يوم الأرض... يمر عبر الأردن

بي دي ان |

01 ابريل 2022 الساعة 12:19ص

مازال الفلسطينيون يحيون ذكرى يوم الأرض مثقلين بأعباء ومعاناة احتلال لا يكف عن ايذائهم بكل الأشكال وعلى كافة الصعد. 

الأرض التي تعني الوجود والكرامة والهوية، الأرض التي تعني فلسطين التاريخ والجغرافيا والدم النازف، على مدار أكثر من سبعة عقود والفلسطينيون يوميا يقارعون الاحتلال بصدورهم العارية وبثباتهم واصرارهم على تحرير أرضهم، فهم أكثر شعب يمتلك اصرارا وعزيمة في مقاومة الاحتلال على أمل العيش بحرية وكرامة على أرضه كباقي شعوب الأرض، بالمقابل مازال العدو الإسرائيلي يستخدم كل أسلحته الأسطورية وجبروته في جرائم يومية متعددة، ما بين قتل وتشريد وتهويد وهدم واعتقال، الأرض هي سر وجود أي شعب وبقائه، لهذا يموت الفلسطيني في سبيل تحرير أرضه. 

وكعادتها فلسطين المحاصرة بالمؤامرات والماكرين، شهدت مؤخرا خذلانًا عربيًا حيث اجتماع بعض من وزراء الخارجية العرب مع وزيري الخارجية الاميركي والاسرائيلي على أرض النقب المحتل، بجانب قبر بن غريون، وكأنها رسالة منهم لشرعنة ما يقوم به الاحتلال من اغتصاب أرضنا وسرقة تاريخنا في محاولة لإلغاء الوجود الفلسطيني على أرضه. 

فلسطين الأرض تتلقى دوما ضربات من خناجر صديقة وهذا ما يضاعف الألم، لهذا أدرك الفلسطينيون جيدا الدرس أنه لا اعتماد إلا على الفلسطيني الأصيل صاحب الأرض والمتجذر بها رغم كل ما يتعرض له من ويلات في ظل صمت دولي وانحياز أممي لسارق الأرض.
 
يستمر الفلسطينيون باحياء ذكرى يوم الارض في ظل تزايد هجمات العدو ومضاعفة الاستيطان وسرقة الأراضي وتهويد القدس والتبجح في اعدام المواطنين الأبرياء، مشاهد القتل والتعذيب والتشريد تتكرر باستمرار وعلى مرأى ليس الغرب فقط بل وعلى مرأى ومسمع الأشقاء والاصدقاء دون تحريك أي ساكن، بل وتخرج الإدانة بصعوبة حتى أصبحت بلا معنى أو ذات قيمة. 

في يوم الأرض، مازال المجتمع الدولي بذات النفاق والانحياز لإسرائيل، ومازال جزء من الأشقاء العرب يتوهمون أن إسرائيل ستوفر لهم الحماية والحصانة وترد عنهم الخطر ! فهل ينطلي هذا على أحد ؟ بكل الأحوال الفلسطينيون لا يجب الا أن يعتمدوا على وحدتهم التي لم ينجزوها بعد بكل أسف، ويتمسكوا بثوابتهم رغم كل الصعوبات والتحديات. 

لطالما طالبنا مئات المرات بضرورة انهاء الانقسام الذي أرخى بانعكاساته الكارثية على مجمل الحياة لدى الفلسطينيين، وكم طالبنا ببرنامج وطني ونضالي واعلامي موحد يليق بحجم الشهداء وأحلام الشباب وأمنيات الضحايا، طالبنا ومازلنا نطالب بحالة فلسطينية تليق بحجم القضية والثمن المدفوع من أبنائها 

رغم سوداوية الواقع من جانب يفاجئنا أشقاء أردنيون قامات علمية وعلماء أكاديميون كعادتها الأردن الشقيق الحبيب يشاركوننا همنا الوطني، حيث أعلن أمس في ذكرى يوم الأرض نخبة من الاكاديميين في الأردن "الحملة الاكاديمية الأردنية لدعم الشعب الفلسطيني" معلنين تضامنهم مع فلسطين الأرض والحق والتاريخ بمشاركة العديد من الأكاديميين والمفكرين العرب من لبنان ومصر والعراق، فالعروبة لاتموت في قلوب الشرفاء ورهاننا دائمًا على الشعوب العربية الحية وعلمائها ومفكريها. 

في يوم الأرض نجدد الدعوة لانهاء الانقسام الفلسطيني وندعو كل الأحرار الخروج للميادين والشوارع للمطالبة بانهاء الحالة المتردية في غزة جوهر الانقلاب، وعودة قطاع غزة لحضن الشرعية، ونجدد دعوتنا للأكاديميين العرب تحديدًا باعادة نشر الوعي بين الطلبة وفي الجامعات والمراكز الثقافية، واستنهاض الوعي العربي الجمعي في نفوس وفكر الطلاب، واعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية واعطائها المركزية كما سابقا، وكما يليق بحضور فلسطين في المحافل.