تيسير خالد : حجيج أمريكي إلى المنطقة يُحضر لمؤتمر اقليمي في خدمة ترامب ونتنياهو

بي دي ان |

31 أغسطس 2020 الساعة 11:24ص

وصف تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التحركات الاميركية في المنطقة بدءا بزيارة صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر في زيارة لدولة الاحتلال الاسرائيلي في طريقه إلى الامارات العربية المتحدة،  وقبله بأيام وزير الخارجية الأميركية إلى إسرائيل ودول عربية شملت السودان والبحرين والامارات، بالحجيج الذي يسبق انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية وسط تباين في حظوظ الفوز فيها بين دونالد ترامب وجو بايدن لصالح الأخير وفق آخر استطلاعات للرأي في الولايات المتحدة الأميركية.

وتساءل خالد، ما الذي يدفع هذه الوفود الاميركية إلى الحجيج في المنطقة في هذه الظروف بالذات؟ هل هو الاحتفال بالتطبيع بين الامارات العربية المتحدة وبين دولة الاحتلال الاسرائيلي أم أن الأمر يتجاوز ذلك نحو إنجاز اقليمي يجري تقديمه هدية لكل من الرئيس الاميركي ورئيس الوزراء الاسرائيلي؟ يحسن من فرص دونالد ترامب في الفوز بعد سلسلة خيبات الأمل والفشل في سياسته الخارجية بدءا بكوريا الديمقراطية والجمهورية الإسلامية في إيران مرورا بفنزويلا البوليفارية وانتهاء بجمهورية الصين الشعبية. بالإضافة  إلى أنه يساعد نتنياهو في الوقت نفسه من الافلات من قبضة المظاهرات التي تحاصره في مقره الرسمي في شارع بلفور في القدس أو في محيط بيته في قيسارية ومن ملفات الفساد التي تهدد بحجزه وراء القضبان . 

وأوضح ان الدوافع لهذا الحجيج متداخلة متشعبة، فالتطبيع بين إسرائيل، التي تحتل أراضي ثلاث دول عربية هي فلسطين وسورية ولبنان يستحق، غير أن هذا رأس جبل الجليد في محيط أوسع من حدود التطبيع، حيث تتكشف خيوط هذه التحركات  عن مخطط يتسع لعواصم أخرى في الشرق الاوسط ومناطق في افريقيا .

وتابع خالد، فإذا اقتصر الأمر على حفل تطبيع مع الامارات فليس في الأمر ما هو مثير في معركة انتخابات الرئاسة الأميركية وبالتأكيد ليس فيه جديد جدير بالنسبة لنتنياهو، ولهذا فإن وظيفة هذا الحجيج كما يبدو هو التحضير لمؤتمر إقليمي للتطبيع لا تقف حدوده عند مشاركة دول عربية بل تتخطاها نحو دول افريقية مثل تشاد وجنوب افريقيا واثيوبيا وحضور دولي كان مادة للبحث في اجتماع الرباعية الدولية، الذي دعت له الإدارة الأميركية قبل نحو أسبوع.

وحذر تيسر خالد من النتائج الوخيمة التي تترتب على استخدام  صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر بعض القادة العرب لحضور حفل توقيع التطبيع بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الاحتلال الاسرائيلي والذي تخطط الإدارة الأميركية لعقده في البيت الأبيض كجزء من الحملة التي تساعد في تعزيز حظوظ دونالد ترامب للفوز بالانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مشيرا حيث يغازل  صهر الرئيس من ناحية عددا من القادة العرب ويضغط من ناحية اخرى على عدد آخر من أجل دفعهم للالتزام بحضور الحفل أو إرسال مندوبين عنهم، وهو يدرك أن هذا الهدف جزء من أجندة مهمته في المنطقة، فيما يتعهد  وزير الخارجية مايك بومبيو، المسيحي المتصهين، بتوسيع الصورة في محاولة لبناء تحالف اقليمي جديد يهمش دور جامعة الدول العربية ويكرس حضور وزعامة دولة الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.