"منتفعو الشؤون الاجتماعية ".. بين الأمل والألم !

بي دي ان |

15 مارس 2022 الساعة 01:12ص

ما بين ألم الظلم والحرمان وأمل بالعيش الكريم، ما زالت الحاجة أم جميل الأقرع، تنتظر صرف مستحقات الشؤون الاجتماعية، كحال الكثير من الأسر المستفيدة التي تعتمد بشكل أساسي على مخصصات الشؤون في تلبية أدنى متطلبات حياتهم.

الحاجة أم جميل الأقرع، توضح: "أنها وجدت نفسها بين ليلةٍ وضحاها مسؤولة عن أسرة كاملة وذلك بعد رحيل زوجها، مما جعلها تمتهن مهنة زوجها الصياد، وأصبحت تشتري الأسماك من الحسبة، لتبيعها في سوق المخيم القديم ؛ لكسب لقمة العيش، وبخاصة في ظل تأخر مستحقات الشؤون".

وبملامح أثقلتها الهموم والأوجاع تلخص واقعة أليمة حالت بحياتها بعد توقف صرف الشؤون، قائلة بصوت غاضب: "الحياة أصبحت صعبة بعد أكثر من عام على انقطاع صرف المستحقات.. لدي أبناء ما بين طلبة جامعيين ومدارس".

وما تعانيه أم جميل ، يعانيه الشاب أحمد، الذي حالت به الحاجة عن عدم دفع رسوم روضة طفلته فاضطر لإجلاسها في البيت، فأحمد يعاني من كسور في العمود الفقري، مما تجعله هذه الكسور يتكئ على عكازة، وتعجزه عن العمل. 

وبملامح باهتة، ومعدة خاوية وعينين واسعتين، وصوت يئن من تعب هموم الحياة، تتساءل الحاجة أم ابراهيم :"ليش احنا فئة الشؤون مانعين عنا المخصصات؟ مش عارفين أسباب عدم الصرف؟ رغم إنه احنا أكثر فئة كان وضعنا صعب وصار أسوأ، احنا بحاجة لهالمستحقات لأنو تراكمت علينا الديون". 

ويقول أبو غسان "67 عاماً"، أحد مستفيدي الشؤون الاجتماعية،": "عائلتي تتكون من ستة أفراد لدي ابن عاطل عن العمل، متزوج ولدي احفاد يعيشون معي ووالدتهم ووالدهم بنفس المنزل، أنا رجل مريض أعاني من مشاكل في القلب بالإضافة إلى أزمة صدرية حادة ولذلك أعيش على أسطوانة الأكسجين التي لا تفارقني".

وعن مأساة تأخر شيكات الشؤون الاجتماعية التي يدفعها ثمن لعلاجه شهرياً فيقول: "أحصل على مبلغ 750 شيقل كل ثلاثة شهور من الشؤون الاجتماعية بينما أحتاج شهرياً مبلغ 500 شيقل علاج ناهيك عن مصاريف البيت والأولاد".

ووفقا لحديثه، "بعد توقف صرف شيكات الشؤون تراكمت علينا الديون ولم تعد المحال التجارية تسمح لنا بالدين إذ بلغت ديوني للدكان القريب من بيتي 1000 شيقل".

وحول دخول الشهر الفضيل رمضان، وفي ظل تأخر شيكات الشؤون التي من المفترض أن يتم صرفها قبيل رمضان، يشتكي أبو أحمد، الحال فيقول: "كيف سنشتري أغراض الإفطار والسحور لهذا الشهر، أعيل أسرة كاملة مكونة من تسعة أبناء ".

ويتساءل بألم وغصة فقر: "لماذا لا يتم صرف الشيكات قبل رمضان؟ لدينا التزامات كثيرة ولدي عائلة وبنات كيف سأصل الرحم في أول أيام رمضان؟ وكيف سأوفر العلاج الخاص بزوجتي المريضة خاصةً وأنني لا أستطيع شراء أدويتها؟".

بدوره، وضح وزير التنمية الاجتماعية، أحمد مجدلاني، آخر التطورات بشأن صرف مخصصات الشؤون وقال: " لا يوجد حتى اللحظة موعدًا محددًا للصرف، خاصةً في ظل الأزمة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية، وبين أن ما يجري حالياً هو تجهيز الكشوفات طبقاً لقاعدة البيانات التي يتم العمل على تحديثها بشكل دوري للأسر المستفيدة والتي يبلغ عددها 80 ألف أسرة في قطاع غزة.

 والجدير ذكره، أن وزارة التنمية الاجتماعية تصرف مخصصات الشؤون لنحو 111 ألف أسرة بمبلغ 130 مليون شيكل تقريباً لقطاع غزة والضفة الغربية، بنظام دفعة شهرية تصل ما بين 700_ 1800 شيكل لكل أسرة كل ثلاثة أشهر، إلا أن هذه الدفع تتأخر عن موعدها، مما يزيد من معاناة تلك الأسر المصنفة بالفقيرة، كونها مصدر الدخل الوحيد لهم

وفي ظل فقر مدقع، وبمشاعر من الغضب وقلّة الحيلة والحزن تعاني هذه الشريحة المنهكة نتيجة تأخر شيكات الشؤون الاجتماعية فكيف سيكون الحال ولم يتبق على قدوم شهر رمضان سوى أيام؟ تساؤلات بصرخات مدوية أطلقتها هذه الشريحة علّها تجد جوابًا قبل أن تؤول الأمور إلى الدمار الذي لا تحمد عقباه