تمييز عنصري عابر للقارات

بي دي ان |

24 مارس 2022 الساعة 10:40م

في اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري والذي يصادف  يوم ٢١ مارس من كل عام، مازال الفلسطينيين يعانون من تمييزا صارخا بحقهم في ظل وجود الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس التمييز العنصري " الأبارتهايد" بشكل واضح وصارخ وعلى مرأى من هذا العالم الذي أيضًا يمارس العنصرية ويتعامل مع  القضايا الدولية بمكيالين. 

إسرائيل لم تجد رادعًا لها لاحتلالها الأراضي الفلسطينية وممارسة أشد وأسوأ الممارسات الوحشية بحق المواطنين أصحاب الأرض كما تمارس جرائم يومية بل وكل لحظة ما بين القتل العمد والاستيطان وسرقة المياة واموال الشعب الفلسطيني وهدم البيوت وخلق جدار عنصري لعزل المدن الفلسطينية عن بعض واغلاق المدارس وانتهاك التعليم والصحة، وتأتي الآن لتحل مشكلة اللاجئين الأوكرانيين على حساب الأرض والشعب الفلسطيني. وإن كان لها "إسرائيل" حسبة خاصة في استقدام اللاجئين واليهود منهم تحديدا لما له علاقة بالوضع الديموغرافي الذي تخشى منه إسرائيل على وجودها على المدى البعيد. 

تصريحات غربية ومنها أمريكية إضافة لتصريحات دولية كبيرة بدأت تتصاعد بالحديث عن المكيالين الذي يتعامل بهم الغرب واميركا تجاه القضايا الدولية وتحديدًا "ما بين روسيا وإسرائيل "، عضو البرلمان الإيرلندي نموذجا لفضح العنصرية الغربية والامريكية "، وشاهدنا جميعًا حجم العقوبات السياسية والاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والغرب على روسيا وكيفية احتواء اللاجئين الاوكرانىبين حيث فتحت لهم بوابات الدول وتم تقديم الدعم والمساعدات لهم والتباكي عليهم أكثر مما بكى الأوكران أنفسهم، في حين اللاجئين الفلسطينين والعرب يتم اتهامهم بالارهاب والإخلال بالأمن القومي للبلاد إلى آخره من التهم والطرد وسوء المعاملة. 

لقد آن الأوان لهذا المجتمع الدولي أن يقف أمام مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية وأن يتخذ أيضًا عقوبات واضحة وفاعلة بحق الاحتلال الإسرائيلي لارتكابه جرائم ولممارسة الابارتهايد في شيء مخالف للانظمة والقوانين الدولية المعمول بها. والمطلوب هنا ليس تحسين حال المواطنين وإنما مطلوب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وفقا لقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية، ولعلها خيرا فعلت الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي والابارتهايد، بتحشيد الاكاديميين ومنظمات حقوقية مناصرة لحقوق ألشعب الفلسطيني والتي تم رفع مذكرة من خلالها "الحملة الاكاديمية" لمكتب المفوض السامي لحقوق الانسان ومكتب المنسق الخاص للامم المتحدة لعملية السلام لحثهم على اجراء عقوبات بحق إسرائيل لاحتلالها الأراضي الفلسطينية وممارسة الابارتهايد.

هذه الحملة التي تعمل على فضح جرائم الاحتلال عبر مناصريها في مختلف دول العالم وهي حملة عابرة للقارات لأننا بحاجة ماسة لمثل هذا الفعل، الفاعل والمؤثر والذي سيكون له التأثير الأكبر فيما بعد خاصة في تشكيل رأي دولي تجاه انحياز هذه الدول الغربية للاحتلال وصمتها تجاه الممارسات العدوانية بحق الشعب الفلسطيني، وستفضح أيضا حالة النفاق الدولي وزيفها عن الحديث حول الحقوق والقضايا الإنسانية وعدالة القضاء الدولي المزيفة. 

ولعل مفيد هنا أن نذكر اخواننا العرب خاصة المطبعين أن إسرائيل لا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن تكون شريك أو حليف لأي دولة عربية وعلى العرب ألا يقبلوا أن يكون هذا الكيان الذي يمارس أبشع انواع العنصرية، أن يكون حليفًا أو شريكا لهم، بالتالي المطلوب هو قوة عربية وتحالف عربي يحفظ المقدرات العربية ويوجهها الوجهة السليمة ويصون الكادر البشري الذي هو أساس الفعل ووضع خطط استراتيجية ورؤى لكيفية استثمار الإنسان العربي والثروة العربية لتشكل اكتفاء ذاتي خاصة في مثل هذه الأوقات الصعبة والتي لا تعترف بها الدول إلا بمصالحها فقط، وحيث التعامل بمنطق القوة ويجب ألا نترك شعوبنا وأوطاننا رهن لمصالح الآخرين ممن لا يعترفون بآدميتنا بالأساس. 

في هذا اليوم مطلوب منا فلسطينيا إعادة تقييم أداؤنا وفعلنا ونحاول لمرات أخرى الاتفاق على برنامج وطني وحدوي مشترك ومتفق عليه علنا نستطيع انقاذ ما تبقى لدينا من بقايا وطن وبقايا إنسان.