هل عززت روسيا هجوم إيران على أربيل؟

بي دي ان |

13 مارس 2022 الساعة 05:56م

كتب المحلل السياسي المختص في شؤون الشرق الأوسط سيث فرانتزمان، مقالاً في صحيفة "جيروزاليم بوست" حول الهجوم الصاروخي الذي وقع فجر اليوم، في محيط القنصلية الأمريكية في أربيل، حيث قالت وسائل إعلام إيرانية إن الحرس الثوري الإيراني استهدف قاعدة سرية للموساد الإسرائيلي في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.

وقال فرانتزمان: إن الهجوم الصاروخي الإيراني استهدف مناطق حيوية، بما في ذلك القنصلية الأمريكية الجديدة التي يجري بناؤها حاليًا، في رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أن إيران يمكنها أن تحدث المزيد من الضرر للمصالح الأمريكية لو أرادت ذلك.

وأشار الكاتب إلى أن الهجوم الصاروخي قد يكون مرتبطاً بانهيار المحادثات النووية في فيينا مؤخراً، حيث حاولت روسيا -وفق الكاتب- استخدام المحادثات الإيرانية للحصول على مزيد من التنازلات من الولايات المتحدة فيما يتعلق بالعقوبات على روسيا.

وأضاف: "أثار هذا غضب إيران لأنها تريد تخفيف العقوبات عليها، لتجد نفسها تتعرض للهجوم من قبل روسيا في اللحظة الأخيرة، لكن إيران تتطلع أيضًا إلى روسيا للحصول على دروس حول كيفية التعامل مع الغرب، حيث ترى أن روسيا قد استخدمت الغزو لإظهار حقيقة أن هناك إفلاتًا دوليًا من العقاب على إثارة الحروب والهجمات".

وبخصوص استخدام إيران للصواريخ الباليستية في الهجوم على أربيل قال فرانتزمان: "هذه ليست هي المرة الأولى التي تستخدم فيها إيران صواريخ باليستية كهذه، فقد استهدفت المنشقين الإيرانيين الأكراد عام 2018 في كويا بإقليم كردستان شمال العراق، كما استخدمت صواريخ باليستية عام 2020 ضد المنشأة الأمريكية في قاعدة "عين الأسد" ردًا على مقتل اللواء قاسم سليماني".

واستطرد: "هذا يعني أن استخدام هذه الصواريخ ليس بالأمر الجديد أو غير المسبوق، حتى أن إيران استخدمت صواريخ وطائرات بدون طيار لاستهداف المملكة العربية السعودية وأرسلت أيضًا تكنولوجيا صاروخية إلى الحوثيين في اليمن لاستخدامها ضد السعودية".

ويرى المحلل السياسي أنَّ العدد الكبير للصواريخ الثقيلة التي استُخدمت في الهجوم؛ من المحتمل أن يكون بمثابة استعداد لهجمات أكبر، إذ تريد إيران إظهار دقتها وقدراتها مع هذه الأنواع من الصواريخ، وتريد أيضًا معرفة مدى الاستجابة الأمريكية للرد على هذا الهجوم.

ويضيف: "هناك شريحة واسعة من الأصوات الأمريكية التي جادلت ضد التصعيد الأمريكي في أوكرانيا، ولا تريد حربًا مع إيران أو روسيا، إذ تعوّل روسيا على الغرب للخوف من الحرب، وخاصة الرواية القائلة بأن أي مواجهة مع روسيا هي حرب عالمية ثالثة".

وتابع فرانتزمان: "لقد استخدمت روسيا هذه الأصوات لأنها تريد الإفلات من العقاب بعد غزو أوكرانيا، واليوم تريد إيران ركوب عربة السرد الروسي، والتظاهر بأنه إذا صعّدت الولايات المتحدة بالانتقام يمكن أن تكون هناك حرب، وبذلك تريد إيران اختبار الولايات المتحدة ومعرفة ما إذا كانت ستتراجع أمام الهجوم على أربيل".

من جانب آخر يقول فرانتزمان إن لدى إيران انطباع بأنها قد تكون قادرة على إخراج الولايات المتحدة من أربيل شمال العراق وهي تراقب ما يحدث في روسيا وأوكرانيا عن كثب، فبينما حذرت الولايات المتحدة روسيا من رد صارم ضدها إذا قررت غزو أوكرانيا؛ نشر البيت الأبيض -فيما بعد- رسائل حول عدم الرغبة في أي صراع مباشر مع روسيا.

ومن وجهة نظر فرانتزمان، "ترى إيران أن الولايات المتحدة تريد عودة خطة العمل الشاملة المشتركة -الاتفاق النووي عام 2015- لذلك تريد الضغط على واشنطن للوفاء بشروطها، وتحاول توظيف الأزمة الأوكرانية للتهديد بشن هجمات أكثر فتكًا، في محاولة للحصول على شيء من الولايات المتحدة، ومعرفة ما إذا كانت الأخيرة ستتراجع أو سترد".

وختم المحلل السياسي سيث فرانتزمان مقاله بالقول: "الحجة لدى إيران، هي أن روسيا هاجمت أوكرانيا لأنها كانت تتعرض للاستفزاز، بسبب توسع الناتو شرق أوروبا في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وكذلك تأمل إيران أن تحقق في العراق ما تفعله روسيا في أوكرانيا، إذ تعتمد على خوف الولايات المتحدة من الحرب فتبتلع سوريا ولبنان واليمن".