ادعموا ايمن عودة

بي دي ان |

13 ابريل 2022 الساعة 12:41ص

من قلب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في العاصمة الفلسطينية الأبدية، القدس وجه ايمن عودة، رئيس القائمة المشتركة رسالة عبر حسابه على الفيسبوك يوم الاثنين الماضي الشباب الفلسطيني المنتسب لأجهزة الامن والجيش الإسرائيلي لالقاء السلاح، والانسحاب من وكر الافاعي الصهيوني، الذي يستهدف الشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات وحيثما كانوا، فضلا عن استهداف كل شعوب الامة العربية. لان إسرائيل وجدت لتمزيق وتفتيت وحدة العرب من المحيط إلى الخليج.
وجاءت دعوة الرفيق ايمن بعد جولة له في باب العامود في القدس، وشعوره بغضب أبناء زهرة المدائن من أبناء شعبنا الملتحقين بالجيش والشرطة وحرس الحدود الإسرائيلية. وهذا الموقف لرئيس القائمة المشتركة ليس جديدا، ولا ينفرد به لوحده من قادة العمل الوطني في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة، وانما هناك غالبية واسعة بين أوساط شعبنا ترفض مبدأ الانخراط في أجهزة الموت الإسرائيلية من حيث المبدأ، وعلى قلتهم، لان نسبتهم لا تزيد عن 1% من المليونين في ال48.
وفي اعقاب دعوة المناضل الوطني الديمقراطي عودة قامت الدنيا ولم تقعد في أوساط الأحزاب والنخب الصهيونية من الموالاة والمعارضة ضده، وطالبوا بمحاكمته، وطرده من الكنيست، ليس هذا فحسب، وانما دعوا الى اعتقاله، واعتباره "داعما للارهاب" وغيرها من أدوات التحريض العنصرية الحاقدة في محاولة لتصفية حساب معه، ومن خلاله مع القائمة المشتركة وما تمثل، ومع الجماهير الفلسطينية بقضها وقضيضها داخل دولة الاستعمار الإسرائيلية. وارتباطا بذلك قامت الشرطة بالطلب من نيابتها في فحص إمكانية أن تكون تصريحات عودة تنطوي على تحريض ضد افرادها مما يبرر فتح ملف تحقيق جنائي معه.
ومن المؤكد ان حملة التحريض الجديدة القديمة لا تخيف عودة، ولا تزيده الا قوة وصمودا ورصيدا بين أبناء شعبه، ولا تفت في عضد أي مناضل وطني فلسطيني مؤمن بعدالة قضيته الوطنية وحقوقه السياسية والقانونية والثقافية المسلوبة منذ 74 عاما خلت. كما ان الدعوة تستقيم ومعادلة الصراع المركب والمعقد مع دولة الاستعمار الإسرائيلية، لان مؤسساتها الأمنية أنشئت وتأسست قبل قياد الدولة الإسرائيلية كعصابات إرهابية لابادة وقتل أبناء الشعب العربي الفلسطيني، وتعمق دورها الاجرامي الإرهابي بعد قيام الدولة الكولونيالية على انقاض نكبة الشعب الفلسطيني في العام 1948، وواصلت تلك المؤسسات عملياتها الإرهابية والتخريبية وفق النظرية الأمنية الصهيونية، وعلى أساس ركائز الشعار الناظم لعمل الحركة الصهيونية القائل "ارض بلا شعب لشعب بلا ارض"، والذي تجسد مؤخرا في تموز 2018 عندما صادق الكنيست على "قانون القومية الأساس" الذي نفى كليا حق تقرير المصير لابناء الشعب العربي الفلسطيني في ارض وطنه الام. وترتكز النظرية الأمنية أساسا على قهر الإرادة الوطنية، ومواصلة الحروب والاجتياحات والاعتداءات لكي الوعي الفلسطيني، واسقاط روايته الوطنية، ليس هذا فحسب، بل ومطاردة وتمزيق وحدة العرب، وتحويلهم لدول متناحرة وفاشلة، فضلا عن نهب ثرواتهم وخيراتهم وقتل واغتيال كفاءاتهم الوطنية والقومية.
اذا مجرد التحاق أي فلسطيني لاي جهاز امن إسرائيلي يعني قبوله بالنظرية الأمنية الإسرائيلية، وانخراطه في جرائم الحرب المتواصلة ضد أبناء الشعب في كل مكان في داخل الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة وفي الضفة الفلسطينية وفي المقدمة منها القدس العاصمة وفي قطاع غزة وفي الشتات والمهاجر، وحيثما وجد فلسطيني، وهذا يعتبر منافيا لابسط معايير الوطنية. ولا يجوز التواطؤ مع المنطق الاخر، الذي يسوق بضاعة ساذجة وسطحية، ويحاول التعامل بخفة وقصور نظر مع التحاق أبناء الشعب في المؤسسات العسكرية والأمنية الإسرائيلية.
وخطر هؤلاء يكمن في البعدين القومي والديني، فمن الناحية القومية بنت إسرائيل جيشها وأجهزتها لطمس الهوية والرواية الوطنية الفلسطينية، وبالتالي مواصلة عمليات التطهير العرقي بوسائل وأساليب مختلفة حتى اجتثاث اخر فلسطيني عربي في فلسطين التاريخية؛ وعلى المستوى الديني فهي كمغتصبة للدين اليهودي تنشر الكراهية والعنصرية وتدعو لمحاربة أبناء الشعب من اتباع الديانتين المسيحية والإسلامية بمن في ذلك أبناء الشعب من المعروفيين اتباع المذهب الدرزي على اعتبار انهم من "الاغيار". وأكدت الشواهد عشرات ومئات المرات عن اعتداءات عنصرية حاقدة ضد جنود وضباط من أبناء الشعب في قواعدهم العسكرية.
اذا دعوة ايمن عودة، هي دعوة وطنية صادقة وهادفة، وتقوم على قراءة علمية لمعادلات الصراع مع دولة الاستعمار الإسرائيلية، الرافضة والمعادية لخيار السلام، والمساواة لابناء الشعب في داخل الداخل، وتصر على ديمومة العنف والإرهاب والتطهير العرقي على أساس الهوية الوطنية والدينية على حد سواء. وعليه على أبناء الشعب دعم دعوة رئيس القائمة المشتركة في كل مكان. ومحاصرة كل فلسطيني ملتحق بالجيش او الشرطة او حرس الحدود او أجهزتها الأخرى والعمل على اقناعهم بمغادرة هذه الاوكار الإرهابية المستهدفة للشعب كل الشعب بمن فيهم هم انفسهم وعائلاتهم.