«الفصائل» خذلتنا!

«بي دي ان» من داخل سجون الاحتلال.. الأسرى يخشون أن يتحولوا لفئران تجارب لقاحات كورونا الإسرائيلية

بي دي ان |

29 نوفمبر 2020 الساعة 08:33م

تجاذبات سياسية كبيرة، وتحديات أكبر فرضت على الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال؛ المصالحة الفلسطينية، صفقة التبادل، وباء كورونا، كلها عناوين عريضة تحدد مسارات الحركة الوطنية الأسيرة، وتنعكس آثارها بشكل مباشر عليها؛  فكيف ينظر لها الأسرى وكيف تنعكس هذه العناوين على واقع السجون الاسرائيلية؟ 

«بي دي ان» فتح كل هذه الملفات في حديث خاص مع الأسرى في سجون الاحتلال ليضع الجمهور في تفاصيل هذه الملفات، وخرج بالتالي:

عبر الأسرى الفلسطينيون القابعون في سجون الاحتلال الاسرائيلي عن خشيتهم من تحويلهم "لفئران تجارب" لقاحات كورونا الصهيونية.

وشددوا على أن " إسرائيل" عبر التاريخ استخدمت الأسرى كتجارب للأدوية والعلاجات، الأمر الذي ينذر بالخطر من إعادة هذه التجارب في هذه الآونة.

وأوضحوا أن تفشي وباء كورونا وانتشاره في مساحة واسعة من العالم وحجم الوفيات والإصابات الكبير، كشف حجم المخاطر الواقعة على الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، خاصة بعد إجراءات الاحتلال المفاجئة – في بداية تفشي المرض- بمصادرة 140 صنف من الحاجات الأساسية للأسرى من الكانتينا وخصوصاً مواد التعقيم والنظافة، تزامن معها استمرار في سياسة الإهمال الطبي لعشرات الأسرى المرضى وكبار السن الذين يعانون من ظروف صحية صعبة، إضافة إلى عدم اتخاذ إجراءات السلامة والوقاية الاحترازية من المرض داخل السجون، ما يؤكد وجود نية صهيونية ممنهجة ومبيتة بتنفيذ سياسة إعدام بطيئة بحق الأسرى.

ويعاني الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي من أوضاع معيشية صعبة، وحملة استهداف متواصلة من قبل إدارة مصلحة  سجون الاحتلال ومخابراته، اشتملت حرمانهم من أبسط شروط الحياة، وسحب كل الإنجازات التي حققتها الحركة الأسيرة خلال معارك نضالية سابقة خاضتها مع الاحتلال. 

الإهمال الطبي

وعدّ الأسرى في حديثهم لـ "بي دي ان" سياسة الإهمال الطبي التي يمارسها الاحتلال، من أكثر جرائم الاحتلال خطورة وتهديداً لحياتهم، خاصة في ظل الأزمة الراهنة، علاوةً على سياسة الاعتقال الإداري، والعزل الانفرادي، والمداهمات الليلية للأقسام من قبل وحدات القمع الإرهابية، والمنع من الزيارة، فضلاً عن تصاعد سياسة التعذيب للأسرى داخل زنازين التحقيق.

ولفت الأسرى إلى أنهم مشتركون في كل التفاصيل اليومية (الغرف والحمامات والساحة)، مؤكدين أنه من المستحيل التباعد والخصوصية، إضافة إلى طبيعة الطعام والعلاج المقدم لهم جعل مناعتهم ضعيفة جدًا ما يعرضهم لخطر الإصابة بشكل سريع.

وأشاروا إلى أن الأسرى كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة معرضون بشكل مباشر للإصابة، لافتين إلى انعدام وسائل التنظيف والمعقمات ومنع إدخالها وعدم توفرها لشرائها على نفقتهم الشخصية من الكانتينا.

الفصائل أجرمت بحق الأسرى

وفي موضوع صفقة التبادل قال الأسرى إن الفصائل الفلسطينية أجرمت بحقهم، مطالبين المقاومة بإعادة تقييم أدائها بإدارة الملف وتغيير استراتيجيتها في التعاطي مع ملف إبرام صفقة تبادل مع الاحتلال.

وشدد الأسرى على أن عهدهم وتجارتهم مع الله وأنهم ماضون ومستمرون في نضالهم ومقاومتهم حتى الحرية. 

على المقاومة تغيير سياساتها تجاه قضية الأسرى

وطالب الأسرى فصائل المقاومة بتغيير سياساتها تجاه قضية الأسرى، مشيرين إلى أن الحركة الأسيرة تقدم كل عام ما يقارب 4-5  شهداء داخل سجون الاحتلال بأمراض مزمنة.

أردفوا "هناك أسرى أنهوا ما يزيد عن 30 و 35 عامًا بشكل متواصل وأملهم قوي بالتحرر" 

الانقسام الفلسطيني ألقى بظلاله على الأسرى

وفي ملف الانقسام الفلسطيني اعتبره الأسرى ألقى بظلاله على الكل الفلسطيني ومن بينه الأسرى في السجون، وأصبح أكثر عمقاً ما أحدث شرخاً كبيراً في الساحة الفلسطينية.

وشددوا على أنه بإنهاء الانقسام سيترمم كل ما هدم داخل المجتمع والبيت الفلسطيني. 

وتابعوا "يجب أن يكون إجماع فلسطيني على كلمة واحدة تحافظ على الثوابت الفلسطينية وسط منظومة صمود أساسها الحفاظ على الشعب ومقومات حياته المعيشية".

الانتخابات الأمريكية وآثرها على القضية الفلسطينية

وعن فوز بايدن في الانتخابات الأمريكية أعرب الأسرى أنه لن يتزحزح عن الخطوط الحمر الموضوعة في العلاقة الأمريكية الإسرائيلية.

وتابعوا " نأمل أن يكون الضرر من وجوده أخف وأقل من زمن ترامب، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية".
 
وأشاروا إلى أن حالة الهجوم الأمريكي على الفلسطينيين قد تتوقف ويزول الهجوم الأمريكي على الشعب الفلسطيني وتصبح أمريكا بمثابة حمامة السلام، مضيفين "باعتقادنا أن العلاقات الأمريكية ستعود بالإيجابية مع القضية الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بإعادة المساعدات للسلطة الفلسطينية، واعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية.

وفي سياق الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يعتبر مستقبل الأسرى الفلسطينيون الذين يحتجزهم الاحتلال أمراً أساسياً للتقدم في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.

جدير بالذكر أن مجموع أعداد الأسرى الفلسطينيين في آخر إحصائية بلغ أكثر من 5000 أسير، منهم حوالي 540 أسير من ذوي المحكوميات العالية، و 425 معتقل إداري، وحوالي 200 طفل، و45 أسيرة.
المصدر: بي دي ان