الواقع الجديد مع كورونا في غزة

بي دي ان |

31 أغسطس 2020 الساعة 09:47ص

شهد العالم تطور يفوق المنطق، أدى الى حالة من الانفتاح والتشابك، وتحول الانتاج تدريجيا نحو انتاج الخدمات، التي احتلت النسبة الأكبر من مجمل الانشطة الاقتصادية،

وما عزز الاقبال والتدافع نحو هذا القطاع، هي الارباح الهائلة التي حققها، فاتسعت بيئة المستخدمين والمنتفعين، وبدأت هذه التقنيات تتغلغل الى كافة مناحي الحياة، حتى نجحت في خلق واقع افتراضي، أصبح يرى فيه كثيرون انه عالمهم الذي يبدعون ويعيشون فيه، و باتت الأنشطة تنحصر تدريجيا في الواقع الطبيعي.

مع ظهور كورونا، والقيود الجديدة التي فرضت نفسها، للحد من تفشي هذا الوباء القاتل، كان اهمها العزل والتباعد، والخروج للواقع الطبيعي للضرورة القصوى، فكان العالم الافتراضي ملاذ امن، بل ممر اجباري، هناك من استغله للتغلب على مشكلة التواصل فانتج خدمات ليستمر في نشاطه الاقتصادي، وهناك من ظل ينتظر عودة الحياة الطبيعية للواقع الحقيقي، فتعطل فأصبحنا امام الجيل الثالث (لواقع جديد)، جزء كبير من أفراد المجتمع، أفراد مؤهلين ولديهم الخبرة والقدرة على انتاج وتقديم الخدمات، يعيشون في الواقع الافتراضي ويديرونه ويخدمون على معظم افراد المجتمع، بما فيها أنماط التعليم الجديدة، والارشادات الصحية، ووسائل الترفيه، وممارسة الرياضة، والاستثمار، والتجارة الالكترونية، بمعنى استنساخ لمعظم انشطةالحياة الواقعية، في الواقع الافتراضي،

وسيبقى الواقع الطبيعي كما كان عليه في عصور ما قبل العولمة يعتمد على الزراعة والصناعة والصيد. الواقع الجديد سيشهد اكبر عملية تحول، علينا ان نستعد لها جيدا، حتى لا يكون مصيرنا كمصير شركة فوجي فيلم، عندما ظهرت الكاميرات الرقمية، فمع كورونا، قطاع السياحة سيذوب كالثلوج، والسلع الكمالية ستصبح كالآثار،

وربما نشهد استخدام لوسائل نقل قديمة تركناها، ولم تتركها شعوب أخرى كالصين، مثل الدراجة الهوائية، باعتبارها وسيلة نقل امنة خاصة للرجال والشباب، حتى الافراح، كل الانشطة المدرة للدخل، ذات العلاقه بها ستختفي، صالات الافراح، التحف والهدايا، منصات الحفلات. التحولات في الانشطة الاقتصادية القادمة، التي سيفرزها سيناريوا التعايش مع وباء كورونا لسنوات،

ستشهد اكبر عملية اختفاء للعديد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة، و أحياء لأنشطة قديمة شطبتها العولمة والتطور الهائل فيها. وهذا قد يكون منسجم مع فرص التنمية، المتوفرة في قطاع الزراعة، بحيث يعود هذا القطاع ليشهد نموا كبيرا، تلبية لحجم الطلب المتزايد، ليعود الى نسبة مساهمة اكبر في الناتج المحلى الاجمالي، وانتقال العمالة الى هذا القطاع. #استعدوا للتحولات القادمة. باحث اقتصادي