في فلسطين.. لا وقت للشعارات بيوم المرأة

بي دي ان |

09 مارس 2022 الساعة 08:52م

في شهر آذار من كل عام تبقى المرأة على موعد مع احتفاليات تعم الأماكن والمؤسسات والأسر كل بطريقته، وينهض الساسة ليدلوا بدلوهم حول المرأة وعطاءها ودورها في استنهاض المجتمعات، ولأن المرأة الفلسطينية تحديدا لها خصوصية في ظل احتلال غاشم مازال يترنح فوق صدر شعبنا، ولأن المرأة على مر سنوات النضال كانت ولا زالت الشريكة الأهم للرجل، شاركته الكفاح والبيت والميدان والمؤسسة، كانت معه جنبا إلى جنب ونجحت في كل الميادين وكل المهمات التي أوكلت إليها، بالتالي يوم واحد بالطبع لا يكفي ليقول لها المجتمع أنك أهم أعمدة البناء والصلاح والكفاح.

ومع ذلك تدرك المرأة جيدا أن ليس هذا كل المطلوب ولا كل المتوقع، فهناك قضايا عديدة ومركبة بحاجة لعلاج والبت بها. هناك حقوق مسلوبة وهناك كرامة منتهكة وهناك قوانين جائرة، كما أن هناك ثقافة ذكوريّة بالية بحاجة إلى تغيير. 

لقد أدركت المرأة حجم المراوغة وحجم النفاق المجتمعي الذي تتعرض له في مثل هذا اليوم، من الساسة على الأغلب ومن صناع القرار الذين يقصدون تهميشها، ثم يتغنون بها في يوم المرأة، رغم أنه يوم للحرية، لحرية المرأة واقرار بحقوقها وقيمتها. 

مازالت المرأة رغم تاريخها الحافل بالعمل والتضحيات تعاني من أداء من كانت شريكتهم بالعمل والنضال، ومازال المجتمع يستنزفها من خلال قوانينه الظالمة التي تنتهك حقوقها، ومن جانب آخر مازالت تبحث لها مكان في مربعات صناعة القرار لتأخذ دورها الطبيعي الذي من خلاله تستيطع أن تشارك في عملية بناء المؤسسات والدولة، وأن تساهم في وضع القوانين واتخاذ القرارات لتكتمل اللوحة المجتمعية. فمازال المجتمع ينظر للمرأة نظرة فيها شيء من الدونية والنقص في حين أنها مكملة وليست منقوصة ولا ند. 

في آذار مطلوب انصاف المرأة، وتفعيل وتعزيز دورها المجتمعي والسياسي، كما أنه مطلوب أن تدعم المرأة المرأة وتساندها. 

في هذا اليوم مطلوب تكثيف المطالبة الدولية للافراج عن الأسيرات في سجون الاحتلال لأنهن يتعرضن لأبشع أنواع العذاب. 

وعلى المجتمع تذكير الرجل والشباب دائما بضرورة احترام وتقدير المرأة ومساندتها وعدم الاستقواء، بل أن يكون الحامي والمدافع والداعم، تطبيقا لوصية رسولنا الكريم "استوصوا بالنساء خيرًا". 

وأخيرًا كل عام ونساء فلسطين الماجدات الثائرات المربيات الصابرات المعطاءات بألف خير.