حرب إسرائيلية شاملة

بي دي ان |

16 ابريل 2022 الساعة 01:11ص

شهد شهر رمضان المبارك منذ بدايته حتى امس الجمعة حربا إسرائيلية شاملة أدت لاستشهاد ما يقرب من خمسة عشر شهيدا ومئات الجرحى، وعشرات الاقتحامات، على سبيل المثال لا الحصر اول امس الخميس كانت هناك أربعون جبهة مفتوحة في الضفة الفلسطينية في مقدمتها القدس العاصمة وجنين غراد مرورا بنابلس وطولكرم وقلقيلية وطوباس وسلفيت ورام الله والبيرة واريحا وبيت لحم والخليل، وتوجت امس الجمعة الموافق الخامس عشر من الشهر الفضيل في اقتحام قوات الجيش وحرس الحدود المسجد الأقصى واطلاق قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي والاعتدءات على المرابطين والمصلين العزل، وتم اقتحام المصلى القبلي وقبة الصخرة بشكل وحشي فاشي أدى لجرح ما يزيد (حتى ساعة اعداد هذا المقال في الحادية عشر والنصف قبل الظهر) عن 150 مرابط، واعتقال ما يزيد عن 650 مواطن بعد ربط أيديهم والاعتداء عليهم، وبالإضافة لتكسير زجاج المصلى القبلي.
واستمرارا لنهج التصعيد الاجرامي، ومواصلة الحرب الإسرائيلية القذرة على جماهير الشعب الفلسطيني تم استشهاد مواطن في الدامون محافظة جنين (ومازال النهار في اوله)، وكأن لسان حال حكومة بينت / لبيد وكل العصابات الصهيونية المارقة والخارجة على القانون من حريديم وعلمانيين وما بينهم من القتلة، ان إسرائيل المغتصبة للديانة اليهودية شاءت استباحة الدم الفلسطيني ك"قرابين" لعيد البيسح (الفصح) لارضاء زعيم "عودة للهيكل"، مخائيل موريس وغيره من قطاع الطرق المستعمرين ومجلس يشع. وتناسى أولئك المجرمون من رئيس الدولة هيرتسوغ إلى رئيس الحكومة الفاشي بينت الى وزير الحرب المجرم، غانتس ووزير الخارجية الرخيص، لبيد والبلطجي ليبرمان ووالفاشي جدعون ساعر والمرأة المسكونة بالكراهية والحقد على السلام والفلسطينيين، شاكيد وغيرهم، تناسوا جميعا ان الدم الفلسطيني المراق لن يؤمن لهم الأمان، ولا الاستقرار، ولا الهدوء، ولا كي الوعي الفلسطيني، كما لا يمكن لسياسة العصا والجزرة الصهيونية ان تلغي او تغيب جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإما السلام القائم على العدل الممكن والمقبول على أساس خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967 وضمان العودة للاجئين الفلسطينيين على أساس القرار الدولي 194 والمساواة الكاملة لابناء الجليل واللمثلث والنقب والمدن المختلطة او ديمومة الصراع مهما كلف الثمن. لا حلول وسط، لا حل اقتصادي، ولا رشوة التصاريح، وتحسين شروط المعيشة، ولا الدولة المؤقتة، ولا امارة غزة ولا صفقة القرن ولا الاستسلام الابراهيمي ولا التطبيع المجاني العربي الرسمي ولا اية تحالفات عربية إسرائيلية ستحقق لإسرائيل الأمان. لانها جميعها عناوين لاشعال شرارات السهل والجبل والوادي الفلسطيني.
والمقاومة الفلسطينية التي جسدها رعد فتحي حازم، وضياء حمارشة واحمد السعدي وغيرهم من ابطال الشعب العربي الفلسطيني ستبقى بوصلة الكفاح الوطني التحرري متلازمة مع النضال السياسي والديبلوماسي، وكل اشكال النضال الشعبي. وعليه ان اعتقد حكام دولة الإرهاب المنظم الإسرائيلية من السياسيين والعسكريين والامنيين والقضاة والحاخامات والإعلاميين والمثقفين المناصرين لخيار العربدة والقوة والجريمة المنظمة، ان اعتقدوا ان أبناء الشعب الفلسطيني وقيادتهم الشرعية ستسلم وترفع الراية البيضاء، فهذا هو الوهم بعينه، وهذا هو الإفلاس السياسي والعسكري.
كما ان الافتراض بالايغال في الدم الفلسطيني سينقذ الحكومة المتهالكة، فهو أيضا عنوان إضافي للوهم. حكومتكم ساقطة لا محالة، بدون تهديد ووعيد مازن غنايم، وطريق الانتخابات باتت مفتوحة، ولن يمكنكم تمرير الموازنة، وطريقكم شائكة ومعقدة، وبالتالي لا تستمرأوا طريق الفوضى والإرهاب، لانكم ستكتوون به، وانتم ولا احد غيركم من سيدفع الثمن. والغرب عموما وأميركا البائدة والمترنحة لن تفيدكم، وستترككم لقمة سائغة لدوامة الصراع، لان أصحاب الأرض والوطن الفلسطيني سيعرفون كيف يحمون وطنهم، ويتجذرون في شعابه وجباله واوديته وسهوله، وانتم الى التيه مجددا.  ولعل حرب أوكرانيا تذكركم بما ستؤولون اليه لاحقا، لانها كشفت عواراتكم اكثر فاكثر، وعرت اميركا تحديدا ومن لف لفها من الغرب. وبالتالي لا خيار امامكم الا احد خيارين لا ثالث لهما: اما الحرب والفناء، واما السلام الممكن والمقبول.
[email protected]
[email protected]