بينت يدعو لقتل الفلسطيني

بي دي ان |

03 ابريل 2022 الساعة 01:38ص

في زمن افتضاح وتعري السياسات العنصرية الغربية الرأسمالية عموما والأميركية خصوصا في خضم الحرب الروسية الأوكرانية، لن اضيف جديدا للقارىء المتابع، ولا للعارف بمركبات دولة المشروع الكولونيالي الصهيوني عندما اؤكد للمرة الالف، ان اليهودية الصهيونية الخزرية كانت على مدار عقود وجودها في فلسطين العنوان الأبرز، والسلوك الابشع في العنصرية ضد شعوب الامة العربية عموما وأبناء الشعب العربي الفلسطيني خصوصا.
وتؤكد القيادات الاستعمارية الصهيونية قبل تأسيس دولتها الإسرائيلية عام النكبة 1948 وحتى يوم الدنيا هذا على تعميقها وتأصيلها لوحشيتها العنصرية، ولاعلائها وتجذيرها عمليات قتل الاغيار، الاخر الفلسطيني العربي بلا سبب، ولمجرد انتمائه وهويته الوطنية والقومية او حتى انتمائه الديني للاسلام او المسيحية. ومن عمليات اشهار القتل على الملأ، ما اعلنه رئيس وزراء حكومة إسرائيل، نفتالي بينت يوم الأربعاء الماضي بتاريخ الثالثين من مارس الماضي، والذي صادف يوم الأرض الفلسطيني عندما وجه رسالة لليهود الصهاينة الذين يملكون رخصة سلاح لحمل أسلحتهم معهم طوال الوقت، وذلك لاطلاق الرصاص الحي على الفلسطينيين لمجرد الاشتباه بالقيام باي عمل مقاوم. وأضاف زعيم الصهيونية الدينية المتطرف، رافض خيار السلام، انه سيطلب أيضا من جميع الجنود حمل أسلحتهم إلى منازلهم من قواعدهم، حسب ما ذكرت فضائية (CCN) وكل وسائل الاعلام الإسرائيلية. وتابع عبر فيديو منشور له من بيته (لانه مصاب بفايروس كوفيد 19) " من لديه رخصة لحمل السلاح فهذا هو الوقت المناسب لحمله" ليس للاستعراض، ولا للزينة، وانما لاستخدامه ضد أبناء الشعب الفلسطيني. واردف معمقا خيار عسكرة المجتمع الإسرائيلي بالقول أن "15 شركة تابعة للجيش الإسرائيلي ستعمل مع الشرطة الاستعمارية في ما اسماه "مكافحة الإرهاب" وتناسى انه ودولته هم اصل الإرهاب، واستعمارهم هو احد ركائز الارهاب. وتابع كما انه "تم تشكيل لواء حرس حدود جديد للرد على الموجة " الإرهابية الجديدة." وأوضح رئيس الحكومة المحرض على عمليات القتل "انشأنا وحدة للدراجات القتالية" لملاحقة الفلسطينيين.
ومن راقب التطورات على صعيد ما تقدم، لاحظ انه منذ بداية العام الحالي أنشأت دولة الإرهاب الدولاني المنظم الإسرائيلية أكثر من عصابة رسمية وغير رسمية، ففي النقب انشأ ضابط الشرطة الاستعماري المتقاعد، الموغ كوهين، عضو حزب الفاشية الصهيونية " القوة اليهودية" بزعامة بن غفير الشهر الماضي كتيبة من القتلة الصهاينة باسم "بارئيلي شموئيلي" لاستهداف المواطنين الفلسطينيين الأبرياء هناك.
مؤكد ان بينت وكل قادة دولة الاستعمار الإسرائيلي لم يضيفوا لاي فلسطيني او عربي او اممي متابع جديدا حول عسكرة المجتمع الإسرائيلي. لان المهاجرين الصهاينة من الاثنيات المختلفة في العالم، قام بالأساس، ومنذ بدأت دول الغرب الرأسمالي بتنفيذ مخططها لانشاء دولة إسرائيل على الأرض الفلسطينية لتمزيق وحدة شعوب الامة العربية عبر اداتهم الوظيفية الحركة الصهيونية، ارتكزت على قاعدة اساسها عسكرة مجتمع المهاجرين الصهاينة الخزر، وتحريضهم على قتل الاخر، وعلى أساس الهوية لابناء فلسطين، منذ وجدوا على ارض فلسطين من نهايات القرن التاسع عشر كعصابات صهيونية لتحقيق هدفهم الأساس وفقا لشعارهم الناظم "ارض بلا شعب لشعب بلا ارض" لتطهير ارض الفلسطينيين العرب من أصحابها الاصلانيين، وللتأصيل لروايتهم المزورة والمتناقضة مع التاريخ والجغرافيا والموروث الحضاري والهوية الفلسطينية العربية.
لكن الملفت للنظر في زمن افتضاح العنصرية الغربية، والكيل بمكيالين بشكل فاضح في الحرب الروسية الأوكرانية، لم تحاول أي من الدول الأوروبية او الولايات المتحدة الأميركية، التي كان وزير خارجيتها، بلينكن موجودا في إسرائيل الأسبوع الماضي ذر الرماد في العيون، لم يدلي أي منهم بتصريح رافض لخيار العنصرية الإسرائيلية الصهيونية القاتلة، ولم يطالب بوقف عسكرة المجتمع الإسرائيلي، ووقف عمليات القتل والملاحقة لابناء الشعب العربي الفلسطيني في ارجاء فلسطين التاريخية، بما في ذلك حملة الجنسية الإسرائيلية. لا بل العكس صحيح، فاميركا تقوم بشكل دوري على تقديم الدعم تلو الدعم لتمويل القبة الحديدية، وإنتاج المزيد من المنظومات العسكرية لقتل أبناء فلسطين العرب.
وفجر امس وأول امس قتلت قوات الموت الإسرائيلية ستة من أبناء فلسطين في محافظة جنين، واصابت ما يزيد على 15 مواطنا، كما قتلت شاب من الخليل في بيت لحم، والحبل على جرار الموت الإسرائيلي الصهيوني، وكنت حذرت هنا وساحذر مجددا بان حملة الأكاذيب الإسرائيلية من الخشية من ارتفاع منسوب التوتر، ليس سوى تهيئة الرأي العام الفلسطيني والإسرائيلي والعالمي بان حكومة بينت سترتكب جريمة بشعة جديدة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الشهر الفضيل وعشية عيد الفطر المبارك، وهو ما يتطلب من القيادات السياسية المختلفة الانتباه للاخطار القادمة تجاه أبناء الشعب بدءا من العاصمة القدس وانتهاءا باي بقعة من الوطن الفلسطيني، والعمل على تصعيد المقاومة الشعبية لمجابهة التغول الصهيوني الاجرامي.
[email protected]
[email protected]