغيره من دول العالم؛ وثانيا الافراج الفوري ودون شروط مسبقة عن الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى؛ ثالثا تأمين شروط اعتقال مناسبة، وتأمين العلاج والأدوية المتوافقة مع امراض الأسرى جميعا ووفق احتياجاتهم الضرورية لحين نيلهم الحرية؛ رابعا الغاء كافة التدابير والإجراءات الاجرامية الاسرائيلية ضدهم، وتأمين الزيارات الدورية لاسرهم ودون حواجز الاسلاك والزجاج العازل وبزمن أطول ... الخ
قضية الاسرى كانت ومازالت ملفا أساسيا من ملفات الصراع، وستبقى قضية أساسية، ولن تفرط القيادة الفلسطينية في حق من حقوقهم، وفي مقدمتها حق ذويهم في الراتب اسوة باسر الشهداء، ولن تقبل القيادة المساومة على هذا الحق، ولن تسمح لكائن من كان فرض الشروط عليها، وستبقى متمسكة بالدفاع عنهم، لانهم عناوين ورموز للنضال الوطني، وشموع الحرية ومنارات التحرر والسلام والعدالة. ولهم وعليهم الف سلام.
[email protected]
[email protected]