عرب الكعابنة: ثابتون على أرضنا مهما كلفنا ذلك

بي دي ان |

20 مارس 2022 الساعة 07:18م

يقف الستيني علي مليحات كعابنة أمام مسكنه ومسكن ابنه اللذين هدمتهما جرافات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة المعرجات بين محافظتي أريحا ورام الله.

كعابنة تحدث، والحزن والمرارة رسما ملامح وجهه، عن "تعوده" على مناظر الهدم والتدمير الإسرائيلية، ذلك أن مسكنه ومساكن أخرى كثيرة من عرب الكعابنة تعرضت للهدم، وأنه هجِّر وعائلته أكثر من مرة.

في حوالي الساعة التاسعة من صباح اليوم، ووسط انخفاض درجات الحرارة، اقتحمت قوات الاحتلال قمة مرتفعة في منطقة المعرجات، وهدمت مسكنين مكونين من الصفيح والخيش لعائلة علي كعابنة "أبو طايل"، ودمرت 4 وحدات للطاقة الشمسية فيهما وخزان مياه، وشردت 12 فردا من قاطنيهما.

كان علي كعابنة (67 عاما) وأبناؤه خارج مساكنهم، حين تلقوا مكالمة هاتفية تخبرهم أن قوات الاحتلال هدمتها بعدما أجبرت نساءهم وأطفالهم على إخلائها، ولم تعطهم أي فرصة لإخراج مقتنياتهم وممتلكاتهم.

وعائلة "أبو طايل" واحدة من مئات العائلات البدوية من عرب المليحات والكعابنة التي تعيش في المناطق الغورية والشفا غورية بالمعرجات منذ ستينيات القرن الماضي، وبالتحديد بعد أن شردت من أرضها إبان النكبة عام 1948.

يقول كعابنة لـ"وفا"، إنه خلال أعوام مضت انتقل وأسرته من مسكن إلى آخر أكثر من مرة، بعد أن هدمت قوات الاحتلال عددا من المساكن و"البركسات" له، إلى أن أعاد مؤخرا بناء المسكنين، بعد ضيق حالهم في مسكن واحد يضم غرفتين، وزواج أبنائه، حتى هدمها الاحتلال اليوم وسط تهديدهم بإخلاء المنطقة.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال هدمت له مسكنين قبل أكثر من 10 أعوام، و4 مساكن أخرى قبل نحو 5 أعوام، وظل مستهدفا من قبل الاحتلال، وهو يواجه مخططات لتهجيره واقتلاعه من أرضه باستمرار.
وشدد: "نحن سنبقى خطوط الدفاع الأولى في تجمعات المعرجات، رغم أن ذلك كلفنا مساكننا وممتلكاتنا وقد يكلفنا أرواحنا".

كعابنة قرر وعائلته العيش بالعراء بجوار أنقاض مسكنهم، حيث قدم لهم الصليب الأحمر مساعدات، بعدما أصبحوا بلا مأوى.

من جانبه، قال المشرف العام على منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو في فلسطين الباحث حسن مليحات إن اعتداءات الاحتلال على التجمعات البدوية في المعرجات تتكرر بين الفينة والأخرى، وتصاعدت منذ بداية العام الجاري خاصة على رعاة أغنام وأصحاب المساكن في المنطقة، تحديدا من قبل المستوطنين الذين يعملون بما يسمى "الاستيطان الرعوي".

وأضاف: "رغم أن المنطقة تفتقر لأدنى مقومات العيش، إلا أن المزارعين ورعاة الأغنام يواصلون الصمود والبقاء ولو في خيمة أمام محاولات تنفيذ الاحتلال مخطط الاستيلاء على المنطقة وضمها".

ويتابع أن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول التضييق على السكان ومنعهم من أبسط حقوقهم في العيش، من خلال منعهم من البناء في المنطقة وهدم مساكنهم".

وكانت سلطات الاحتلال هدمت في المنطقة ذاتها، في السابع من حزيران الماضي، 10 منشآت، من بينها 6 "بركسات" وحظائر أغنام، و4 مساكن، وشردت القاطنين فيها واستولت على جميع ممتلكات المنشآت المهدومة، بينما أقدم مستوطنون بداية العام الجاري على بناء بؤرة استيطانية مجاورة بدأت نواتها ببضع خيام، ضمن ما بات يعرف بـ"الاستيطان الرعوي" الذي يسيطر على مساحات واسعة من أراضي الأغوار.